فى حلقة جديدة من برنامج «CEO Level » حل محمد الدماطى، نائب رئيس شركة الصناعات الغذائية العربية – دومتى، ضيفًا على البرنامج الذى يُذاع على شاشة ALMAL TV المال تى فى على منصة يوتيوب، للحديث حول إستراتيجية الشركة فى سوق الصناعات الغذائية ومستقبلها فى ظل التحديات المختلفة وأبرزها أزمة ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف الشحن إثر الموجة التضخمية العالمية.
وتنوعت محاور حلقة البرنامج الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة «المال» ما بين التعمق فى تاريخ الشركة وكواليس تأسيسها وعودتها من طريق التخارج من سوق الأجبان إلى طريق الاستحواذ على أكبر حصة من هذه السوق، بالإضافة إلى قصة الطرح فى البورصة.
كما تطرقت الحلقة إلى محور الاستثمار الرياضى، من خلال عضوية “الدماطى” فى مجلس إدارة النادى الأهلى، وبحث تفاصيل إنشاء 3 شركات مساهمة فى مجالات كرة القدم، والسياحة والمنشآت الرياضية.
وكشف نائب رئيس شركة «الصناعات الغذائية العربية – دومتى» عن اعتزام شركته زيادة استثماراتها فى قطاع المخبوزات، والتوسع التدريجى فى سوق الألبان، والعصائر، بالإضافة إلى التواجد الخارجى عبر الشراكة مع فرايزالند الهولندية بهدف التواجد فى أسواق أجنبية لطرح منتج الجبنة البيضاء.
وأفصح “الدماطى” عن تفاصيل عملية تأسيس 3 شركات مساهمة مملوكة بالكامل للنادى الأهلى، موضحًا أن النادى سينتهى من عملية نقل الأصول لشركة كرة القدم فى يونيو المقبل، مع عمل شركة الأهلى للمنشآت الرياضية على تصميمات استاد الأهلى فى مدينة الشيخ زايد.
وإلى نص الحوار المتاح للجمهور على شاشة «المال تى فى» الآن على منصة اليوتيوب:
● حازم شريف: ضيفى اليوم مميز كعادة ضيوف البرنامج، لعب دوراً هاماً فى أحداث تحول كبير فى مستقبل شركة دومتى، ضيفى اليوم هو محمد الدماطى، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة.
● سأبدأ أول أسئلتى اليوم، حول خريطة صناعة الأجبان والألبان فى مصر، هل تمنحنا صورة عن سوق الجبنة؟ ومتى دخلت «دومتى» لسوق الجبنة؟
محمد الدماطى: انضمت «دومتى» لسوق الجبنة البيضاء فى عام 1990، وهى سوق كبيرة للغاية تسجل معدلات نموها بنحو 10 – %15 سنويا، وفى ذلك العام كانت السيطرة تؤول لجبنة المعامل (الجبنة السايبة) إذ لم تكن هناك منتجات وعلامة تجارية معروفة فى هذه السوق.
و”دومتى” من أوائل الشركات التى أطلقت علامة تجارية (براند) فى سوق الجبنة البيضاء، وشهدت هذه السوق تطورات ونموا لصالح الجبنة المعبأة إلى أن أصبحت السيطرة لصالح (براندات) الشركات والجبنة البيضاء المعبأة معلومة الهوية.
وذلك الإنجاز الكبير يعود إلى تكنولوجيا حفظ وتعبئة الجبنة “تتراباك” التى أتاحت صلاحية طويلة تصل إلى عام دون الحاجة إلى تبريد، ومن ثم إمكانية الوصول إلى مناطق نائية لا تتوافق فيها إمكانية تبريد الأغذية.
وتعد الجبنة من أرخص مصادر البروتينات فى مصر، وهناك 3 أسواق من الجبنة، وهى سوق الجبنة البيضاء والجبنة المطبوخ الذى تتميز فيه مصر إذ تعد من أكبر مراكز تصديره، بالإضافة إلى سوق الجبنة الجافة (الجبنة الرومي) التى لاتزال السيطرة السوقية فيه لصالح المعامل.
