يتوقع المجلس العالمى للسفر والسياحة WTTC أن يسبب وباء فيروس كورونا خسائر لصناعة الطيران المدنى العالمية تقترب من 3.3 تريليون دولار منذ ظهور الوباء فى بداية العام الجارى وحتى مارس القادم إذا استمرت موجات الإصابة المتتالية بمرض كوفيد 19 تنتشر فى أنحاء العالم والتى تجاوزت حاليا 26 مليون حالة.
ويرى أيضا مجلس WTTC أن خسارة صناعة السياحة العالمية ستتجاوز 1.2 تريليون دولار منذ ظهور وباء كورونا فى الصين فى ديسمبر الماضى وانتشاره فى أنحاء العالم حتى الآن وربما استمراره حتى العام القادم وفرض قيود على السفر وإغلاق الحدود بين الدول للحد من تفشى الوباء.
وأوضح المحللون فى مجلس WTTC أن الخسائر الهائلة التى ستتكبدها صناعة الطيران المدنى العالمية – التى تساهم بنحو %10 من الناتج المحلى الإجمالى العالمى – حتى العام القادم تعنى استمرار ركود الاقتصاد العالمى الذى تعرض لانكماش واضح فى العديد من الدول المتقدمة والناشئة بسبب تجميد الأنشطة الاقتصادية معظم شهور النصف الماضى وانهيار التجارة العالمية بسبب توقف حركة الطيران والسفن.
وتظهر التداعيات الخطيرة لخسائر صناعة الطيران والسياحة على الاقتصاد العالمى لأنه يعمل فيها أكثر من 300 مليون شخصا فى العالم ولاسيما فى البلاد النامية حيث إن كل رحلة طيران تحتاج لعدد كبير من العاملين فى شركات الطيران والمطارات و الفنادق والمطاعم و سيارات الأجرة والمرشدين السياحيين وغيرهم فى مجالات استهلاكية عديدة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن المحللين فى مجلس WTTC توصلوا من خلال حساباتهم الإحصائية إلى أن أى تحسن فى قطاع الطيران والسياحة بنسبة %1 زيادة فى عدد الرجلات الجوية سيضيف أكثر من 7 مليارات دولار للناتج المحلى الإجمالى العالمى.
وتتوقع وكالة افيشين ويك نيتورك الأمريكية AWN لأبحاث لأسواق السياحة والطيران انخفاض عدد الطائرات التجارية التى ستطلب شركات الطيران على مستوى العالم شراءها خلال العشر سنوات القادمة بحوالى 30 % ليهبط إلى 16 ألف طائرة بسبب وباء فيروس كورونا الذى انتشر فى أكثر من 220 دولة و أصاب ما يزيد عن 24 مليون حالة فى أنحاء العالم.
وقال دان ويليام محلل أسواق الطيران بوكالة AWN أن الطائرات ذات الجسم العريض مثل الجامبو الأمريكية بوينج 747 B و الايرباص الأوروبية الضخمة A380 ستتكبد أكبر خسائر حيث من المتوقع أن يهوى الطلب على شرائها بحوالى %40 من 4300 وحدة قبل ظهور وباء كورونا إلى حوالى 2500 وحدة حاليا خلال الفترة من 2021 إلى 2030.
كان الاتحاد الدولى للنقل الجوي IATA توقع فى آخر تقرير له أن تخسر شركات الطيران على مستوى العالم 84.3 مليار دولار مع نهاية العام الجارى بسبب وباء كورونا الذى سيقلص الإيرادات بنسبة %50 لتنزل إلى 419 مليار دولار بالمقارنة مع 838 مليار دولار العام الماضى بقيادة أمريكا الشمالية التى ستتكبد خسارة إجمالية تتجاوز 23 مليار دولار بينما ستخسر أمريكا الجنوبية حوالى 4 مليارات دولار فقط.
ويرى ألكسندر دو جونياك المدير العام لاتحاد IATA أنه كل يوم يمر فى هذا العام يضيف للصناعة خسائر تصل إلى 230 مليون دولار حيث يبلغ متوسط الخسارة حوالى 38 دولارا لكل راكب ربما تصل الخسائر قد تصل إلى 100 مليار دولار خلال العام القادم مع مواجهة حركة السفر الجوى صعوبة فى التعافى واضطرار شركات الطيران لخفض أسعارها لاجتذاب الركاب واستئناف رحلاتها.
