قال محللون ماليون في بنوك استثمار محلية، إن شركات الأسمنت المقيدة في البورصة المصرية، قد تفكر في العودة لاستخدام الغاز الطبيعي في عمليات التشغيل مرة أخرى حال انخفض سعرهُ لأدني من أسعار الفحم الحالية.
يأتي ذلك في إطار المباحثات الحالية التى تُجريها اللجنة المختصة للطاقة لبحث قرار خفض سعر الغاز للمرة الثالثة .
يُذكر أن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء كان قد قرر فى شهر أكتوبر المنقضى تشكيل لجنة تختص ببحث أسعار الطاقة للقطاع الصناعى كل 6 شهور، وإتخذت اللجنة قرار فى نفس الشهر بخفض سعر الغاز بنسب تراوحت بين 1 إلى 1.5 دولار للمليون وحدة حرارية.
ثم قررت اللجنة خفضًا آخر خلال مارس المنقضى بتوجيه من رئيس الوزراء، فى إطار إعلانه حزمة قرارات مهمة لدعم قطاع الصناعة، للتعامل مع التداعيات الاقتصادية لفيروس “كوروناالمستجد”، كان من بينها قرارًا بخفض سعر الغاز الطبيعى للصناعة لـ 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، كما تقررخفض أسعار الكهرباء للصناعة للجهد الفائق والعالى والمتوسط بقيمة 10 قروش، مع الإعلان عن تثبيت وعدم زيادة أسعارالكهرباء لباقى الاستخدامات الصناعية لمدة من 3 إلى 5 أعوام مقبلة .
برايم : عودة القطاع لاستخدام الغاز مرتبطة بانخفاض أسعارهُ لأدني من أسعار الفحم
بداية قال محمد سعد المحلل المالي للقطاع الصناعي ببنك الاستثمار “برايم”، إن قرار خفض الغاز لا يحوى أي استفادة حاليًا لصالح شركات الأسمنت بسبب اعتمادها على الفحم والوقود المشتق من النفايات كمصادر للطاقة.
وربط عودة شركات الأسمنت بالعودة لاستخدام الغاز الطبيعي مرة أخرى كبديل للفحم حال أثبت أنهُ أكثر فاعلية من حيث التكلفة مقارنة بمصادر الطاقة الأخيرة، لافتًا إلى أن الشركات ليس لديها أية مخططات بالعودة لاستخدام الغاز حاليًا.
العربي الأفريقي: مشكلة القطاع الحقيقية تتمثل في زيادة المعروض
وقالت ريهان حمزة المحلل المالي بشركة “العربي الأفريقي”، إن عودة شركات الأسمنت لاستخدام الغاز الطبيعي مرتبطة باستمرارية تراجع أسعار بنسب كبيرة وهو ما استبعدت حدوثهُ.
وأشارت إلي أنهُ حتى وإن تراجعت أسعار الغاز لنسب مغرية، قد يكون هناك أولويات من قبل الحكومة بتوجيه لصناعات أخرى، طالما أن شركات الأسمنت لديها إمكانية التشغيل بنوع طاقة آخر.
وأوضحت حمزة، أن مشكلة قطاع الأسمنت الحقيقية تتمثل في زيادة المعروض وقلة الطلب، ولن يتحقق التعافي إلا بانسحاب لاعبين من السوق .
ونفت المحلل المالى بـ”العربى الأفريقى”، وجود أية استفادة لصالح شركات الأسمنت حال خفض سعر الغاز مجددًا، فى ظل اعتمادهم بشكل رئيسى فى عمليات التشغيل على الفحم.
نتائج أعمال الشركات النصف الأول
وخلال النصف الأول من العام الحالي، جاءت نتائج أعمال الشركات معبرة بشكل واضح عن صعوبة الأجواء الحالية .
بداية تحولت “العربية للأسمنت” خلال النصف الأول من 2020 للخسارة على أساس سنوي، ووفقًا للقوائم المالية المجمعة فقد حققت الشركة خسائر بلغت 5.6 مليون جنيه مقارنة بربحية 25.4 مليون جنيه .
وتراجعت مبيعات “العربية للأسمنت” بالفترة ذاتها أيضًا إلى 1.32 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 1.6 مليار جنيه بالنصف المقارن من 2019.
وأيضًا ارتفعت خسائر شركة “أسمنت سيناء” بنتائج الأعمال المستقلة بنحو 32% بفترة الـ6 شهور الأولى من العام الحالي، وحققت خسائر بقيمة 245.6 مليون جنيه مقارنة بـ 186.3 مليون جنيه بالفترة المماثلة.
أما فيما يتعلق بشركة “جنوب الوادي للأسمنت” فقد أفصحت الشركة عن نتائج الربع الأول فقط من العام الحالي، وصعدت خلالهُ الخسائر بنسبة 8% وبلغت 41.3 مليون جنيه مقابل 38.4 مليون جنيه بالفترة المقابلة من العام الماضي.
وتراجعت الإيرادات أيضًا بالفترة ذاتها وسجلت 88.7 مليون جنيه مقابل 296.7 مليون جنيه خلال نفس الربع من 2019.
كما انخفضت مبيعات شركة “مصر للأسمنت – قنا” خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ بلغت 1.3 مليار جنيه مقارنة بـ 1.5 مليار جنيه بالفترة المماثلة، فيما صعد صافي الربح النهائي وبلغت 63 مليون جنيه مقابل 15 مليون جنيه بالفترة المماثلة، وهو ما أرجعتهُ الشركة لعوامل استثنائية.