تعهد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بوقف استخدام الوقود الأحفوري في فرنسا حال إعادة انتخابه، وذلك قبل انعقاد جولة الإعادة مع زعيم اليمين المتطرف مارين لوبان بثمانية أيام.
وتحدث ماكرون إلى حشد ضمن حملته الانتخابية في مدينة مارسيليا الواقعة جنوب البلاد السبت، قائلا إنه سيعين وزيرا لتخطيط الطاقة ستكون مهمته ” تحويل فرنسا إلى أول أمة عظيمة تتمكن من وقف الاعتماد على النفط والغاز والفحم.”
ويظل يلوح السؤال المتعلق بعما إذا كان ماكرون سيتمكن من الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة خلال فترته الرئاسية القادمة التي تستمر لخمس سنوات.
اعتماد متزايد على الوقود الأحفوري
وامتنع ماكرون عن تحديد الفترة الزمنية التي يمكن خلالها إتمام هذا التحول إلى الطاقة المتجددة.
وتحدث ماكرون إلى الناخبين المهتمين بالبيئة، قائلا إنه وضع هدف طموح وحدد إلتزام بترقية إدارة التحول بعيدا عن الكربون.
وشدد على أن الاقتصاد الفرنسي سيصبح صديق أفضل للبيئة إذا اعتمد بشكل أكبر على الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح.
يتفوق ماكرون على لوبان بنسبة 55.5% إلى 44.5% على التوالي، بحسب استطلاع ابسوس.
وسعى ماكرون إلى تمييز نفسه عن لوبان التي تقول إنها لا ترغب في أن تكون فرنسا جزءا من الاتفاق الأخضر المقترح من قبل المفوضية الأوروبية.
ويسعى هذا الاتفاق إلى تسريع خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2030.
وترغب لوبان في وقف تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية وإلغاء الدعم الذي تحصل عليها تكنولوجيا التطوير ذات الصلة. وهي تعلن في الوقت ذاته التزامها باتفاقية باريس للمناخ.
ويستهدف كلا من ماكرون ولوبان استمالة نحو 7.7 مليون شخص دعموا زعيم اليسار المتطرف جين لوك ميلونشون في الجولة الأولى من الانتخابات يوم 10 أبريل.
تصدرت البيئة برنامج ميلونشون وهي تعد دوما ضمن القضايا الأساسية للناخبين الفرنسيين.
حقق ميلانشون أكبر عدد من الأصوات في مارسيليا في الجولة الأولى برغم الجهود التي بذلها ماكرون لإستمالة الناخبين في ثاني أكبر مدينة فرنسية من حيث عدد السكان.
وقضى ماكرون في عام 2021 ثلاثة أيام هناك، محققا أطول زيارة رسمية له لأي مدينة منذ تنصيبه رئيسا للبلاد في عام 2017، في محاولة لتحسين صورته ومحو صورته كزعيم باريسي منقطع الصلة بالجماهير.
توقعات بفوز ماكرون
وقال ماكرون ذات مرة إن حبه لمارسيليا ليس له حدود وإنه كان مؤيد صلب لنادي أو.إم في مارسيليا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى ترجيح كفة ماكرون في جولة الإعادة النهائية يوم 24 أبريل، واتساع الفجوة بينه وبين منافسته لوبان خلال الأسبوع الماضي، بحسب المسوح.
لكنه لا يزال من المحتمل أن يضيق الفارق بين المتنافسين بشكل أكبر مقارنة بانتخابات عام 2017 عندما هزمها ماكرون بأكثر من 30 نقطة مئوية.
وتصف لوبان نفسها بأنها نصيرة الفقراء، بينما تحرص على تصوير ماكرون على أنه رئيس منتمي للطبقة الحاكمة والأثرياء.
اهتمام أقل بالطاقة النووية
وتتهم المرشحة اليمينية مارين لوبان، منافِسة الرئيس الحالي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ماكرون بـ”إيلاء القليل من الاهتمام للطاقة النووية، الذي قد يقلل من اعتماد فرنسا على موارد الطاقة الأخرى”.
وتعاني أوروبا من أزمة غلاءٍ في أسعار مصادر الطاقة العضوية، من غاز ونفط، وتخطط لتخفيف الاعتماد على مصادر الطاقة المستوردة من روسيا، التي تستخدمها بشكل رئيسي في التدفئة والصناعة، الأمر الذي يعترف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنّه “ليس سهلا”.