أثرت تداعيات فيروس كورونا بشكل واضح على معدلات محطات الحاويات بالموانئ المصرية خلال العام الماضى خاصة فيما يتعلق بتجارة الترانزيت.
وقال اللواء ممدوح دراز الرئيس التنفيذى لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات، إن تداعيات فيروس كورونا خلال العام الماضى كانت واضحة على الشركات العاملة بالموانئ التى تستقبل الترانزيت حيث واجهت المحطات انخفاضا فى معدلات التداول، خاصة الواقعة على البحر الأحمر.
ولفت إلى أن شركته تداولت 914 ألف حاوية، خلال العام المالى الماضى ، بتراجع قدره %6 عن العام المالى قبل الماضى، معتبرا هذا التراجع طفيفا مقارنة بالموانئ التى تأثرت بفيروس كورونا .
بدوره أشار المهندس مدحت القاضى رئيس شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة الإسكندرية، الى أن الموانئ المصرية بذلت مجهودا خلال العام الماضى مع الشركات العاملة داخلها للحفاظ على معدلات الأداء المرجوة منها .
وطالب بضرورة تركيز محطات الحاويات، خاصة الوطنية على التسويق خلال الفترة المقبلة، لإضافة ترددات وخدمات جديدة تدخل لتلك المحطات، والتى قام معظمها بالتطوير الأفقى من خلال زيادة الاعتماد على الأوناش الجديدة، والرأسى بزيادة تعميق الأرصفة.
وشهد 2020 زيادة التعميق بالنسبة لمحطات شركة الاسكندرية لتداول الحاويات، حيث تم تعميق المرحلة الاولى من الرصيف 96 بطول 400 متر وبغاطس يصل الى 16 مترا، كأول رصيف يستقبل سفن بهذا الغاطس.
كما قامت شركة دمياط لتداول الحاويات بتعميق 4 أرصفة لتصل أيضا الى عمق 16 مترا، بعد أن كانت 14.5 متر فقط.
من جانبه أشار الدكتور أحمد كامل مدير ادارة البحوث بشركة دمياط لتداول الحاويات إلى أن العام الماضى شهد تغيرات كبيرة فى سوق الملاحة العالمية، وظهرت تلك التداعيات فى معدلات تداول معظم محطات الحاويات المحلية والعالمية.
وأضاف أن التداعيات زادت من حدة المنافسة فيما بين محطات الحاويات المحلية والعالمية، حيث لا تقوم محطة الحاويات بمنافسة نظيرتها فى نفس الدولة بل فى المنطقة، مشيرا الى أنه على سبيل المثال فهناك توسعات فى جميع محطات منطقة شرق البحر المتوسط، وهو ما يزيد من المنافسة بين تلك المحطات التى تقع فيها محطة دمياط للحاويات وبورسعيد للحاويات بغرب بورسعيد، بالإضافة إلى ميناء شرق بورسعيد.
وتابع أن شركته بالرغم من استقطاع جزأ من أرصفتها لتنفيذ مخطط لتدعيم وتعميق تلك الارصفة، كان الانخفاض فى تداول الحاويات طفيفا خلال العام الماضى.
ولفت مدير ادارة البحوث بدمياط للحاويات إلى أن شركة دمياط للحاويات حققت خلال العام الماضى 1.14 مليون حاوية مقابل 1.15 مليون حاوية خلال العام قبل الماضى، وذلك بسبب وجود مرونة تسويقية مع العديد من الخطوط الملاحية العالمية.
مؤشرات بزيادة حدة المنافسة بين مصر ومنطقة شرق البحر المتوسط ..والخطوط الملاحية
وطالب «كامل» بالتريث بعض الشئ فى إنشاء محطات حاويات جديدة، واضافة طاقات فى السوق المحلية، خاصة وأن الموانئ المصرية تقوم سنويا بتحقيق من 6.5 إلى 7 مليون حاوية، بينما الطاقات المتاحة تتخطى الـ11 مليون حاوية، فيما تقوم موانئ بانشاء محطات جديدة تزيد عن 3 ملايين حاوية اضافية، وهو ما سيزيد من حدة المنافسة خلال الفترة المقبلة.
وتوقع وجود حوافز تقوم بتقديمها محطات الحاويات خلال العام الجارى، لاستقطاب خطوط ملاحية وخدمات جديدة فى ظل الموجه الثانية لفيروس كورونا، إلا أن المحطات التى تعمل فى نشاط التجارة الخارجية لن تتأثر بشكل كبير كالتى تعتمد على الترانزيت.
وذكر أن المحطات التى تعتمد على التجارة الخارجية، تتركز فى الدخيلة والاسكندرية والسخنة، بينما تعتمد بورسعيد شرق وغرب ودمياط على الترانزيت، والتى تحاول خلال الفترة الأخيرة للحصول على حصة أكبر فى نشاط التجارة الخارجية لتعويض ما يمكن فقده من نشاط الترانزيت.
ولفت الى أن المنافسة فى تعريفة ورسوم محطات الحاويات والموانئ، من المتوقع أن تحتدم العام المقبل، علاوة على تقديم خدمة متميزة من خلال تقليل الزمن المستغرق فى تفريغ السفينة، وتحقيق أكثر عدد ممكن من الحركات لكل ونش، حيث تختلف من محطة لأخرى وتصل من 30 حاوية / ساعة للونش، وفى بعض المحطات تصل الى 70 حاوية / ساعة / للونش.