تُظهر البيانات التي تم جمعها من مركز كمبريدج للتمويل البديل (CCAF) أن بيتكوين، العملة المشفرة الأكثر شيوعا في العالم تستهلك حاليًا حوالي 110 تيراوات\ساعة سنويا أي 0.55% من إنتاج الكهرباء العالمي، أو ما يعادل تقريبًا استهلاك الطاقة السنوي لدول صغيرة مثل ماليزيا أو السويد، حسبما ذكر موقع “ياهو فاينانس”.
وقال المحلل في الوكالة الدولية للطاقة جورج كاميا، إن هذه الأرقام “لافتة نسبة إلى الطاقة التي تستهلكها بلدان متوسطة الحجم أو إلى تقنيات حديثة أخرى مثل السيارات الكهربائية (80 تيراواط في الساعة سنة 2019)، لكنها معتدلة أكثر مقارنة بتكنولوجيات أخرى مثل هواء التكييف وآلات التهوية التي تستهلك ألفي تيراواط في الساعة سنويا”.
وأشار كاميا إلى أن “جوجل” استهلكت 12,2 تيراواط في الساعة سنة 2019، كما أن مجمل مراكز البيانات في العالم، باستثناء تلك التي تُستخدم لتعدين بتكوين، تستهلك ما يقرب من 200 تيراواط في الساعة.
وأذهل قطب الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لعملاقة صناعة السيارات الكهربية “تسلا” مستثمري العملات المشفرة بشكل تعسفي في بعض الأسابيع عندما أعلن بشكل غير متوقع عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغرة تويتر، إن الشركة
لم تعد تقبل بيتكوين كوسيلة للدفع بسبب المخاوف البيئية.
كانت عملية تعدين البيتكوين كثيفة الاستهلاك للطاقة هي السبب الرئيسي وراء قرار ماسك حيث أن إنتاج العملة المشفرة يعتمد على كمية هائلة من الطاقة الكهربية التي يتم توليدها من الفحم المعروف ببصمته الكربونية العالية والغازات السامة.
وقال إيلون ماسك: “نحن قلقون بشأن الزيادة السريعة في استخدام الوقود الحفري لتعدين البيتكوين ومعاملاته، وخاصة الفحم ، الذي له انبعاثات أسوأ من أي وقود آخر”.
وعملية تعدين بيتكوين تتشابه بدرجة كبيرة مع عملية البحث عن الذهب، لكن في حالة بيتكوين يتم تعدين العملة عن طريق الحاسوب، وهي عملية توثيق التعاملات التي تتم بواسطة بيتكوين من قبل المستخدمين الآخرين، والتي تتم مكافأة الفرد العامل في التعدين عليها وتحقق له ربحا إضافيا من تلك العملة الرقمية.
ومؤخرًا، فرضت الحكومة الإيرانية حظرًا على تعدين بيتكوين كما كشف الرئيس حسن روحاني، ويرجع ذلك جزئيا إلى الاستهلاك الكثيف للطاقة في بيتكوين والتي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في عدد كبير من المراكز الإيرانية.
وغالبا ما يستخدم القائمون على تعدين سلسلة البلوكتشين طاقة حوسبة ضخمة جدا في حل المهام والخورازميات الرياضية المعقدة التي تسهل بشكل فعال تنفيذ معاملات بيتكوين، مما يؤدي إلى مكافأة القائمين على تعدين العملة المشفرة هؤلاء على جهودهم مع الأصول الرقمية.
وتستلزم متطلبات الطاقة في تدقيق معاملات بيتكوين هذه قدرا هائلا من طاقة الحوسبة التي تترجم إلى كمية هائلة جدا من الكهرباء.
وكشف المسؤولون الماليون الإيرانيون كذلك أن معظم استهلاك الطاقة الذي يتم الحصول عليه من تعدين بيتكوين يُعزى إلى حد كبير إلى القائمين على تعدين العملة غير القانونيين.
من جهته يرى أليكس دي فرايز الذي يشرف على شركة Digiconomist التي تراقب استهلاك الكهرباء خلال تعدين بيتكوين:”اليوم، يخلق تعدين بيتكوين نفس تأثير التلوث لكل وحدة طاقة مثل الغاز الطبيعي”.
وأضاف: “هذا لأن الطاقة المائية في الصين عوضت الكثير من تأثير الفحم في تلك الدولة وأجزاء أخرى من العالم.”
تجدر الإشارة إلى أن الصين تمثل أكثر من ثلاثة أرباع نشاط تعدين بيتكوين على مستوى العالم اعتبارًا من أبريل 2021.
ومع ذلك، تكشف التقارير الحالية أن الحظر الذي فرضته الصين مؤخرا يمثل مشكلة اقتصادية حيث يحاول المسؤولون منع حدوث صدمة اقتصادية فقط في حالة انفجار فقاعة العملات المشفرة حيث يهدف ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أن يكون لديه بنية مالية مستقرة محصنة ضد التقلبات.