تواصل شركة البرنس للرخام والجرانيت، توسعاتها فى السوق المصرية، مستندة فى ذلك لنهضة غير مسبوقة فى القطاع أضافت إلى ثقله على المستوى الإقليمى والدولى.
وللتعرف على أبرز المشروعات التى تنفذها «البرنس» حالياً، وخططها المستقبلية، حاورت «المال» المهندس محمد مصطفى محيى الدين المدير التنفيذى للشركة والتى بدأت نشاطها فى 1979.
تمتلك 4 مصانع فى «شق الثعبان».. بطاقة إنتاجية 100 ألف متر شهريا
فى البداية، قال المهندس محمد مصطفى محيى الدين إن «البرنس» تمتلك حالياً 4 مصانع فى منطقة شق الثعبان، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 100 ألف متر مسطح شهرياً، بخلاف المعارض، والتى تنتشر فى مناطق جغرافية متنوعة مثل المعادى ومصر الجديدة والتجمع الخامس والسادس من أكتوبر.
تتكون من قطاعات الاستيراد والتصدير والـ «Mega Project» والتجزئة والتصنيع
وأوضح أن الشركة تتكون من 4 قطاعات رئيسية، هى قطاع الاستيراد والتصدير، وقطاع مشروعات الـ «Mega Project» وقطاع الـ «Retail» وقطاع التصنيع.
ولفت إلى أن الشركة بدأت فى تركيز أعمالها على المشروعات الضخمة منذ عام 2011 واستكمال الانطلاقة القوية التى حققتها فى عام 1990 حيث استحوذت منذ هذا العام وحتى مطلع الألفية الجديدة على عدد كبير من المشروعات القومية.
وأضاف أن الشركة استطاعت خلال السنوات الأخيرة مضاعفة أعمالها على صعيد المشروعات المتكاملة، وبالفعل حصلت «البرنس» على مشروعات عديدة داخل العاصمة الإدارية الجديدة مثل مقر رئاسة الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومقر البريد المصرى والقرية الأولمبية وعدد من مقار البنوك بحى المال والأعمال.
تعكف على تنفيذ أعمال بعدد من أبراج العلمين الجديدة
وتابع :« كما حصلت الشركة على عدد من أبراج العلمين الجديدة وأوشكت على بدء الأعمال بمنطقة الداون تاون بالعلمين، كما عملت الشركة مع العديد من كبار مستثمرى القطاع الخاص، مثل إعمار فى عدة حزم تنفيذية داخل مشروعى «ميفيدا» و«أب تاون كايرو»، وكذلك مع «سوديك» فى مشروع «فورتى ويست 1» و«فورتى ويست 2 »و«ستريب 1 و2».
وأوضح أن قائمة المشروعات التى تعمل بها «البرنس» حالياً تشمل تنفيذ أعمال الرخام بمشروع إعادة تطوير فندق أبروى ساحل حشيش، لافتاً إلى أن الشركة تمتلك سابقة أعمال جيدة فى مجال الفنادق منها مشروع إعادة تطوير فندق الهيلتون وفندق ضخم بسوما باى وفندق كمبنسكى الدائرى، وكذلك فندق كمبنسكى الكورنيش.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك خبرات تراكمية أيضاً فى مجال المتاحف حيث شاركت سابقاً فى متحف التحرير ومتحف دار الكتب ومتحف العمارة الإسلامية ومتحف الفسطاط، كما تعمل الشركة فى مجال الأبنية التعليمية مثل المدارس اليابانية، كاشفاً عن هذه المشروعات السابقة تقوم «البرنس» فيها بأعمال التوريد والتركيب، حيث تطول قائمة المشروعات التى تلعب فيها الشركة دور التوريد فقط.
وأكد أن الشركة استطاعت خلق علاقات عمل ناجحة مع كل من شركات المقاولات والمكاتب الاستشارية الكبرى، إذ عملت سابقاً فى مشروعات بالتعاون مع أوراسكوم وأبناء علام والشعفار، وكذلك بالنسبة للاستشارية استطاعت البرنس أن تحوز ثقة كبار الاستشاريين فى مصر بما دفعهم لاعتماد الشركة فى توصيف المشروعات التى يشرفوا على تنفيذها.
وكشف عن امتلاك الشركة خطة طموح للتطوير، لعل أبرز ملامحها الاستعانة بخطوط إنتاج إيطالية جديدة أكثر تكنولوجيا، فى إطار استهدافها زيادة الحصة السوقية فى فئة المشروعات الكبيرة.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك نقطة قوة تزيد من تنافسيتها وقدرتها على البدء الفورى فى أى مشروع تحصل عليه الشركة وفى مدد قياسية، ألا وهى امتلاكها لكافة الموارد والأدوات التى يحتاجها قطاع الرخام والجرانيت، فالشركة تمتلك أكبر مخزون إستراتيجى من خامات الرخام والجرانيت فى مصر، علاوة على أنظمة الميكنة الكاملة التى تعتمد عليها.
وألمح إلى أن الشركة تتمتع بملاءة مالية قوية تمكنها من تنفيذ المشروعات دون أية عراقيل، فرأس مال كافة الشركات العاملة فى قطاع المقاولات هى السيولة، والشركة التى تتمتع بموقف مالى قوى ستواجه عقبات كثيرة بمجرد تأخر صرف المستحقات وفق الجداول الزمنية المتفق عليها مع جهات الإسناد.
ولفت إلى أن الشركة بصدد افتتاح فرعين جديدين لمبيعات الأفراد بكلٍ من الشيخ زايد والتجمع الخامس لتلبية الطلب المتنامى على الرخام والجرانيت فى هذه المناطق.
