قال مراقبون إن جوجل تستطيع أن توسع وجودها الطاغي ليشمل عالم الذكاء الاصطناعي الذي يتسم بالتغيرات والتطورات السريعة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى”.
ومع ذلك، وجدت مذكرة مسربة كتبها أحد مهندسي جوجل طريقها إلى شبكة الإنترنت، والتي يقول فيها إن الشركة ليس لديها وصفة سرية للذكاء الاصطناعي، وإنها ليست في موقع يؤهلها للفوز في السباق.
هذا الشعور فاقمه ما يمكن أن يوصف بـ معركة روبوتات الدردشة.
بالنسبة للكثير من الأشخاص، المرة الأولى التي تفاعلوا فيها عمدا مع الذكاء الاصطناعي – والتي أثارت إعجابهم – كانت مع تشات جي بي تي ChatGPT، روبوت الدردشة الذي شهد إقبالا واسعا في مختلف أنحاء العالم بعيد إطلاقه في نوفمبرعام 2022.
وتلقت الشركة المنتجة له، أوبن أيه آي (Open AI) استثمارات قيمتها مليارات الدولارات من شركة مايكروسوفت، التي تعكف حاليا على تضمينه في منتجاتها، مثل محرك البحث بينج (Bing) ومايكروسوفت أوفيس 365 (Microsoft Office 365).
منتجات تعمل بالذكاء الاصطناعي من جوجل
لكن جوجل لم تتخل عن خططها في هذا المجال. ففي مؤتمر المطورين السنوي الذي عقدته الشركة في مايو الماضي، أعلنت جوجل عن 25 منتجا جديدا تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. وفي بيان على موقعها، أعلنت أنها تقف في المقدمة فيما يتعلق بتطوير هذا المجال.
وتمتلك جوجل شركة DeepMind المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، وقد طورت الشركة برنامج ذكاء اصطناعي هو AlphaFold (ألفا فولد) الذي له إمكانية تعزيز اكتشاف أدوية وعلاجات جديدة.
في أغسطس الماضي، حضر تشيراج ديكاتي من مؤسسة Gartner للتحليلات مؤتمر Google Next الذي ناقش مستقبل عالم التكنولوجيا، والذي يقول إنه ركز بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي.
يضيف ديكاتي: “جوجل تعد نفسها لكي تصبح رائدة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gerative AI) الناشئ”.
وترى المحللة كارولينا ميلانيسي من مؤسسة Creative Strategies (كرييتيف ستراتيجيز) أيضا أننا لا ينبغي أن نتعجل بشطب جوجل من المعادلة.
تقول ميلانيسي: “لست مقتنعة تماما بالرأي القائل بأن قطار الذكاء الاصطناعي قد فاتهم”.
“الفرصة متاحة أمامهم في مجال الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات ومنتجات لكل من الأفراد والشركات”.
وتتفق سوزانا ستريتر مديرة شؤون المال والأسواق بجموعة هارجريفز لانسدون (Hargreaves Lansdown) الاستثمارية مع هذا الرأي.
وتقول إن سلاح جوجل غير السري قد يتمثل في خدمة السحابة الإلكترونية الناجحة التي تقدمها.
تضيف ستريتر قائلة إن “مجموعة ألفابت تسعى لوضع نفسها في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي بمساعدة مشروع Google Cloud (جوجل كلاود أو سحابة جوجل) الذي تمتلكه، نظرا للطلب الكبير الذي يأتيها من الشركات، كبيرها وصغيرها، لتحديث بنيتها التحتية وسعة تخزينها كي تكون مهيئة للتعامل مع الأحمال الضخمة الناتجة عن تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي”.