يحوم الجنيه الإسترليني عند أدنى مستوياته هذا العام في تعاملات اليوم الثلاثاء، فيما ظل المتعاملون غير متيقنين من العلاقة التجارية المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، جنبا إلى جنب مع الخطوات المستقبلية لبنك إنجلترا المركزي، وفقا لما أوردته وكالة “رويترز”.
ومن المقرر أن تصدر البيانات المبدئية بخصوص الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من العام المنصرم عند الساعة 0930 بتوقيت جرينيتش، لكن يقول محللون إنه من غير المرجح أن تسلط البيانات الضوء على ما إذا كان البنك المركزي البريطاني مستعدا لضخ مزيد من التحفيزات النقدية في الاقتصاد، كما صرح مسؤولون في آخر اجتماع للبنك بأنهم يتطلعون لمشاهدة نمو اقتصادية بعد انتخابات ديسمبر.
ويتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت “رويترز” آراءهم جمود النمو على أساس فصلي، قياسا بزيادة نسبتها 0.4% في الربع الثالث.
وقال لي هاردمان، محلل العملات في مؤسسة “إم يو إف جي”: ” ما لم يأت النمو الاقتصادي أضعف من المتوقع في الربع الرابع، فلن يدفع التقرير على الأرجح البنك المركزي البريطاني للتفكير في تطبيق عمليات خفض إضافية في سعر الفائدة”.
ومع ذلك أضاف هاردمان: “عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية المستقبلية للمملكة المتحدة في مرحلة ما بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي سيظل عاملا ضعيفا في زيادة الاتجاه الصعودي للجنيه”.
وعلى مدار تعاملات الأسبوع الماضي تكبد الجنيه الإسترليني خسائر أمام الدولار الأمريكي نحو 2.4%، مسجلًا أول تراجع أسبوعي وأكبره منذ منتصف ديسمبر الماضي.
وتأتي تلك الخسائر الواسعة مع ارتفاع المخاوف بشأن العلاقات المستقبلية التجارية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وتزايدت الضغوط السلبية على الإسترليني مع ارتفاع مخاوف الأسواق حيال المفاوضات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في المرحلة الانتقالية التي بدأت رسميًا عقب التنفيذ الفعلي لـ “بريكسيت” في 31 يناير الماضي.
ومن المفترض أن تُثمر المفاوضات عن اتفاق تجاري شامل بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل المغادرة النهائية في الـ31 من ديسمبر المقبل، لكن المخاوف تزايدت بعدما وضع رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” عدة شروط صارمة للمفاوضات.