حذر محللون أتراك من أن تدخل الجيش التركي من شأنه صب الزيت على النار بدلا من تسهيل التسوية السياسية للحرب الأهلية في ليبيا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لإرسال قوات لدعم حكومة طرابلس، المعترف بها من الأمم المتحدة، وسط إشارات متباينة من طرابلس.
مذكرة تفاهم
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس، إن بلاده سترسل قوات استجابة لطلب الحكومة الليبية للمساعدة.
ووقعت أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية نهاية الشهر الماضي على اتفاق التعاون الأمني والعسكري، وكذلك مذكرة تفاهم مثيرة للجدل بشأن ترسيم الحدود البحرية.
الصراع الداخلي
وقال فاروق لوج أوغلو، دبلوماسي كبير سابق، لوكالة أنباء (شينخوا) إن “تدخل الجيش التركي سيسهم فقط في إطالة أمد الصراع الداخلي، ما يضر بالسلام والاستقرار في ليبيا”.
الهجوم على طرابلس
وأعاد الجيش الوطني الليبي، الذي يحارب حكومة الوفاق التي يقودها رئيس الوزراء فايز السراج، إطلاق هجوم أوائل هذا الشهر للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.
تركيا هي الخاسرة
وحذر لوج أوغلو قائلا: “مهما كانت نتائج الصراع في ليبيا، ستكون تركيا هي الخاسرة في النهاية”.
وأوضح “حتى إذا فازت طرابلس في النهاية، ستكون تركيا قد فصلت شرائح كبيرة من الشعب الليبي عن بعضها البعض بسبب التحيز والوقوف مع طرف ضد آخر”.
موافقة البرلمان
ووسط تقارير تفيد بوقوع قتال محتدم بالقرب من طرابلس، تخطط الحكومة التركية للحصول على تفويض لإرسال قوات إلى ليبيا من خلال موافقة البرلمان دون تأجيل، ومن الممكن الحصول عليها الأسبوع المقبل.
تصعيد القتال
سيؤدي تدخل الجيش التركي بشكل مباشر إلى تصعيد القتال وليس دفع فرص التسوية السياسية، حسبما ذكر حسن كوني، محلل علاقات دولية.
وأخبر ((شينخوا)) أنه “في مثل هذه الحالة، سترد الدول الداعمة للجانب الآخر أيضا بزيادة دعمها العسكري”.
مصر توفر الدبابات
وتدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق في طرابلس، بينما تدعم روسيا ومصر وفرنسا ودول الخليج الجيش الوطني الليبي المتمركز شرقي ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر.
وبحسب تقارير صحفية صدرت في 19 ديسمبر، ستوفر مصر الدبابات الروسية من طراز (تي-72) وكذا ناقلات جنود مدرعة لقوات حفتر.
مشاعر سيئة
وقال خلدون سولماز تورك، جنرال سابق بالجيش التركي، إن تركيا لن تستفيد من تدخلها عسكريا في الصراع الليبي، ولكنها ستكون جزءا من الحرب الأهلية الليبية.
وأوضح أن تدخل الجيش التركي في الصراع سيفاقم المشاعر السيئة تجاه تركيا، ليس فقط بين الليبيين ولكن أيضا في العالم العربي أجمع.
إغراق السفن
وهددت قوات حفتر في الفترة الماضية بأنها ستغرق السفن التركية التي تقترب من ليبيا.
وتؤمن أنقرة بأنه يجب بقاء حكومة السراج في السلطة وبالتالي يمكنها حماية الحقوق التركية في منطقة شرق المتوسط بشكل أفضل.
عزلة تركية
ووجدت تركيا نفسها معزولة في المنطقة في الوقت الذي حددت فيه إسرائيل واليونان وقبرص ومصر بشكل مشترك مناطقها الاقتصادية الخالصة بطريقة تصفها أنقرة بغير المقبولة.
ترسيم الحدود
وبالنسبة لأنقرة، يمثل اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا، وتعارضه اليونان ومصر والبرلمان الليبي المنتخب في طبرق، خطوة مضادة لحماية حقوقها في شرق المتوسط.
حماية الحلفاء
وقال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، أمس السبت “لا يمكنك حماية مصالحك الوطنية بالانسحاب داخل حدودك، عليك حماية حلفائك.”
وأوضح لوج أوغلو أنه “إذا فاز حفتر، تستطيع تركيا نسيان أمر ليبيا حتى حدوث تغيير في الحكومة في أنقرة.”
قناة اتصال مع حفتر
وأشار إلى أن “القوات التركية بدعمها لحكومة طرابلس ستحقق فائدة فقط إذا فتحت أنقرة في الوقت ذاته قناة تواصل مع حفتر.”
ومع ذلك، يشعر المحللون أن علاقات الحزب الحاكم التركي الوثيقة مع حكومة السراج الإسلامية لها علاقة بوجود تقارب أيديولوجي.
تقارب أيديولوجي
ويُعرف الحزب الحاكم برئاسة أردوغان بتعاطفه مع أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين وطالما تعرض للانتقاد من الداخل على اتباعه سياسة خارجية قائمة على الأيديولوجية ولا تتوافق مع المصالح الوطنية التركية.
سياسة طائفية
وقال لوج أوغلو إنه بدلا من اتباع سياسة طائفية، يتعين على تركيا العمل تجاه اتفاق سلام تفاوضي بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، مضيفا أن إرسال قوات إلى ليبيا سيدق إسفينا بين أنقرة وموسكو.
وأعربت موسكو يوم الخميس عن إدانتها لأي تدخل خارجي في الحرب الأهلية الليبية.
يشار إلى ان هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال