سيطر الأداء الايجابى على مبيعات الشركات العقارية من خلال النصف الأول من العام الجارى، لتستفيد ارتفاع المبيعات وعودتها من جديد لمستويات ما قبل أزمة تفشى فيروس كورونا والتى أثرت بشكل حاد على كافة الكيانات خلال العام الماضى.
اطلعت «المال» على عينة نتائج أعمال الشركات العقارية المقيدة فى البورصة، بجانب التواصل مع ملاك شركات أخرى غير مدرجة، للتعرف على حركة المبيعات بأول 6 شهور من 2021 ، وقياس رؤيتهم للمبيعات خلال النصف الثانى من العام.
الموسمية تعزز ربحية «بالم هيلز» والتسليمات كلمة السر فى «عامر جروب»
ورصدت «المال» نتائج أعمال بعض شركات القطاع العقارى خلال النصف الأول من العام الجاري، والتى أظهرت بها نجاح بعض الشركات فى تحقيق طفرة فى المبيعات والأرباح ومنها مجموعة طلعت مصطفى، بجانب بالم هيلز، و عامر جروب ، و بورتو جروب، ويلاحظ هنا أن تلك الشركات استفادت من تنوع مشروعاتها واطلاق مراحل بيعية جديدة.
فيما عانت بعض الشركات وتحديداً المتوسطة والصغيرة مثل مدينة نصر للإسكان «وذا لاند ديفلوبرز» من تراجع المبيعات خلال النصف الأول من العام الجارى.
وبشكل عام تدور التوقعات حول نجاح الشركات فى زيادة مبيعاتها فى النصف الثانى من العام نظراً لموسمية المبيعات وارتفاعها بشكل كبير فى فصل الصيف.
ووفقا لنتائج عينة من الشركات اعتمدت عليها «المال»، تعافت معظم الشركات إلى مستوى ما قبل الجائحة، فواصلت مجموعة طلعت مصطفى أداءها اللافت للنظر باستمرار الربحية، خلال النصف الأول من عام 2021، بعدما حققت صافى ربح للنشاط العقارى بلغ 1.5 مليار جنيه، مقابل 1.2 مليار فى أول 6 شهور من 2020، بنسبة نمو %20.5
ووفقا لقوائم الشركة، سجلت طلعت مصطفى ارتفاعاً فى الإيرادات العقارية بنسبة %29 لتصل إلى 4 مليارات و137 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل 3 مليارات و205 ملايين جنيه خلال نفس الفترة العام الماضي.
وبالتالي، انعكس الارتفاع فى الإيرادات بالإيجاب على الربحية، فحققت المجموعة صافى ربح وصل إلى 856 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل 685 مليون جنيه خلال الستة أشهر الأولى من 2020، مسجلا نحو بنسبة %24.9
وبلغت تكاليف المشروعات العقارية بالشركة 2 مليارو600 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 2 مليار فقط فى النصف الأول من 2020.
ووفقا لقوائم الشركة، سجل بند- دفعات- مقدمة نحو 44 مليار و800 مليون جنيه خلال النصف الأول فقط من العام الجاري، فيما سجل نحو 27 مليار و800 مليون خلال عام 2020 بأكمله.
وفى السياق ذاته، كشفت نتائج أعمال شركة بالم هيلز للتعمير، عن أدائها الإيجابى خلال النصف الأول من العام الجاري، بعدما حقت ربحأً بقيمة 461 مليون جنيه مقابل 277 مليوناً فى نفس الفترة من 2020 بنسبة نمو %67
وأظهرت القائمة المالية للشركة، تحقيق مبيعات عقارية جديدة بإجمالى 7.7 مليار جنيه خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل 4.4 مليار جنيه خلال نفس الفترة العام الماضي، بمعدل نمو سنوى يعادل %76 مستفيدة من بيعها 1408 وحدات سكنية وموسمية وتجارية خلال الفترة.