نمو متوقع بدافع زيادة الأسعار والمخبوزات مع توسع تدريجى بصناعة الألبان
أما صناعة الألبان، فتطورت كثيرا خلال الـ 12 عاما الأخيرة، عبر ارتفاع الحصة السوقية للألبان المعبأة من %30 إلى %65 نتيجة ارتفاع وعى المستهلكين وحرصهم على شراء منتجات صحية معلومة المصدر.
● حازم شريف: كم تبلغ الحصة السوقية لـ “دومتى” فى سوقى الألبان والجبنة؟
محمد الدماطى: دومتى بدأت نشاطها فى سوق الألبان منذ 4 أشهر فقط، إلا أنها استحوذت على حصة سوقية تبلغ نحو %1.5، بينما تمتلك الشركة نحو %40 من سوق الجبنة المعبأة.
● حازم شريف: هل تحتل دومتى المركز الأول فى صناعة الجبنة؟
محمد الدماطى: نتقاسم الصدارة مع شركة عبور لاند -المنافس الرئيسى للشركة-
● حازم شريف: ما هى الشرائح الاجتماعية التى تستهدفونها بمنتجاتكم المختلفة؟
محمد الدماطى: نستهدف كافة الشرائح الاجتماعية من + A إلى B-C، وهناك منتجات لـ«دومتى» يصل سعر الكيلو منها لأكثر من 80 – 90 جنيها مثل الموتوزريلا والجبنة الكريمى، وتلك المنتجات تستهدف شرائح اجتماعية أعلى فى جدول المستهلكين.
وهناك منتجات للشريحة المتوسطة عبر منتج «جبنتى» بالإضافة إلى أن «دومتى» تستهدف كافة الأعمار فى الوقت الحالى خاصة عقب طرح منتج “الساندويتش” منذ 3 أعوام، والذى سمح لنا باستهداف شرائح جديدة مثل الموظفين والطلبة.
● حازم شريف: دومتى نافست فى أسواق العصائر والمخبوزات منذ فترة ليست بالكبيرة، فماذا عن تطورات المنافسة والحصص السوقية لكم فى تلك الأنشطة؟
%7 حصتنا فى سوق العصير ونحتل المرتبة الثالثة بعد «المراعى» و«جهينة»
محمد الدماطى: اقتحمنا نشاط العصائر فى عام 2014، ونستحوذ على حصة 6 – %7 من السوق، ونأتى فى المركز الـ 3 بعد كل من اللاعبين الكبار فى هذه السوق “المراعى” و”جهينة” ونسجل زيادات مطردة فى ذلك النشاط.
خط إنتاجى جديد لقطاع المخبوزات العام المقبل
ثم توسعنا فى قطاع المخبوزات بإضافة منتج “الساندويتش” إلى منتج “الكرواسون”، وقمنا بشراء 3 خطوط بشكل متتالى وجميعها تعمل بالطاقة القصوى حاليا، وتعاقدنا على إضافة الخط الرابع الذى سيدخل الخدمة العام المقبل.
● حازم شريف: ماذا عن حجم التصدير من مبيعات الشركة؟
45 دولة تستقبل منتجاتنا بنسبة %7 من المبيعات
محمد الدماطى: التصدير يقدر بنحو 6 – %7 من حجم مبيعات الشركة وأغلبه يتركز فى الجبنة والعصائر، ونقوم بتصدير منتجات الجبنة إلى 45 دولة مثل ليبيا والأردن وفلسطين والسعودية والإمارات والكويت وروسيا.
أما على صعيد العصائر، تصدر الشركة إلى أسواق إيطاليا وإنجلترا وفرنسا واليونان وغانا والسودان وتشاد والكاميرون، ونسعى للدخول إلى أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة.
● حازم شريف: هل ترى مستقبل “دومتى” كلاعب محلى أم لاعب إقليمى عبر التواجد والتصنيع فى أسواق خارجية؟
محمد الدماطى: أولا السوق المحلية لاتزال بكرا بها العديد من الفرص وبحاجة إلى أفكار جديدة، ونركز للاستفادة منها.
أما على صعيد التوسع الخارجى، فتعتمد “دومتى” على شركائها فى التواجد بالأسواق الأجنبية، وقمنا بتوقيع عقد مع شركة “فرايزالند الهولندية” لكى تصبح ذراع التوزيع والتسويق للشركة خارجيا.
