قال محمد العريان الخبير الاقتصادي العالمي أن البنوك المركزية ربما تتدخل بخفض أسعار الفائدة لمساعدة الشركات على تحسين أوضاعها، لكن إيجاد لقاح لفيروس كورونا سيكون هو المنقذ الحقيقي لها.
أربع مراحل لتداعيات فيروس كورونا
وأشار العريان في حوار مع وكالة بلومبرج إلى أن العالم يمر حاليا بالمرحلة الثانية ضمن أربع مراحل من ناحية تداعيات فيروس كورونا على الأسواق والاقتصاد العالمي.
تشهد المرحلة الأولى تعرض الشركات والاقتصاد للصدمة وتباطؤ النمو العالمي. كما تشهد توليد الشركات أرباحا أقل وصعود التكاليف. وذلك بجانب تعطل سلاسل الإمداد، وفق العريان.
وتتسم المرحلة الثانية التي يمر العالم بها حاليا بالإضطراب المالي، وبدأت تظهر للسطح لذلك جيوب لإنعدام السيولة وعمليات بيع يحركها الفزع، وتضطرب الأسواق في هذه المرحلة ويتم اللجوء لغلقها بشكل كامل. وبسبب هذا ينضب التمويل ولا يتبقى سوى التمويل الذي تقدمه البنوك.
وفي المرحلة الثالثة يتشكل قاع يمثل أقصى درجات الهبوط بحيث أنه يفتح الطريق للتعافي لاحقا، ويتشكل هذا القاع في مجال التمويل أولا ثم يمتد إلى الاقتصاد.
لكن حدوث هذا لا يتطلب تدخل البنك المركزي وحده بل يستلزم التغلب على المحرك لكل هذا الإضطراب. وإنطلاقا من هذا المرحلة تبدأ المرحلة الرابعة والأخيرة التي تغطي فترة زمنية أطول، وفق العريان.
وتتسم المرحلة الثانية التي يمر العالم بها حاليا بقدر عال من الاضطراب مقارنة بغيرها من المراحل.
تدخل البنوك المركزية غير فعال
وردا على سؤال حول مدى استعداد البنوك المركزية للتدخل، قال العريان إن البنوك المركزية تقاوم فكرة التدخل حاليا لكن الأسواق تواصل الضغط عليها لحثها على التدخل.
ويرجع سبب اعتراض البنوك المركزية على التدخل هو اعتقادها أن تدخلها سيكون عديم الفاعلية مهما فعلت.
وقال العريان “أعتقد أن الثقة التي وضعتها الأسواق في البنوك المركزية لرفع قيم الأصول قد تبخرت تماما، وبرغم هذا لا أعتقد أن البنوك المركزية ستمتنع عن خفض أسعار الفائدة”.
ويوضح الجراف التالي أسعار الفائدة السارية حاليا في معظم المناطق الرئيسية في العالم:
ويتجه بنك الاحتياط الفيدرالي لاتخاذ قرارا بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم يوم 18 مارس الحالي، لكن هذا القرار لن يكون فعالا بالقدر الكافي طالما استمر ورود أخبار تشير إلى تفشي الفيروس، حسب العريان.
محاولة بلوغ القاع مرتين
وتابع:” حاولنا بلوغ قاع التراجع مرتين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. الأولى في جلسة تداول أمس ( يوم 27 فبراير) التي بدأت تستقر بعد فترة تقلبات في بداية التعاملات.
وأضاف: “انتهى الاستقرار عندما وردت أخبار من كاليفرونيا تشير إلى رصد 8 آلاف حالة إصابة بالفيروس. وحاولنا مجددا مطلع اليوم (28 فبراير) لكننا واجهنا انباء إلغاء معرض جنيف للسيارات.”
وأوضح العريان أن استمرار الأخبار السيئة يعيق بلوغ مرحلة الاستقرار.
وبشأن المساعدة التي يمكن أن تقدمها البنوك المركزية، قال العريان إنها ستقتصر على مساعدة الشركات على إدارة ميزانياتها العمومية.
الأمل في إيجاد لقاح لفيروس كورونا
واستدرك: “لكنها لن تستطيع منح الأمل. الأمل الذي تحتاجه الأسواق هو امتلاك وسيلة للتغلب على هذه الأزمة. وأفضل وسيلة لمنح الامل هو إيجاد لقاح لعلاج فيروس كورونا”.
وكشف العريان أن الأسواق تشهد حاليا انعدام المخاطرة وبروز فجوات سعرية كبيرة وتراجع كبير في السيولة لدى شرائح معينة من سوق سندات الشركات وفي الأسواق الناشئة.
وحذر العريان من أن إيجاد لقاح لفيروس كورونا لن يتحقق بسرعة كافية.