تصدير منتجات لأكثر من 11 سوقا أفريقية بالإضافة للخليج واستهداف أوروبا مستقبلاً
وانتقل المهندس محمد مصطفى محيى الدين للحديث عن قطاع مهم داخل الشركة، وهو قطاع التصدير، حيث نجحت الشركة فى تصدير منتجاتها من الرخام والجرانيت لأكثر من 11 سوقا أفريقية أبرزهم كينيا وزامبيا، علاوة على التصدير لعدد من دول الخليج مثل السعودية والإمارات والأردن، وتعد «البرنس» من الشركات القليلة للغاية التى تصدر رخام مستورد للسوق الإماراتى.
وألمح إلى أن «البرنس» تستهدف خلال الفترة القادمة تنمية صادراتها للأسواق الأوربية، حيث تصدر حالياً بأرقام ليست كبيرة، مشيراً إلى أن الشركة استطاعت أن تكون من ضمن أكبر 5 شركات مصدرة لأفريقيا خلال 2020.
وطالب المجلس التصديرى لمواد البناء بمزيد من الاهتمام بتصدير الرخام والجرانيت، فمصر تتمتع بثروات محجرية هائلة، وتكفى الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الجرانيت المصرى يعتبر الخامس عالمياً من حيث الصلابة والقوة والجودة، إلا أن أسواق مثل الصين والسعودية واليمن والأردن استطاعت تجاوز مصر على الرغم من تفوق الجرانيت المصرى.
وأشار إلى أن الشركة مستعدة تماماً لدخول أفريقيا من خلال بوابة شركات المقاولات المصرية الكبرى مثل المقاولون العرب وأوراسكوم وغيرهما من شركات الصفوة، لافتاً إلى أن أفريقيا تمتاز بتوافر حجم أعمال هائل فهى مازالت أرضاً بكراً، علاوة على الترحاب القوى الذى تبديه الدول الأفريقية للشركات المصرية.
وأشار إلى أن الشركة استطاعت التغلب على أزمة وتداعيات أزمة كورونا سريعاً، فقد عمدت لتخفيض حجم العمالة ومعدلات الإنتاج لمدة شهر واحد فقط، بعدها عادت المعدلات والإنتاج لطبيعته ولكن مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية سواء فى داخل المصانع أو فى مواقع العمل.
وعلى الصعيد العام، قال «محيى الدين» إن ما أنجزته الدولة خلال الفترة الماضية من تنمية وحجم إنشاءات ومشروعات قومية، ساهم فى رواج الاقتصاد المصرى بأكمله، فقطاع المقاولات هو بحق قاطرة النمو ويعمل على تشغيل 256 مجال عمل بصورة مباشرة وغير مباشرة، بل واستطاعت هذه المشروعات استيعاب العمالة الكثيفة العائدة من ليبيا ودول الخليج على خلفية تباطؤ أسواق الإنشاءات هناك.
وأكد أن حجم التنمية الذى تشهده مصر حالياً لا يوجد مثيل له فى العالم فى الوقت الحالى، فلا توجد دولة تستطيع أن تضخ هذا الكم من المشروعات على اختلاف تخصصاتها ومواقعها، وتكفى الإشارة إلى أن العامين الأخيرين شهدوا تأسيس شركات مقاولات تعادل الشركات التى تأسست خلال الـ 50 عاماً الماضية، علاوة تضاعف حجم الشركات الكبرى بمعدلات هائلة.
وألمح إلى أن قطاع الإنشاءات أصبح أكثر تنظيماً مقارنة بالعقود الماضية، فالمشروعات المطروحة أصبحت تستند لتخطيط ودراسات جدوى دقيقة، وأصبحت السمة الغالبة لهذه المشروعات هو الاعتماد على الخامات المصرية مقابل تقليل الاستيراد لأدنى حد ممكن، وهو ما له إيجابيات عديدة على الاقتصاد القومى من خلال تشجيع الصناعات المحلية وتوفير العملة الصعبة.
ولفت إلى أنه نتيجة للطفرة الهائلة فى المشروعات المطروحة، أصبحت شركات المقاولات بكافة تخصصاتها تعانى من نقص فى العمالة الماهرة المدربة، وكذلك المهندسين القادرين على الوفاء بالتزامات العمل، وظهرت بالفعل أهمية العنصر البشرى فى عملية التنمية.
«شق الثعبان» تحتاج لمزيد من التطوير والاهتمام.. وهى المنطقة الوحيدة عالمياً التى تضم 1500 منشأة صناعية فى تخصص واحد
كما طالب الدولة بمزيدٍ من الاهتمام والتطوير للمنطقة الصناعية بشق الثعبان، فهى المنطقة الوحيدة فى العالم التى تضم 1500 منشأة صناعية ما بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة فى تخصص واحد وهو الرخام والجرانيت، وتساهم فى خلق أكثر من 500 ألف فرصة عمل، ملمحاً إلى أن المنطقة تعانى من تدنى مستوى البنية التحتية خاصة على صعيد الصرف الصحى، علاوة على غياب بعض الخدمات مثل الأمن والمرور.
وأشار إلى أن الدولة أولت منطقة شق الثعبان بعضاً من اهتماماتها، فشرعت فى إنشاء مدرسة متخصصة فى أعمال الرخام والجرانيت ومركز فنى متخصص، وبإمكان الدولة بقليل من الخطوات المدروسة أن تعظم مواردها من هذه المنطقة من خلال منظومة الضرائب وخلق مزيداً من فرص عمل.