وخلال الفترة الماضية كان لنا محاولات للتواجد بشكل مباشر فى دول خارجية مثل رواندا وكينيا والسودان وإثيوبيا، لكن لم نستطع فعل ذلك لعدم وجود الجرأة الكافية للشركة فى التواجد بمفردها خارجيا، فى ظل استحواذ السوق المحلية على كامل تركيزنا.
سنصدر لليبيا والمغرب وساحل العاج فى النصف الأول من 2022 عبر «فرايزالند»
وأدت تلك المعطيات إلى لجوء الشركة إلى الشراكة مع “فرايزالند” الهولندية وهى من أكبر 4 شركات ألبان على مستوى العالم، إذ سنصنع منتجاتهم فى مصر وسنصدر منتجاتنا من خلال “فرايزالند” لأسواق جديدة مثل ليبيا والمغرب وساحل العاج خلال النصف الأول من العام المقبل، وسيكون ذلك بديلا للتحول إلى لاعب إقليمى بشكل مباشر.
● حازم شريف: من المتعارف عليه أن قصص نمو الشركات العائلية تبدأ من التشبع فى السوق المحلية ثم تتحول إلى لاعب إقليمى، وبعضها يتحول إلى لاعب دولى، كيف ترى احتمالات تكرار ذلك فى دومتي؟
محمد الدماطى: سوق الصناعات الغذائية مختلفة عن باقى القطاعات الصناعية الأخرى، والدليل أن كافة الشركات المصرية الكبرى فى مجالنا لم تلعب إلى الآن الدور الإقليمى بشكل فعال.
● حازم شريف: ما هو التوقيت المناسب لتواجد الشركة فى السوق الخارجية بشكل مناسب وكلاعب إقليمى من وجهة نظر محمد الدماطي؟
محمد الدماطى: أرى أن التوقيت الراهن مناسب للتوسع الخارجى، وكان ذلك السبب الرئيسى للشراكة مع فرايزالند الهولندية، ونؤمن بضرورة التواجد بالأسواق الأجنبية، وذلك شريطة وجود شريك أجنبى متواجد فى تلك الأسواق.
● حازم شريف: ماذا عن مستهدفاتكم للحصص السوقية للمنتجات المختلفة خلال الـ 3 أعوام المقبلة؟
تطوير الربحية الهدف الرئيسى لـ«دومتى» لعبور المرحلة الصعبة بأقل الأضرار
محمد الدماطى: هدفنا الرئيسى ليس زيادة الحصص وإنما تطوير الربحية، وذلك فى ظل التحديات الصعبة التى يتعرض لها الاقتصاد العالمى، سواء ارتفاع تكاليف الشحن أو زيادات أسعار المواد الخام، إذ نستهدف عبور تلك المرحلة بأقل الأضرار .
● حازم شريف: زيادة الحصص السوقية قد تساهم فى تعظيم الربحية؟
محمد الدماطى: قد يحدث ذلك فى بعض الأحيان، ولكن الوضع الراهن يشهد ارتفاع أسعار المدخلات بنسب كبيرة وصلت لـ %70 فى بعض المنتجات وإلى %100 فى منتجات أخرى ومن ثم تؤثر سلبا على ربحية الشركة.
● حازم شريف: ما هى تفاصيل خطتك لتحسين ربحية الشركة Gross profit margin؟
نستهدف رفع مساهمة قطاع المخبوزات فى الإيرادات الكلية من 20 إلى %30
محمد الدماطى: نسعى لزيادة مساهمة قطاع المخبوزات فى الإيرادات الكلية للمجموعة، يتميز هذا النشاط بارتفاع معدلات الربحية وتصل نسبة المخبوزات من إجمالى المبيعات حالياً بنحو %20 حاليا، وتستهدف زيادتها إلى %30ومن تحسين هوامش الربحية للشركة.
وبصفة عامة، نحاول زيادة أسعار منتجاتنا بشكل تدريجى دون تأثير قوى على قوة المستهلك الشرائية.