وأعلنت أيضا وزارة النقل الأمريكية أن شركات الطيران بالولايات المتحدة نقلت 3 ملايين مسافر فى أبريل الماضى بانخفاض شديد مع انتشار العدوى من فيروس كورونا والقيود المفروضة على حركة السفر بعد أن تصدرت الولايات المتحدة دول العالم فى عدد الإصابات والوفيات من مرض كوفيد 19 وهو ما جعل شركات الطير ان الأمريكية تطالب الإدارة الأمريكية بالموافقة على تدابير مالية أخرى قدرها 25 مليار دولار لمساعدتها على الاستمرار فى دفع مرتبات آلاف العاملين فى قطاع الطيران لمدة 6 شهور أخرى بعد انتهاء حزمة التدابير الأولى فى 30 سبتمبر المقبل.
وأكدت شركات الطيران والسياحة أن العاملين فيها معرضون لخطر فقد وظائفهم بسبب وباء كورونا الذى أغلق مقار عملهم وجعلهم لا يخرجون من بيوتهم للحد من انتشار العدوى وطالبت هذه الشركات بتدابير تحفيزية تبلغ أكثر من 200 مليار دولار للحفاظ على هذه الوظائف هذا العام وعدم تسريح ملايين من العمال والموظفين فى صناعة الطيران والسياحة.
وتتوقع المنظمة العالمية للطيران المدنى ICAO انخفاض أعداد المسافرين فى الرحلات الدولية والداخلية على مستوى العالم بحوالى %53 إلى %60 خلال العام الجارى بالمقارنة بالعام الماضى بسبب انتشار وباء فيروس كورونا فى أكثر من 200 دولة منذ ديسمبر الماضى حتى الآن.
وتتوقع أيضا منظمة ICAO هبوط حركة الركاب فى المطارات الدولية بحوالى %50 وانخفاض إيرادات المطارات بأكثر من %57 أو أكثر من 97 مليار دولار هذا العام مقارنة بعام 2019 بعد أن أغلقت العديد من الدول حدودها معظم شهور النصف الأول من العام الجارى.
وترى المنظمة أن عدد المقاعد التى توفرها شركات الطيران العالمية سينخفض بحوالى %46 إلى %51 هذا العام عن 2019 مع هبوط إجمالى عدد الركاب بحوالى 2.6 إلى 2.9 مليار مسافر خلال العام الجارى وخسائر شركات الطيران ستتراوح بين 352 مليار دولار إلى 390 مليار دولار.
وإذا استمر وباء كورونا حتى مارس القادم وفقا لتوقعات معظم الهيئات الصحية العالمية فإن منظمة ICAO تتوقع انخفاض عدد المقاعد التى توفرها شركات الطيران بنسبة تتراوح بين %19 و%39 خلال الربع الأول من العام القادم وتراجع عدد الركاب على مستوى العالم بحوالى 296 – 579 مليون راكب وخسائر لشركات الطيران بحوالى 45 مليار دولار إلى 83 مليار دولار خلال نفس الربع.
بينما تتوقع منظمة التجارة العالمية WTO هبوط إيرادات السياحة العالمية بحوالى 910 إلى 1170 مليار دولار هذا العام بالمقارنة مع إيرادات تجاوزت 1.5 تريليون دولار حققتها العام الماضى وذلك بسبب إغلاق 100 من المقاصد السياحية العالمية نتيجة قيود الحظر على السفر للحد من انتشار العدوى من مرض كوفيد 19 القاتل.
لكن جميع هذه التوقعات تعتمد على شدة وباء كورونا والمدة التى سيستغرقها حتى يختفى والتدابير والإجراءات التى ستطبقها الحكومات لاحتواء مرض كوفيد 19 ومدى ثقة المستهلكين فى السفر فى الرحلات الجوية والظروف الاقتصاية التى تحدد حجم إنفاقهم وغير ذلك من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية.