توقع خبراء اقتصاد ومحللون ارتفاع نمو الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم إلى حوالى %8.6 خلال العام الجارى ليتفوق على النمو السنوى الذى تستهدفه حكومة بكين عند أكثر من %6 بعد هبوط النمو فى 2020 إلى %2.3 بسبب تداعيات فيروس كورونا ليسجل أدنى مستوى منذ 44 عاما.
ومع ذلك تظل الصين الدولة الوحيدة بين الاقتصادات المتقدمة التى لم تتعرض فى عام الوباء لانكماش النمو والذى شهدته جميع الدول االصناعية الكبرى من ألمانيا وإيطاليا إلى فرنسا وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة رويترز أن الاقتصاد الصينى حقق نموا بأكثر من %18 خلال الربع الأول من العام الجارى بالمقارنة بنفس الربع من العام الماضى الذى شهد أضعف نمو بسبب انتشار وباء كورونا مع نهاية ديسمبر 2019 و حتى نهاية مارس 2010 عندما استطاعت حكومة بكين احتواء مرض كوفيد 19 بفضل تدابير السيطرة الحازمة والفعالة على الوباء.
بكين تستهدف 11 مليون وظيفة جديدة
وتستهدف حكومة بكين توسيع اقتصادها هذا العام بأكثر من %6 وتوفير أكثر من 11 مليون وظيفة جديدة وزيادة الطلب المحلى والاستثمار الفعال ليعود الاقتصاد بقوة إلى حالة ما قبل الوباء وفقًا لتقرير عمل الحكومة الذى تضمن استمرار التنمية عالية الجودة ودفع الإصلاح الهيكلى.
ورغم انتعاش الاقتصاد الصينى خلال الثلاث شهور الماضية بفضل الطلب المحلى والاجنبى القوى الذى ساعد على ارتفاع النمو من المستوى المنخفض فى أوائل عام 2020 عندما تسببت جائحة كوفيد-19 فى ركود ثانى أكبر اقتصاد فى العالم إلا أن لى وى الخبير الاقتصادى فى بنك ستاندرد شارترد فى شنغهاى يتوقع تباطؤ النمو إلى %7 خلال الربع الثانى من العام الجارى.
ووصل إجمالى الناتج المحلى الصينى إلى 24.93 تريليون يوان (حوالى 3.82 تريليون دولار أمريكى) فى الربع الأول من هذا العام ليتجه البنك المركزى الصينى إلى تقليص مستوى القروض لاحتواء المخاطر المالية بعد عودة الاقتصاد إلى نموه القوى.
وقفزت مبيعات التجزئة لأكثر من %34 خلال مارس الماضى بعد ارتفاعها بحوالى %33.8 فى أول شهرين من العام الحالى بالمقارنة بنفس الشهور من عام الوباء وبأكثر من توقعات المحللين التى بلغت %28 لتزايد ثقة المستهلكين فى انحسار الوباء مع توزيع اللقاحات.
انتعاش الإنتاج الصناعى
وسجلت الصين انتعاشا ثابتاً فى الإنتاج الصناعى خلال الربع الماضى وتحسنا فى مبيعات السوق، وانتعاشاً فى الاستثمار بالأصول الثابتة وقوة دافعة بارزة فى تجارة السلع الخارجية ليستعيد محرك النمو العالمى نشاطه وليحقق نموا لثلاثة أرباع متتالية فى العام الماضى ( نمو قدره %3.2 فى الربع الثانى و%4.9 فى الربع الثالث و%6.5 فى الربع الأخير.
وزادت القيمة المضافة للناتج الصناعى ومبيعات التجزئة والاستثمار فى الأصول الثابتة فى الصين بنسب %24.5 و %33.9 و %25.6 على التوالى نتيجة الطلب المتزايد فى داخل البلاد وخارجها مما ساعد أيضا على ارتفاع إجمالى الواردات والصادرات من السلع بنسبة %29.2 خلال الربع الماضى على أساس سنوى، ليصل إلى 8.47 تريليون يوان.
ومع ذلك حذرت الهيئة الوطنية الصينية للإحصاء من حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار بالرغم من الانتعاش الاقتصادى وذلك بسبب استمرار تفشى كوفيد- 19 على مستوى العالم غير أن مبيعات المطاعم الصينية عادت إلى المستوى الذى كانت عليه فى بداية عام 2019 قبل ظهور فيروس كورونا مما يشير إلى ثقة المستهلكين فى انحسار الوباء ووجود شعور قوى لدى السكان بالخروج والالتقاء بالناس وإنفاق الأموال بفضل ثقة الشعب فى سياسة حكومة بكين.
ومن ناحية أخرى أظهرت نتائج تقرير صناعى أصدرته شركة فاريفلايت لخدمة بيانات الطيران المدنى فى الصين انتعاش قطاع الطيران المدنى فى شهر مارس الماضى فى البلاد إلى مستوى ما قبل الوباء ليرتفع عدد الرحلات الجوية المسجلة فى البلاد الشهر الماضى إلى أكثر من 12.4 ألف رحلة بزيادة %250 عما تم تسجيله فى نفس الشهر من العام الماضى.
وزاد الطلب على التوظيف من جانب الشركات الصينية بنسبة %26 خلال العام الماضى مقارنة بانخفاض بنسبة 35 % على مستوى العالم وأظهرت البيانات الحكومية أن حوالى %76 من الشركات الصينية قالت إن لديها خطط توظيف للعام التالى، بينما قالت %33 من الشركات إنها عززت ميزانية التوظيف بعد تفشى المرض الذى سهل أيضا طريقة جديدة للعمل، حيث قدمت %45 من الشركات فرصا للعمل من المنزل للحد من تفشى الفيروس.