الوضع العالمى مقلق للصناعة والجميع يجب أن يعلم حقيقة الأزمة
ولابد أن يعى الجميع حجم واتساع أزمة ارتفاع أسعار المواد الخام بشكل قياسى، بالإضافة إلى أن الأزمة تحولت من ارتفاع السعر إلى نطاق عدم توافر المواد الخام ذاتها، إذ أصبح الوضع مقلقا للصناعة بشكل عام.
● حازم شريف: هل من الممكن أن تقلل إنتاجك بداعى الأزمة؟
محمد الدماطى: المعضلة تكمن فى نسبة المصروفات التسويقية والإدارية لإجمالى الإيرادات، ، وبالتالى فإن توقف أى خط إنتاجى سيؤدى إلى تقليل الإيرادات ومن ثم ارتفاع نسبة المصروفات لإجمالى الإيرادات الكلية.
● حازم شريف: من الممكن أن تقلل إنتاجك فى بعض المنتجات مقابل زيادة مساهماتك فى قطاع المخبوزات؟
محمد الدماطى: تقليل الإنتاج فى قطاعات الشركة سيفقدها ميزة النمو القوى فى مبيعاتها، التى تسجلها على مدار الـ 10 أعوام، إذ سنصل العام المقبل لمستويات الـ 4.5 مليار جنيه حال استمرار الأداء الحالى.
● حازم شريف: كيف ترى المنافسة فى سوق الجبنة محليا؟
محمد الدماطى: المنافسة منقسمة بشكل طبيعى فى سوق الجبنة بين “دومتى” و”عبور لاند”، إذ نسيطر على مناطق القاهرة والاسكندرية، فيما تسيطر”عبور لاند” -المنافس الرئيسى لنا- على مناطق الدلتا والأرياف.
● حازم شريف: هل تدرسون فرص للاستحواذ على كيانات محلية خلال الفترة المقبلة؟
محمد الدماطى: لا نسعى للاستحواذ على شركات محلية، نظرا لاعتماد مالكى المصانع والأصول على المغالاة فى تقييم الشركات بشكل أكبر من قيمتها الحقيقية.
● حازم شريف: تشير القوائم المالية إلى وجود تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.3 مليار جنيه، فماذا عن الرافعة المالية للشركة Leverage؟
الرافعة المالية جيدة بنسب 1: 1
محمد الدماطى: هناك تسهيلات ائتمانية متاحة للشركة بقيمة 2.3 مليار جنيه بينما المستخدم منها أقل بكثير، وتبلغ الرافعة المالية للشركة نحو 1: 1 وهى معدل جيد للغاية.
● حازم شريف: الأرقام تشير إلى أن إنتاج شركة “دومتى” يكاد يكون مخصصاً لمناطق القاهرة والإسكندرية؟
محمد الدماطى: الأمر يرتبط أكثر بالقوة الشرائية للمستهلكين، إذ على سبيل المثال منتج الساندويتش ينتشر استهلاكه فى محافظتى القاهرة والاسكندرية لتوافر القوة الشرائية المناسبة للمستهلكين.
بالإضافة إلى أن “دومتى” تستحوذ على %50 من سوق الجبنة فى السلاسل الغذائية والسوبر ماركت، وتتواجد النسبة الأكبر من تلك السلاسل فى محافظتى القاهرة والإسكندرية.
● حازم شريف: ماذا عن تواجد “دومتى” فى الصعيد؟
محمد الدماطى: مبيعاتنا تنمو فى منطقة الصعيد بمعدلات إيجابية ولكن قطاع المخبوزات لايزال يتحسس طريقه فى تلك المنطقة.
● حازم شريف: من أين سيأتى نمو «دومتى» خلال الفترة المقبلة؟
محمد الدماطى: النمو سيتحقق جزء منه بشكل طبيعى عبر زيادات الأسعار بينما سيتحقق الجزء الآخر عبر نمو متوقع لقطاع المخبوزات، عبر شراء خط جديد لتصنيع الكرواسون.
أما على صعيد الألبان، فمعدلات الأداء إيجابية وحققنا أهداف المرحلة الحالية، فيما ستتم عملية التوسعات فى تلك الصناعة بشكل تدريجى.