كما تمكنت بالم هيلز من تحقيق ارتفاع فى صافى إيرادات النشاط خلال النصف الأول من 2021، بنسبة %100 إلى 4 مليارات جنيه، مقابل 2مليار خلال النصف الأول من عام 2020.
وأرجعت الشركة فى بيان لها، ارتفاع الإيرادات المحققة خلال النصف الأول من العام الجارى إلى زيادة عدد الوحدات المباعة خلال الفترة ، بالإضافة إلى الزيادة السنوية فى عدد الوحدات التى تم تسليمها للعملاء.
وبالعودة لنتائج أعمال الشركة، بلغ مجمل الربح 1.4 مليار جنيه فى النصف الأول من عام 2021، مقابل 751 مليون جنيه، محققا زيادة بنسبة %89 على أساس سنوي.
ووفقا لقائمة الشركة، ارتفع بند عملاء- دفعات مقدمة، ليصل إلى 16 مليار و92 مليون جنيه، خلال النصف الأول من 2021، مقارنة مع 15 مليار و692 مليون جنيه، خلال الستة أشهر الأولى من عام 2020، محققا زيادة بمقدار 463 مليون جنيه.
وأنفقت بالم هيلز نحو 1.4 مليار جنيه على أعمال التشييد والبناء خلال النصف الأول من 2021 ، مقارنة بمبلغ 635 مليون جنيه خلال فترة المقارنة، بزيادة قدرها %117 على أساس سنوي، بهدف تسريع وتيره الأعمال وتسليم الوحدات للعملاء قبل موعدها التعاقدي.
وفى تعليق الشركة على نتائج الأعمال، أرجعت أداءها الإيجابي، للتعافى التدريجى فى قطاع العقارات، وطروحات ومشروعات الشركة بالأخص فى غرب القاهرة، وكذلك الوحدات الموسمية بمنطقة الساحل الشمالى خلال فترة الصيف، ففى يوليو الماضي، قامت بطرح مشروع «هاسيندا ويست» بالساحل الشمالى على مساحة 135فداناً.
واستكمالا لتعافى شركات القطاع إلى ما قبل كورونا، أظهرت القوائم المالية المجمعة لمجموعة عامر القابضة- عامر جروب، خلال النصف الأول من العام الحالي، ارتفاع صافى أرباحها، إلى 176 مليون جنيه، مقابل 27.6 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة %537 أى ضاعفت أرباحها خمس مرات.
ووفقا لبيانات الشركة، زادت الإيرادات المجمعة خلال النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى مليار و257 مليون جنيه، مقارنة مع 690.3 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من 2020، أى أنها ارتفعت بنسبة %82
وأرجعت الشركة زيادة إيراداتها إلى زيادة التسليمات الفعلية للقطاع التى قامت بها 4 شركات تابعة لشركة مجموعة عامر القابضة، خلال الستة أشهر المنتهية فى 30 يونيو2021، فبلغت إيرادات التسليمات حوالى مليار و42 مليون جنيه.
وبالتالي، ارتفع مجمل الربح لنشاط الشركة، فبلغ 626.5 مليون جنيه خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل 286.9 مليون فى الفترة ذاتها من 2020، أى زاد بنسبة %118
ووفقا لقائمة الشركة، ارتفع بند عملاء دفعات مقدمة، ليصل إلى 2 مليار و211 مليون جنيه، خلال النصف الأول 2021، مقابل 2 مليار و79 مليوناً.
وتعليقا من الشركة على ما يتعلق بالجائحة، ترى عدم تأثر القطاع التشغيلى الرئيسى للشركة (الاستثمار العقاري) الذى يمثل ما يزيد عن %50 من إيرادات الشركة، حيث أن الإيرادات وصافى الربح لذلك القطاع ارتفعت بشكل كبير خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، بالمقارنة بنفس الفترة العام الماضي. فى حين ترى تأثر القطاعات الأخرى (فنادق- مطاعم- مولات) وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التى تم وضعها من قبل الحكومة لمواجهة جائحة كورونا.
