تحليل اخباري
تباينت آراء الخبراء حول ما أعلنته مؤسسة مورجان ستانلى بشأن احتمالية اتجاهها لإعادة تصنيف السوق المصرية من «ناشئة» إلى «مبتدئة» أو مستقلة، مشيرة إلى أن نقص العملة الأجنبية يؤثر على قدرة المستثمرين الأجانب على تحويل أموالهم فى الوقت المناسب.
ففى الوقت الذى رأى فيه البعض أن هذا الإعلان سلبى للغاية، وستكون له تداعيات على السوق، قال آخرون إن تأثيره محايد نظرًا لضعف الاستثمارات الأجنبية على أرض الواقع، ومن ثم فلن يضيف جديدًا.
وأوضحوا أن بيان مؤسسة مورجان ستانلى يعنى احتمالية انتقال السوق المصرية من مؤشر الأسواق الناشئة الخاص بها – msci- إلى نظيره المعبر عن المبتدئة، أو إعداد آخر مستقل يخص الأسهم المحلية.
ووصف مصدر بارز فى أحد بنوك الاستثمار الأمر بـالسلبى جدًا، لافتًا إلى أنه فى حال تحقق سيناريو خروج مصر من مؤشر الأسواق الناشئة ستكون هناك تبعات على البورصة، إذ ستتجه الصناديق التى تتبع حركة المؤشرات – index trackers- التى تقدر استثماراتها حاليًا بمليارى دولار إلى الخروج من السوق، فضلًا عن المستثمرين، ما يمثل خسائر ضخمة.
وأشار إلى أن عودة مصر إلى وضعها كسوق ناشئة لن يكون سهلًا، كما أن جودة المستثمرين ستصبح أقل، وتكلفة رأس المال ستكون مرتفعة للغاية.
وقالت مؤسسة MSCI إنها قد تعيد تصنيف السوق المصرية من «ناشئة» إلى «مبتدئة» أو «مستقلة» فى حالة زيادة تدهور إمكانية الوصول إليها، مشيرة إلى أن نقص العملة الصعبة يؤثر على قدرة المستثمرين الأجانب على تحويل أموالهم فى الوقت المناسب.
يأتى ذلك بعد نحو شهر من قرار MSCI عدم إجراء أى تغييرات على أسهم الشركات المصنفة فى مصر ضمن المراجعة الفصلية، مع معاملتها بشكل خاص بسبب مخاوف المستثمرين بشأن تقلص السيولة من النقد الأجنبي.
وقال عمرو الألفي، رئيس قطاع البحوث فى شركة برايم القابضة، إن بيان مؤسسة مورجان ستانلى يعنى احتمالية انتقال السوق المصرية من مؤشر الأسواق الناشئة الخاص بها إلى نظيره المعبر عن المبتدئة، أو إعداد آخر مستقل يخص الأسهم المحلية.
ورأى «الألفي» أنه فى حال انتقال مصر إلى مؤشر الأسواق المبتدئة فليس بالضرورة أن يكون لهذا تبعات سلبية؛ نظرا لضعف وزنها النسبى بمؤشر msci والذى لا يتعدى %0.5 فضلًا عن عزوف الأجانب عن الاستثمار بالسوق المحلية فعليًا بالفترة الراهنة.
وتابع أما فى حال انتقال مصر إلى مؤشر الأسواق المبتدئة، فربما يترتب على ذلك جذب شريحة جديدة من المستثمرين المهتمين بهذا النوع من الأسواق، كما أن الوزن النسبى لمصر بين المبتدئة أو الحدودية سيكون أكبر.
ودلل على وجهة النظر السابقة بأن مؤشر الأسواق الناشئة الخاص بمؤسسة مورجان ستانلى كان يضم الصين والسعودية، ما ترتب عليه ضعف وزن مصر النسبي.
وقال أما فى حال تحقق السيناريو الثانى المتمثل فى إنشاء مؤسسة مورجان ستانلى مؤشرًا منفصلًا للسوق المصرية فسيكون ذلك سلبيًا جدًا، نظرًا لأنها لن تكون ضمن باقة الأسواق التى يدخل بها مستثمرو الأسواق الناشئة أو المبتدئة.
ويرى ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن البيان الصادر عن «مورجان ستانلي» لا يتلاءم مع وضع البورصة المصرية الفترة الحالية، والتى بدأت فيها الأوضاع بالتحسن، والتداولات بالارتفاع.
من جانبه، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة النعيم لتداول الأوراق المالية –ذراع السمسرة لبنك استثمار النعيم- إن ما أعلنته مورجان ستانلى سيعوق تعافى الاستثمارات الأجنبية بالسوق المصرية، خاصة أن أغلبهم يكون محفظته بناء على الأوزان النسبية لمؤشر msci.
ويرى «النمر» أن «مورجان ستانلى» ربطت الأمر بمشكلة سعر الصرف، والقدرة على الوصول للدولار، وهى مسألة جوهرية تؤثر على تصنيف مصر، لافتًا إلى أن نقلها إلى سوق مستقلة يمثل أمرًا سلبيًا للغاية؛ إذ إنها لن يكون لها أى وزن على المؤشر.