● حازم شريف: ما هى الصناعات الغذائية الأخرى المؤهلة للاستثمار بها مستقبلا؟
محمد الدماطى: الأغذية الخفيفة من القطاعات التى تتميز بوجود أفكار جديدة لم تدخل السوق المحلية وبها فرص كثيرة خلال الفترة المقبلة.
● حازم شريف: ماذا عن مفاوضاتكم مع شركة “تتراباك” بشأن زيادة الطاقة الإنتاجية للعصائر؟
ننهى مفاوضات توسعات نشاط العصائر مع «تتراباك» قريباً
محمد الدماطى: وصلنا إلى المراحل النهائية من تلك المفاوضات ومن المنتظر الإعلان عن تفاصيلها خلال الفترة المقبلة.
● حازم شريف: الشركة التى تم تأسيسها مع الشريك الهولندى، هل تحتاج إلى زيادة رأسمال؟ وماذا عن نشاطها الحالي؟
محمد الدماطى: عقدنا أول اجتماع لمجلس إدارة الشركة – الأربعاء الماضي- إذ سيتم دراسة ميزانية العام المقبل والأسواق المستهدفة، ومتطلبات العمل والاحتياجات التمويلية.
● حازم شريف: ماذا عن أسباب تراجع أرباح الشركة خلال الشهور الـ9 المنتهية من 2021؟
محمد الدماطى: قمنا بإلغاء التعامل مع كافة وكلاء البيع بالآجل الأمر الذى أثر بالسلب على نتائج الشركة فى النصف الأول من العام الحالى، الا أن هناك تحسنا فى الربع الثالث من 2021، إذ ارتفعت مبيعات الشركة بنحو %32، ويبرهن ذلك- فى تقديرى- على صحة القرار.
● حازم شريف: كيف سيساهم الاتفاق مع شركة فرايزالند الهولندية فى زيادة صادرات دومتى خلال الفترة المقبلة؟
محمد الدماطى: الشراكة مع فرايزالند الهولندية ستتيح لنا اختراق أسواق لا تعرف شيئًا عن منتج الجبنة البيضاء، إذ ستقوم “دومتى” بتجربة مثيلة لطرح منتج “النودلز” الآسيوى فى السوق المحلية والمنطقة العربية، وبالتالى فإن التوقع بمدى نجاح التجربة من عدمه أمر سابق لأوانه.
● حازم شريف: نعود مرة أخرى إلى البدايات.. متى التحقت بالعمل فى الشركة؟ وماذا عن كواليس الطرح فى البورصة؟
محمد الدماطى: التحقت بالشركة فى عام 2005، فور تخرجى من الجامعة الأمريكية مباشرة.
فى ذلك التوقيت كانت الشركة تمتلك مصنعين من بينهم مصنع تحيطه بعض المشكلات والأزمات أثناء التعويم الأول للجنيه فى عام 2003، كان ينتج الجبنة الموتزريلا والجبنة المعبأة فى العبوات البلاستيكية، والمصنع الآخر ينتج العصير واللبن والجبنة المعبأة فى العبوات الكرتونية (تتراباك).
ورغب والدى فى بيع المصنع المتعثر ودخلنا فى مفاوضات مع مجموعة “أمريكانا” وكادت أن تفشل تلك المباحثات نظرًا لرغبة “أمريكانا” فى شراء المصنعين لرغبتهم فى الاستحواذ على نشاط الجبنة بالكامل.
واقترحت على الطرفين فى أول اجتماع عمل لى عقب تخرجى من الجامعة، أن يتم نقل نشاط الجبنة المعبأة من مصنع العصير واللبن إلى المصنع القديم وبيعه، وهو ما وافق عليه الطرفان، واستكملنا مراحل المفاوضات مع “أمريكانا” على بيع نحو %85 من المصنع وبقاء %15 للعائلة، إلا أنها لم تنجح فى نهاية المطاف.
وتحول مسار المفاوضات فى النهاية، حيث قمنا ببيع مصنع اللبن والعصير إلى شركة جهينة، واحتفظنا بمصنع الجبنة وبدأنا فى العمل بقوة.