وعلى صعيد متصل، أظهرت القوائم المالية لمجموعة بورتو القابضة عن النصف الأول من العام الجاري، تحولها من الخسائر إلى الربحية مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، فارتفع صافى الربح بنسبة %190 ، مسجلاً 71 مليون جنيه ، مقابل خسارة بنحو24 مليون جنيه.
وأشارت البيانات إلى ارتفاع إيرادات الشركة لتصل إلى 715 مليون جنيه، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بحوالى 335 مليون خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضي، أى بنمو نسبته %112.9
وانعكس التحسن فى الإيرادات على مستويات الربحية ، فحققت مجمل ربح لنشاطها الرئيسي، بحوالى 228 مليون جنيه، مقابل 106 ملايين خلال النصف الأول من العام الماضي، أى باتفاع نسبته %109
ووفقا لقوائم الشركة، سجل بند عملاء دفعات مقدمة نحو 2 مليار و100 مليون جنيه فى النصف الأول فقط من العام الجاري، فيما سجل 2 مليار و300 مليون جنيه خلال العام الماضى بأكمله.
وعلى صعيد الشركات غير المدرجة بالبورصة، قالت عبير عصام رئيس مجلس إدارة شركة عمار للاستثمار العقاري، أن شركتها حققت %30 من مستهدفاتها خلال النصف الأول من العام الجارى 2021، ولكنها وصفتها بالمرضية فى ظل قدرة الشركة على تحصيل أقساط متأخرة من فترة كورونا
كما ذكرت عبير أن أبرز مشروعات الشركة حاليا تتواجد فى مدينة 6 أكتوبر منها، مشروع مول «هاى تاون» بحجم استثمارات 500 مليون جنيه، ومشروع «فيولا»، بالتعاون مع نقابة المهن الموسيقية، بحجم استثمارات 250 مليون جنيه، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من %100 من أعمال الإنشاءات للمشروعين، على أن يتم التسليم قبل نهاية العام الجاري.
وتابعت عبير أن الشركة تركز فى الفترة الحالية على مشروع واتش مول بأكتوبر مع تعديل بعض التصميمات الخاصة به، وتحويل بعض الوحدات من إدارية إلى طبية، نظراً لزيادة الطلب على الوحدات الطبية.
كما حصلت على 54 رخصة لإنشاء مشروع فيلات من إجمالى 170 رخصة، معتزمة بدء إنشاءات المرحلة الأولى خلال الفترة الحالية.
وأوضحت، رئيس مجلس إدارة «عمار» العقارية أن الفترة المقبلة ستشهد توجه الشركة نحو مدينة الغردقة، حيث اقتنصت قطعة أرض بالقرب من منطقة الجونة على مساحة 14 فداناً بحجم استثمار يتراوح ما بين 500 إلى 600 مليون جنيه، لإقامة فندق ووحدات فندقية أخرى، ووحدات سكنية تتراوح مساحتها من 50 إلى 90 متراً.
تميز الربع الثانى لم يشفع لـ «مدينة نصر» فى الخروج من خانة تراجع الأرباح
وعلى عكس ذلك، خالفت شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير المسار الصاعد، فتراجع صافى الربح للشركة خلال النصف الأول من 2021، ليصل إلى 228.6 مليون جنيه، مقابل 482 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي، منخفضاً بنسبة %53
وأظهرت القائمة المالية للشركة، تراجع الإيرادات المجمعة خلال النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى 954.6 مليون جنيه، مقارنة مع 1.3 مليار جنيه خلال الفترة ذاتها من 2020، بسبب عدم وجود صفقة بيع لقطعة أرض كما حدث فى 2020.
كما تراجع مجمل الربح لنشاط الشركة، فبلغ 511 مليون جنيه خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل 819 مليون فى الفترة ذاتها من 2020.
