أعلن مجلس المركبات الكهربائية EVC فى مدينة سيدنى الأسترالية أن الحكومة تفضل الوقود التقليدى وتعارض إتجاه الشركات العالمية لاستخدام الطاقة المتجددة، لدرجة أن مبيعات السيارات الكهربائية فى بلادها بلغت 50 وحدة فقط، أو حوالى %0.7 فقط من إجمالى مبيعات المركبات الجديدة خلال العام الماضى، بالمقارنة مع أكثر من %10 فى دول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا.
مجلس «EVC»: الحكومة تفضل الوقود التقليدى وترفض دعم العاملة بالطاقة المتجددة
وتتحدى سياسات الحكومة الاسترالية الإتجاه الذى تقوده صناعة السيارات العالمية للتحول من استخدام الوقود التقليدى مثل البنزين والسولار إلى الطاقة المتجددة مثل البطاريات الكهربائية وخلايا الهيدروجين، والتى تنتشر فى الدول المتقدمة لتصبح استراليا أسوأ دولة فى مجموعة العشرين من حيث ارتفاع نسبة العوادم الكربونية فى هوائها.
يعشقون «فورد فالكون»
ذكرت وحدة NEF التابعة لوكالة بلومبرج الأمريكية أنه رغم عشق الأستراليين لقيادة السيارات منذ عرض فيلم «ماد ماكس» أو ماكس المجنون بطولة النجم ميل جيبسون منذ أكثر من 40 عاما، وهو يقود السيارة الأمريكية الرائعة فورد فالكون ( فورد الصقر) فى الصحراء الأسترالية ،إلا أن مبيعات الجرارات فى المناطق الزراعية والتى تشكل أقل نسبة فى أى بلد آخر، مازالت تمثل أكثر من ضعف مبيعات السيارات الكهربائية.
ويقول مجلس EVC أن سياسات الحكومة الاسترالية ورفضها منح مواطنيها أى دعم لتشجيع شراء السيارات الكهربائية خلق سوقاً عدائية للطاقة المتجددة، لدرجة أن الشركات العالمية التى استطاعت دخول مجموعة العشرين التى تمثل أغنى دول العالم لم تتمكن من غزواستراليا رغم أنها عضو فى هذه المجموعة.
لاحوافز لمشترى السيارة الكهربائية
أدت مقاومة الحكومة الأسترالية للسيارات الكهربائية وعدم تقديم أى دعم للمستهلكين الذى يرغبون فى شرائها إلى إثارة غضب الشركات العالمية التى أجلت طرح موديلاتها المبتكرة هناك أو ألغتها تماما، واتجهت للأسواق التى تمنح حكوماتها دعم لمواطنيها أو تضع معايير متشددة لتقليص الانبعاثات الكربونية فيها مثل الصين ودول أوروبا.
خبير: أقل مستوى فى مجموعة العشرين
ترى فولكسفاجن الألمانية أكبر شركة سيارات فى أوروبا أن سياسات الحكومة الأسترالية تشبه مثيلتها فى دول العالم لثالث لتصبح وراء إندونيسيا وتركيا فى ارتفاع نسبة عوادم السيارات فى أجوائها، مما يعكس الصراع الإيديولوجى بين حكومة أستراليا المحافظة التى تعوق نمو السيارات الكهربائية وصناعة المركبات العالمية التى تسعى لنشر التكنولجيا المبتكرة والطاقة المتجددة.
وأكد روبين دينهولم رئيس وحدة تيسلا – الأمريكية المتخصصة فى إنتاج المركبات الكهربائية – فى استراليا أن الجهود التى تبذلها حكومة سيدنى لتنقية الهواء وتقليص العوادم الكربونية تمثل أقل مستوى بين دول مجموعة العشرين، وأنها لا تهتم بتلوث الهواء فى طرق النقل والمواصلات التى تنتشر فيها.
وانتقد بيهياد جفرى الرئيس التنفيذى لمجلس EVC سياسات الحكومة التى ترفض تماما تقديم أى دعم للمواطنين لتشجيع شراء السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة كما يحدث فى بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبى، ووصف سوقها بأنها فريدة من نوعها من ناحية عدائها للسيارات الكهربائية، وأن سياساتها القومية تجعل مواطنيها «يشبهون مجموعة من خراطيم تموين السيارات فى محطات البنزين»، على حد قوله.
عوادم مرتفعة
وتساهم وسائل النقل والمواصلات بحوالى %18 من الانبعاثات الكربونية فى أستراليا، لتصبح واحدة من أكبر دول العالم فى نسبة العوادم ،بينما تسببت الحرائق البرية فى إبادة منطقة تبلغ حوالى مساحة بريطانيا وتدمير حوالى 3 آلاف منزل على الأقل، مما يؤكد تعرض المدن الأسترالية لمخاطر التغير المناخى وحاجتها الشديدة للقضاء على تلوث الهواء وضرورة استخدام المركبات التى تعمل بالبطاريات الكهربائية وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة كالخلايا الشمسية.
ورغم أن سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا طرح خريطة الاستثمار فى التكنولوجيا منذ العام الماضى وأبدى اهتمامه بالبطاريات الكهربائية، والسيارات الهجين ،وناقش فى فبراير من هذا العام استراتيجة الوقود فى المستقبل، وأكد على أن التقنيات الجديدة توفر فرصا هائلة لتقليص الانبعاثات الكربونية، إلا أنه استبعد منح أى دعم لتشجيع شراء السيارات الكهربائية بزعم أن الدعم لن يحقق عائداً.
الحكومة لا تبالى
ويصف مجلس EVC الحكومة الأسترالية بأنها لا مبالية أو تعارض دخول السيارات الكهربائية فى بلادها فى أفضل الأحوال لأنها لا تهتم أيضا بإنشاء البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية، وتراها بلا فائدة ، لعدم وجود أى محطات لشحن بطاريات المركبات الكهربائية وأن العدد الضئيل من السيارات الكهربائية الموجودة فيها والذى ارتفع إلى 50 وحدة فقط حتى الآن يجرى شحن بطارياتها فى أى منفذ كهربائى سواء فى محطة بنزين أو فى البيت أو فى مكان العمل.
ويرفض جريج كاليو رئيس وكالة بلو هات جرين للتسويق فى سيدنى دفع 80 ألف دولار استرالى (61 ألف دولار أمريكى) لشراء سيارة كهربائية جديدة بدون دعم من الحكومة، ولاسيما أن بطاريتها تحتاج للشحن كل حوالى 500 – 700 كيلومتر فى حين سيارته المرسيدس الرائعة يسير بها مسافات طويلة بلا تموين فى صحراء استراليا الواسعة رغم أن عمرها 8 سنوات.
فولكسفاجن تخطط للدخول
وتعتقد فولكسفاجن الألمانية التى تستهدف أن تصبح أكبر شركة سيارات كهربائية فى العالم بحلول عام 2025 أن موديلاتها الكهربائية الرياضية متعددة الأغراض SUV ID.3 الهاتشباك وID.4 التى طرحتها فى أوروبا العام الماضى لن تظهر فى أستراليا إلا فى 2023 على أحسن تقدير.