أما عن كواليس الطرح فى البورصة، فإن الأمر بدأ من رغبتى فى العمل بنشاط بنوك الاستثمار ولكن انضمامى للشركة وتغير مستقبلى المهنى أدى إلى تكوين رغبة جديدة لقيد وطرح الشركة فى البورصة، وقمت بمحاولة قيد فى عام 2008، إلا أن أرقام مبيعات الشركة وأرباحها لم تكن تناسب القيد فى سوق الأسهم إذ كانت تسجل أرباحا بنحو 20 مليون جنيه وبحجم أعمال يصل لـ 300 مليون جنيه، ووضعنا خطة للوصول إلى المستويات المناسبة للطرح، وهو ما حدث فى عام 2014 عندما سجلنا مبيعات بقيمة مليار جنيه تقريبًا.
وفى تلك الفترة وعقب الأداء والتطور الكبير تلقينا عروضا أجنبية للاستحواذ على كامل أسهم الشركة من شركات Irish Dairy Board وFrozen Campina، إلا أننا قررنا الاحتفاظ بالشركة، ومتابعة عملية الطرح فى البورصة، وتجهيزها فى عام 2015 وتنفيذ الطرح فى 2016.
● حازم شريف : هل تنوون التخارج من الشركة فى أى مرحلة مقبلة؟ وكيف نمت مبيعات الشركة عقب الطرح فى البورصة؟
محمد الدماطى: هناك ارتباط عاطفى من قبل العائلة بالشركة وليس وارد أن نتخارج منها، أما على صعيد مبيعات الشركة عقب الطرح، فإنها تضاعفت أكثر من مرتين تقريباً.
الاستثمار الرياضى
● حازم شريف: بصفتك عضوًا فى مجلس إدارة النادى الأهلى، الأخير أعلن عن تأسيس 3 شركات مساهمة، ماذا عن تفاصيل تلك الشركات؟
محمد الدماطى: تم إنشاء 3 شركات بتكليف من الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادى، وشاركت فى دراسة إنشاء شركة الأهلى لكرة القدم، برفقة كل من خالد مرتجى، وطارق قنديل، عضوى مجلس الإدارة، بالإضافة إلى فرق عدة أخرى تولت دراسة إنشاء شركة الأهلى للمنشآت الرياضية، وشركة الأهلى للخدمات السياحية.
وقمنا كمجلس إدارة بإعداد تصور كامل للشركات الـ 3 سواء الأفكار والرؤى وطبيعة العمل، وشكل العلاقة بين النادى وتلك الشركات، بالإضافة إلى تقديم عرض توضيحى لباقى أعضاء المجلس عن الشركات، مع ترشيح أسماء لمجالس الإدارة.
وتم إنشاء شركة الأهلى لكرة القدم برئاسة رجل الأعمال ياسين منصور، بعضوية مصطفى مراد فهمى، والكابتن حسام غالى، وتم تعيين عمرو شاهين، مدير تنفيذى للشركة.
فيما تولى المهندس أيمن إسماعيل، قيادة شركة الأهلى للمنشآت الرياضية التى تتولى عملية إنشاء استاد الأهلى، بالإضافة إلى شركة الأهلى للخدمات السياحية، برئاسة وزير السياحة الأسبق، يحيى راشد.
على صعيد شركة الكرة، ستتولى ملف الفكر الاستثمارى لقطاع الكرة، بجانب تنمية موارد القطاع، بجانب التوسع الإقليمى والعالمى للنادى عبر تبادل الخبرات وكيفية اختراق أسواق جديدة منها أمريكا وأوروبا، وتسويق العلامة التجارية للنادى.
ويمتلك النادى الأهلى نحو %100 من أسهم الشركات الـ 3 فى الوقت الراهن، ثم قد يتم طرح حصة غير حاكمة للمستثمرين فى المستقبل بشرط احتفاظ النادى بأكثر من %51.
● حازم شريف: بالنسبة لشركة كرة القدم، ما هى نوعية الأصول التى ستمتلكها الشركة؟
محمد الدماطى: ستمتلك شركة الأهلى لكرة القدم أصولًا تضم عقود اللاعبين فى فرق النادى بفئاتها المختلفة والأكاديميات المنتشرة فى مصر والخارج، وكل ما يتعلق بالنشاط.