ووفقا لبيان الشركة تعليقا على أدائها المالي، رصدت تحقيق تعاقدات وحجوزات بمشروع تاج سيتى بالتجمعات السكنية، وتاج جاردنز وبلوك 20، وزون تى وشاليا، وكذلك التجمع السكنى الجديد إليكت، بحوالى 653 مليون جنيه فى النصف الأول من 2021 مقابل 589 مليون جنيه بالنصف المقارن من العام الماضي.
وبلغت تكاليف الأعمال الإنشائية للشركة خلال النصف الأول من 2021، حوالى 1.1825 مليار جنيه، لاستكمال برنامج تسليم حوالى 4000 وحدة سكنية للعملاء بمشروعى تاج سيتى وسراى فى 2021-2022.
وجدير بالذكر، أن الشركة حققت معدلات نمو متميزة خلال الربع الثانى من العام الجاري، على مستوى الإيرادات، ومجمل الربح وصافى الأرباح، بنسب %50 و %23 و %16 على التوالي، مقارنة بالربع الثانى من عام 2020.
وأرجعت الشركة أداءها الإيجابى خلال الربع الثانى من العام الجاري، إلى دعم برنامجها المكثف لتنفيذ المشروعات وتسليم الوحدات للعملاء بمشروعات الشركة بتاج سيتى وسراي، فقامت بضخ حوالى 486 مليون جنيه استثمارات جديدة بمشروعيها الرئيسيين.
الطيبى: «ذا لاند ديفلوبرز» لم تحقق ربع المستهدف وسط منافسة شرسة بين المطورين
وفى ذات السياق، قال أحمد الطيبى رئيس مجلس إدارة شركة «لاند ديفلوبرز» للتطوير العقاري، إن شركته لم تحقق سوى أقل من ربع مستهدفات مبيعاتها العام الجاري، والتى كان من المقرر لها حوالى مليار جنيه بنهاية العام الجاري، بحسب تصريحات سابقة للمال.
وأضاف، الطيبي، أن السوق العقارية شهدت فى الفترة الأخيرة حالة من الركود الشديد فى عملية المبيعات، وهو ما كان له تأثير كبير على خطط الشركات فى الوصول للمستهدف.
وأرجع، الطيبي حالة الركود لزيادة عدد شركات التطوير العقارى فى الفترة الأخيرة، وهو ما خلق حالة من التنافس الشديد بينها فى ظل تقديم العديد من المشروعات التى تلبى رغبات العملاء.
وتابع رئيس مجلس إدارة شركة لاند ديفلوبرز للتطوير العقارى أن حجم العروض المقدمة من أغلب شركات التطوير العقاري، خاصة المتعلقة بعمليات السداد، والتى تمتد فى الوقت الحالى حتى 12 عاما، كان لها بالغ الأثر، على عدد هائل من الشركات.
جاد: انخفاض معدلات الفائدة محفز للطلب
فيما أفاد محمود جاد محلل قطاع العقارات بالعربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، بأن هناك تباينا فى أداء الشركات بالقطاع خلال النصف الأول من العام الجاري، ولكن فى مجمله يعد جيدا، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
وأضاف، جاد أن أداء الشركات بالقطاع خلال عام 2020، تأثر بالنصف الأول من العام نظرا للإغلاقات ومخاوف المشترين، ومع بداية الفتح التدريجى لقطاعات الاقتصاد ككل، تحسن أداء شركات العقارات.
ولفت جاد، إلى أن انخفاض معدلات الفائدة على الادخار خلال العام الجاري، سيخلق مزيد من الفرص أمام القطاع، فهى بمثابة محفز للطلب على العقارات، باعتبارها بدائل للوعاء الادخاري.
وتابع جاد، أن انتشار اللقاح يبدى اطمئنانا للراغبين فى شراء الوحدات العقارية، لأنه يدل على استقرار الأوضاع، مما يدفعهم لاتخاذ قرار الشراء، ومن ثم زيادة مبيعات الشركات العقارية خلال النصف الثانى من العام الجارى.