يضغط أكبر المستثمرين في “أوبن إيه آي” على الشركة لإعادة سام ألتمان إلى منصبه كرئيس تنفيذي بعد القرار المفاجئ الذي اتخذه مجلس الإدارة بإقالته يوم الجمعة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كشف الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لتناولهم معلومات خاصة، أن شركة “مايكروسوفت”، أكبر داعم للشركة الناشئة بحصة تزيد على 10 مليارات دولار، تعمل مع مستثمرين، بما في ذلك “ثرايف كابيتال” و”تايغر غلوبال مانجمنت” لإعادة ألتمان إلى منصبه.
أضاف الأشخاص، أنه في إطار الجهود المبذولة لإعادة الرئيس التنفيذي، يضغط المستثمرون أيضاً لاستبدال مجلس الإدارة الحالي. كذلك، أوضح الأشخاص أن المديرين فكّروا في التنحي، على الرغم من أنهم يرفضون حالياً مثل هذه الخطوة. الوضع متأرجح مع عدم وجود خطط نهائية بعد. فإذا تنحى مجلس الإدارة، يقوم المستثمرون بمراجعة قائمة المديرين الجدد المحتملين؛ وأحد المتنافسين هو بريت تايلور، الرئيس التنفيذي المشارك السابق لشركة “سيلز فورس”.
القرار شكّل صدمةً لألتمان وللمستثمرين
تعرّض مجلس إدارة “أوبن إيه آي” لانتقادات حادة بسبب قراره بتنحية ألتمان، إذ جاء بمثابة مفاجأة للمستثمرين ولألتمان نفسه الذي بذل على مرّ سنوات جهوداً حثيثة لتغيير الشركة من شركة لا تحقق الأرباح إلى شركة ناجحة تجارياً، كما كان القوة الدافعة وراء الأدوات الجديدة التي أحدثت ثورة في الطريقة التي يكمل بها الأشخاص المهام، بدءاً من الواجبات المنزلية وحتى البرمجة. لم تتلقَّ الشركات الداعمة لـ”أوبن إيه آي” خطوة استبعاده بشكل جيد.
أما “ثرايف”، والتي كان من المتوقع أن تقود عرض مناقصة لأسهم الموظفين، فلم تقم بعد بتحويل الأموال، وأوضحت لـ”أوبن إيه آي” أن رحيل ألتمان سيؤثر على إجراءاتها.
تعمل “ثرايف”، وهي أكبر مستثمر في “أوبن إيه آي” إلى جانب “مايكروسوفت”، على إعادة كل من ألتمان وغريغ بروكمان، رئيس الشركة الناشئة الذي استقال يوم الجمعة احتجاجاً.
قال بعض الأشخاص إن ألتمان منفتح على العودة إلى الشركة، إلا أنه في حال عودته، سوف يطلب إجراء تغييرات في طريقة إدارة الشركة.
موظفون يغادرون “أوبن إيه آي”
أفادت المصادر بأن الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت” ساتيا ناديلا كان على اتصال مع ألتمان، وتعهد بدعمه في أي خطوات يتخذها بعد ذلك. تفاجأ ناديلا بقرار مجلس الإدارة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع.
من جهتهم، رفض ممثلو شركة “أوبن إيه آي” ومقرها سان فرانسيسكو، وشركة “مايكروسوفت” ومقرها ريدموند بولاية واشنطن، ومعهما “ثرايف” و”تايغر غلوبال” التعليق، كما لم يستجب تايلور لطلب التعليق أيضاً.
غادر العديد من الموظفين، بما في ذلك بروكمان، المؤسس المشارك لـ”أوبن إيه آي”، الشركة احتجاجاً على الإطاحة بألتمان. وقالت المصادر إن الاستقالات يُرجح أن تستمر.
في حال عدم عودته إلى الشركة، يفكر ألتمان في إطلاق مشروع جديد، ربما مع موظفين سابقين في “أوبن إيه آي” وفقاً للعديد من الأشخاص. وفي بيان على موقع “إكس”(“تويتر” سابقاً)، قال صاحب رأس المال الاستثماري فينود خوسلا إن شركته تريد عودة ألتمان إلى “أوبن غيه آي”، ولكنها ستدعمه في كل ما يفعله بعد ذلك.
لا مخالفات في سجل سام ألتمان
ذكرت مجلة “فوربس” وموقع “ذا فيرج” في وقت سابق بعض التفاصيل حول الحملة لإعادة ألتمان إلى منصبه.
وفي مذكرة إلى موظفي “أوبن إيه آي” يوم السبت، قال براد لايتكاب، الرئيس التنفيذي للعمليات، إن إقالة ألتمان “لم تأتِ رداً على مخالفات” أو ممارسات مالية أو ممارسات سلامة للشركة. وقال إن قرار إجبار ألتمان على الاستقالة “فاجأنا جميعاً”، وقد تحدث منذ ذلك الحين مع مجلس الإدارة لفهم قراره بشكل أفضل، وفقاً للمذكرة التي اطلعت عليها بلومبرج.
وكتب “لايتكاب”: “لقد كان هذا بمثابة انهيار في التواصل بين سام ومجلس الإدارة”، مضيفاً أن “(مايكروسوفت) ستظل ملتزمة تماماً” كمستثمر.