عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اجتماعًا؛ لاستعراض الجهود المبذولة من البنك المركزى لتعزيز الشمول المالي، ونظم الدفع الإلكترونية، وعدد من ملفات العمل المشترك المهمة، بحضور طارق عامر، محافظ البنك المركزي، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ومسئولي عدد من الوزارات المعنية، والبنك المركزي.
وأشار محافظ البنك المركزي إلى الدور الذي يقوم به قطاع نظم الدفع وتكنولوجيا المعلومات، فيما يتعلق بمشروعات التحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على أوراق النقد، وتتضمن مشروعات البنية التحتية للأسواق المالية، والأطر التشريعية الحاكمة لهذه المشروعات.
ومن بين تلك المشروعات، وفقًا لما عرضه محافظ البنك المركزي، مشروعات المدفوعات والمتحصلات الحكومية التي تضم مشروع إحلال وتجديد بطاقات المرتبات الحكومية، وبطاقات المعاشات، وبطاقة الفلاح، ومشروعات التكنولوجيا المالية والتي تتضمن إنشاء مركز التكنولوجيا المالية، وتأسيس صندوق دعم التكنولوجيا المالية والابتكار، ومنصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وتناول محافظ البنك المركزي أهم المؤشرات الخاصة بنظم وخدمات الدفع الالكتروني، التي يأتي الاعتماد عليها في إطار التحول إلى مجتمع أقل استخدامًا لأوراق النقد.
ولفت، في هذا الصدد، إلى ما حققته المحافظ الإلكترونية وبطاقات الدفع الإلكترونية من معدلات نمو ونشاط مرتفعة مؤخرًا.
ونوه بأن الهدف من إنشاء منظومة الدفع الوطنية “ميزة”، التي تم إطلاقها أواخر عام 2018، هو تحقيق سيادة واستقلالية لنظم الدفع القومية، إلى جانب تقليل تكلفة خدمات الدفع للمواطنين، سعيًا لتحقيق الشمول المالي، فضلًا عن الاحتفاظ بجميع بيانات الدفع محليًّا بما يحقق مزيدًا من الحماية لتلك البيانات.
وقال إنه تم إصدار نحو 23 مليون بطاقة ميزة جديدة، شملت بطاقات تكافل وكرامة، وبطاقة الفلاح، وبطاقات ذوى الهمم، وبطاقات المعاشات، والرواتب الحكومية.
وتطرّق عامر إلى مؤشرات وإحصائيات مشروع ميكنة المتحصلات الحكومية، وخدمات الإنترنت البنكي، ونظام مدفوعات الشركات، ونوه بعددٍ من المبادرات التي تبنّاها البنك المركزي في إطار التعامل مع أزمة فيروس كورونا، وما تم إطلاقه من حملات إعلانية للتوعية والتعريف بمزايا السداد الإلكتروني للمدفوعات.
واستعرض طارق عامر، محافظ البنك المركزي، أبرز الملفات التي تم إنجازها في عدد من القطاعات المختلفة، مشيرًا إلى الاستمرار في تطوير نماذج التنبؤ بالاقتصاد الكلي لخدمة متخذي القرار، خاصة تلك المتعلقة بالتضخم وسعر الصرف ومعدلات النمو الحقيقي والتجارة الخارجية.
وتناول جهود دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، المتمثلة في الارتقاء بالتعليم ونشر الوعي من خلال عدد من البرامج، منها على سبيل المثال، الحصول على شهادة SME Advisor التي توفر تدريبًا فنيًّا ومهنيًّا للعاملين بالبنوك مما يسهم في تلبية الاحتياجات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وكذلك شهادة BDS Advisor التي تستهدف تأهيل كوادر فنية قادرة على التعامل مع متطلبات التطبيق الفعال لتقديم خدمات ريادة الأعمال، وبرنامج BDS Call Center؛ وهو برنامج لتأهيل موظفي مراكز الاتصال على خدمات تطوير الأعمال في مبادرة رواد النيل.
وتم التطرق إلى مبادرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تستهدف سد الفجوة بين التعليم الفني وسوق العمل، وبناء جيل جديد من الفنيين بمهارات تناسب احتياجات السوق لتحسين احتمالية توظيفهم بالمصانع.
وفيما يتعلق بمبادرة “رواد النيل”، قال طارق عامر إنها مبادرة قومية برعاية وتمويل البنك المركزي تسعى إلى مساندة المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال بمشاركة وتكامل جميع الجهات ذات الصلة، من خلال توفير بنية تحتية شاملة وفعالة لدعم هذه المشروعات بدءا من الفكرة حتى تأسيس الشركة والنمو والتوسع.
وأوضح أنه تم إعداد دراسة عن نشاط التمويل متناهي الصغر ودراسة السوق، حيث تمت مناقشة كل الأطراف المعنية، وتم إعداد خطة عمل لدعم صناعة التمويل متناهي الصغر، وجارٍ العمل على إنشاء منصة توفر خدمات غير مالية للشركات الصغيرة مثل خدمات المحاسبة والتسويق والموارد البشرية والمشتريات.
وأضاف محافظ البنك المركزي أنه جارٍ العمل على نقل التجارب من الدول الرائدة بمجال التأمين على المحاصيل الزراعية، ونقل الخبرة بغرض التوسع في الاعتماد على هذا النوع من التأمين، فضلًا عن تأسيس منصة زراعية إلكترونية تربط جميع أطراف المنظومة الزراعية مع تنظيم وتيسير المعاملات التجارية.
وخلال الاجتماع، تم التطرق لاستراتيجية الاستدامة، ومبادرات دعم المرأة الريفية، حيث تم إعداد خطة عمل لتنفيذ تلك المبادرات وتحديد الأطراف المعنية بالتنفيذ.