يبدو أن الأسواق المصرية ستشهد حالة من الاستقرار، فمن المتوقع أن تمر العروة المحيرة التي تتزامن في هذه الآونة وتستمر إلى شهر أكتوبر المقبل مرور الكرام، خاصة مع انخفاض أسعار الطماطم في سوقي العبور وأكتوبر لتجارة الجملة بقيمة 28% تقريبا، ليصل سعر القفص زنة 18 كيلو إلى 130 جنيها فقط بدلا من 180 جنيها حاليا.
واستمر التراجع من نهاية الأسبوع الماضي وحتى الآن.
وسجل قفص الطماطم سعرًا قياسيًا في الفترة من 5 سبتمبر إلى 10 سبتمبر.
وارتفعت السلعة بنسبة 175 %، حيث سجل القفص 180 جنيها بدلا من 65 جنيها قبل أن يعاود التراجع مرة أخرى، نتيجة زيادة طرح المحصول.
وفسر تجار أسباب ذلك الهدوء في سعر الطماطم نتيجة سلامة محصول الطماطم المزروع في محافظات المنيا والأقصر، وأيضًا انتشار المزارع المحمية التي يملكها الجيش في الإسماعيلية والإسكندرية.
وأرجع تجار ومتعاملون في الأسواق سبب تراجع سعر الطماطم نتيجة توافر طرح المحصول من المحافظات مثل الشرقية وكفر الشيخ والمنيا، بعد انخفاض المحصول الوارد من المحافظات من جنوب مصر.
وتعتبر مصر ثامن دولة في إنتاج الطماطم علي مستوى العالم، طبقا لبيانات صادرة عن وزارة الزراعة، وتم خلال العام الماضي زراعة نص مليون فدان من المحصول بإنتاجية 20 طنا في المتوسط، ويبلغ متوسط إنتاج مصر من الطماطم 10 ملايين طن سنويا والصادرات 500ألف طن سنويا .
يذكر أن مصر خلال تلك الفترة من العام الماضي شهدت أزمة كبيرة بسبب انتشار مرض تجعد الأوراق في الطماطم ما رفع سعر الطماطم إلى 12 جنيها، وبلغت ذروتها في المحافظات النائية بسعر 15 جنيها.
وأكد أحمد مختار تاجر خضراوات في الجيزة أن الأسعار الخاصة بالطماطم في العروة المحيرة لم تتفاقم هذا الموسم نتيجة وفرة المحصول وجودته وزيادة المطروح منه في الأسواق بالتزامن مع جني الزروع من المزراع المحمية الكببري التي تشرف عليها القوات المسلحة .
وأوضح مختار أن هذة الفترة الممتدة من سبتمبر إلي أكتوبر تعتبر الأصعب في مصر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في شهري يونيو ويوليو ويظهر تأثير ذلك علي المنتجات في السوق خلال الفترة الراهنة مشيرا إلي أن فترة الصيف الماضي لم يشهد مشكلات في محصول الطماطم .
وقال المهندس محمود عطا، رئيس الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة، فى تصريحات ” المال ” إن التذبذب الملحوظ فى أسعار الطماطم تعود إلى العلاقة العكسية بين العرض و الطلب خصوصا لأننا في فترة فاصل العروات الزراعية ” العروة المحيرة ” من كل عام .
وأوضح أن الفاصل يكون خلال الفترة من منتصف سبتمبر وحتى بشائر العروة النيلية أكتوبر المقبل، تليها بشائر العروة الخريفى منتصف نوفمبر بالنسبة لإنتاج الطماطم، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الطماطم سببه فاصل العروات، ولكن ارتفاع الأسعار يختلف عن العام الماضى بسب زيادة المساحات المنزرعة وزيادة المعروض بالأسواق .
وأضاف محمود عطا أنه مع بداية أكتوبر المقبل سيزيد المعروض من انتاج العروة النيلية لمحصول الطماطم، وعودة الاستقرار لأسواق البيع.
وقال الدكتور علاء البحراوى مدير ادارة الخضر بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية فى تصريحات لـ”المال “، إن سبب تراجع أسعار الطماطم فى الأسواق مرة أخري وارتفاع أسعارها في الفترة الماضية يعود للفترة الفاصلة بين العروة السابقة والعروة الصيفية التى سيظهر إنتاجها مع بداية شهر أكتوبر المقبل والتى تسمى تلك المرحلة بـ”العروة المحيرة”.
وأكد أنه خلال الفترة الحالية هى زراعات الصيفى المتاخرة لأن زراعة الطماطم فيها مخاطرة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة و احتمالية تلف المحصول أو ضعف إنتاجيته، حيث لا يتوافر فى هذا الوقت من العام مدى حرارى مناسب لنمو الطماطم.
وأضاف مدير إدراة الخضر، إن هناك متابعة مستمرة لزراعات العروة النيلى “العروة المحيرة” خاصة الطماطم لزيادة الإنتاج.
واوضح أنه من المتوقع تراجع ارتفاع أسعار الطماطم فى أكتوبر المقبل من خلال طرح إنتاج المحصول من عدة مناطق للعروة النيلية من مساحات التركيز منها “النوبارية ، والإسماعيلية ووادى النظرون ، والاسكندرية ، وشمال المنيا.
وأشار إلى أن هناك متابعات مستمرة من قبل لجان ادارة الخضر لزراعات العروة النيلية من خلال المرور الحقلى بالغيطان، وعقدة الندوات الإرشادية فى الحقل للتعريف بأهم الممارسات الجيدة لمتابعة المحصول، لزيادة الإنتاج وتغطية احتياجات السوق المحلية.