● حازم شريف: هل انتهيتم من تقييم هذه الأصول؟
محمد الدماطى : مازلنا نعمل على التقييم وإعداد التصورات والدراسات المالية المختلفة لفترة تصل إلى 3 – 4 أعوام مقبلة، وقد قمنا بدراسة شركات الأندية المقيدة فى البورصات الأوروبية مثل مانشيستر يونايتد، وأياكس أمستردام الهولندى، وبورسيا دورتموند الألمانى.
وستكون محاور عمل تلك الشركات هى أساس البرنامج الانتخابى لقائمة الكابتن محمود الخطيب فى إدارة النادى خلال الـ 4 أعوام المقبلة.
● حازم شريف : متى ستبدأ تلك الشركات العمل الفعلى؟
محمد الدماطى: هذه الشركات متواجدة فعليًا وتم إعداد خطة لتسلم واستلام الأصول الخاصة بشركة الأهلى لكرة القدم، تنتهى فى شهر يونيو المقبل، حتى تستعد الشركة بشكل جيد لإدارة قطاع الكرة وذلك بالتنسيق مع الكابتن الخطيب قبل بداية الموسم الكروى الجديد.
● حازم شريف: هل تم الاستقرار على شكل مجلس إدارة شركة الأهلى لكرة القدم؟
محمد الدماطى: قرار تشكيل مجلس الإدارة والعدد النهائى وكافة التفاصيل المتعلقة به ستكون مسئولية ياسين منصور، رئيس الشركة، وفريق الإدارة وعلى رأسه مصطفى مراد فهمى وعمرو شاهين.
حازم شريف : كم تبلغ إيرادات كرة القدم فى النادى الأهلى؟
محمد الدماطى: كرة القدم تجلب نحو 900 مليون جنيه للنادى، من عقود الرعاية واللاعبين، وسيتم طرح مزايدة عقد الرعاية الجديد خلال الفترة المقبلة، بجانب العمل على تنمية الموارد وإعادة تقييم أكاديميات النادى فى الدول العربية.
● حازم شريف: هل النشاط الكلى لكرة القدم (إيرادات ومصروفات) يحقق عجزا أم فائضا؟
محمد الدماطى: نظرًا لظروف جائحة كورونا وانخفاض الإيرادات حقق النشاط عجزًا خلال العام الماضى والحالى، بنحو 100 – 120 مليون جنيه، إلا أنه عادة ما يحقق فائضا.
● حازم شريف: ماذا عن شركتى “الأهلى” للمنشآت الرياضية والخدمات السياحية، هل تم تعيين مدرين تنفيذيين لهما؟
محمد الدماطى: لم يتم تعيين مديرين تنفيذين للشركتين حتى الآن، فيما قام المهندس أيمن إسماعيل، رئيس الشركة، بتقديم العرض التوضيحى لشركة المنشآت الرياضية التى تعمل على الانتهاء من تصميمات “استاد الأهلى” عقب الحصول على الموافقات اللازمة من الدولة، خاصة بشأن الارتفاعات فى أرض النادى بالشيخ زايد.
أما فيما يتعلق بنشاط شركة الأهلى للخدمات السياحية، فإنها سوف تخدم فرق النادى سواء فى الحجوزات والطيران الخاص ورحلات السفر، بجانب رحلات الأعضاء ثم فى مرحلة لاحقة ستقدم خدمات لجمهور النادى وخاصة فى الرحلات الخارجية للمناسبات والمباريات الخارجية للنادى.
● حازم شريف: هل وارد تحول شركة الأهلى للخدمات السياحية إلى لاعب رئيسى فى سوق السياحة مستقبلًا؟
محمد الدماطى: بالطبع، من الوارد أن تتحول إلى لاعب رئيسى فى السياحة، لكن ستمر الشركة بمراحل حتى تصل إلى تلك المنطقة من التوسعات.
وتعمل الشركات الـ 3 على التصورات المختلفة لطبيعة العمل خلال الفترة المقبلة، والاحتياجات التمويلية بجانب الأسماء المرشحة للتواجد فى مجالس الإدارات وسيتم الاستقرار قريبًا على كافة التفاصيل وإعلانها من قبل إدارة النادى.