أعلنت شركة فورد موتور الأمريكية أن مبيعات مشروعها المشترك مع شركة شانجان الصينية قفز فى يونيو الماضى بأكثر من %7.7 فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بالمقارنة بالمبيعات فى نفس الشهر من العام الماضى.
وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات تحالف فورد شانجان الأمريكى الصينى صعدت فى شهر يونيو الماضى مع استمرار تعافى الصين من التداعيات السلبية لوباء فيروس كورونا الذى أرغم الشركات والمصانع والمعارض على إغلاق أبوابها معظم الشهور الماضية للحد من تفشى العدوى بمرض كوفيد 19.
وأكدت شركة فورد أن موديلاتها الجديدة من فئة السيارات الرياضية متعددة الأغراض SUV ومنها إيسكيب وإيدج وإيكسبلورر حققت مبيعات قوية وساعدت على ارتفاع المبيعات فى الصين خلال الثلاث شهور الماضية.
وقالت شركة جيانجلينج الصينية التى تملك فيها فورد موتور حصة صغيرة أن مبيعاتها قفزت 67 % فى يونيو الماضى مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى لترتفع لأكثر من 39 ألف وحدة من موديلات أمريكية صينية من الفان و SUV والمركبات التجارية التى تحمل العلامة JMC الأمريكية المشهورة.
وساعدت المشروعات المشتركة لشركة فورد مع شركاء صينيين وزيادة مبيعاتها فى الصين على تحقيق أول نمو فصلى للشركة الأمريكية منذ الربع الثالث من عام 2017 بينما تراجعت المبيعات فى السوق الأمريكية بسبب الموديلات القديمة التى لم تجددها فورد فى الولايات المتحدة.
وجاء فى بيان لرابطة مصنعى السيارات الصينية CAAM أن إجمالى مبيعات السيارات فى الصين زادت فى يونيو الماضى للشهر الثالث على التوالى بنسبة %11 بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى بفضل التدابير التحفيزية التى نفذتها حكومة بكين ومنها رد ضرائب للمشترين علاوة على قدرة الهيئات الصحية على وقف انتشار فيروس كورونا وتجميد أعداد الوفيات والإصابات منذ أول أبريل تقريبا.
وترى رابطة CAAM أن ارتفاع مبيعات السيارات فى الصين خلال الثلاثة شهور الماضية يؤكد على تعافى الاقتصاد مع انحسار وباء فيروس كورونا بالتدريج فى أنحاء الصين لدرجة أن المبيعات زادت %11 فى يونيو لتتجاوز 2.28 مليون سيارة ارتفاعا من %4 فى مايو الماضى.
وأوضحت الرابطة فى بيانها الصادر هذا الأسبوع أن المستهلكين بدأوا يعودون بالتدريج إلى معارض السيارات مع تخفيف حكومة بكين لقيود الحظر بسبب فيروس كورونا الذى قلص المبيعات بنسبة هائلة خلال الربع الأول من العام الجارى وأبطأ النمو الاقتصادى لينخفض طلب الصينيين على الشراء مع استمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الدائرة منذ حوالى ثلاث سنوات.
وأكد شى جى محلل أسواق السيارات فى شركة هايتونج انترناشيونال سيكيوريتيز فى هونج كونج أن نمو المبيعات بنسبة %11 فى يونيو يرجع معظمه إلى زيادة مبيعات المركبات التجارية وأن ارتفاع المخزونات وتباطؤ الانتعاش الاقتصادى فى الدول المتقدمة والناشئة سيؤدى إلى اتجاه الشركات لمنح خصومات هائلة خلال النصف الثانى من هذا العام لجذب العملاء لشراء سيارات جديدة.
وتحاول أيضا شركات السيارات العالمية ومنها تيسلا الأمريكية للمركبات الكهربائية التى تنفق مليارات الدولارات منذ عدة سنوات وحتى الآن التوسع فى الصين للاستفادة من ضخامة القوة الشرائية فيها بينما مازالت جنرال موتورز الأمريكية وفولكسفاجن الألمانية تبذل جهودا للتوسع فى الصين بأمل ارتفاع النمو الاقتصادى على الأجل الطويل وتزايد الطلب على السيارات الأجنبية ولاسيما الكهربائية امتثالاً لسياسة حكومة بكين التى تستهدف تقليص الانبعاثات الكربونية وتنقية الأجواء فى أنحاء البلاد ولاسيما المناطق الصناعية التى تلوثت بالضباب الأسود الناجم عن دخان المصانع وعوادم السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى مثل السولار والبنزين.
ولكن رابطة CAAM لم تعلن حتى الآن حجم مبيعات سيارات الركوب والمركبات التجارية خلال شهر يونيو الماضى غير أن المركبات التجارية مثل الشاحنات الخفيفة استفادت من التعافى الاقتصادى فى الصين بعد منع انتشار العدوى من فيروس كورونا ليزداد الطلب على شرائها ومن المتوقع استمرار انتعاش الطلب والعرض على هذه المركبات خلال الشهور القادمة.
ومن المقرر أن تنشر شركات السيارات الصينية بياناتها المالية ومنها حجم المبيعات النهائية عن شهر يونيو مع نهاية يوليو الحالى ومن بينها بصفة خاصة أعداد سيارات الركوب التى تمثل هدفا يصعب تحقيقه خلال الربع الحالى بعد أن منحت معارض بيع السيارات خصومات هائلة خلال الثلاث شهور الأولى من هذا العام حينما تفاقمت تداعيات وباء فيروس كورونا قبل أن تتمكن الحكومة من احتواء انتشار مرض كوفيد 19 الذى ظهر أصلا فى مدينة ووهان الصينية وانتقل لبقية دول العالم.
خالد بدر الدين