انتعش مؤشر توبكس للشركات العقارية اليابانية “ TSE REIT” بأكثر من 11 % خلال الأسبوع الماضى، ليسجل أعلى مستوى بين القطاعات الـ33 التى يضمها مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا لكبرى الشركات اليابانية بفضل تأجيل أولمبياد طوكيو، التى كان مقررا إطلاقها يوليو المقبل فى أول تأجيل من هذا النوع فى تاريخ الحدث البالغ 124 عامًا، لتطيح أزمة كورونا بآخر الأحداث الرياضية الدولية البارزة المتبقية هذا العام.
ذكرت وكالة بلومبرج أن المستثمرين اليابانيين كانوا يشعرون بمخاوف من أن يؤدى وباء كورونا إلى إلغاء مسابقات الألعاب الأولمبية فى العاصمة طوكيو هذا العام، لكن تأجيل هذا الحدث العالمى يعنى استمرار انتعاش قطاع العقارات اليابانى والمستمر معظم سنوات هذا العقد لاستضافة جماهير وأبطال الأولمبياد.
ساعد تأجيل الأولمبياد على ارتفاع مؤشر توبكس للشركات العقارية فى اليابان هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى فى تاريخه وعوض %50 من الخسائر التى تكبدها منذ انتشار فيروس كورونا فى ديسمبر الماضى فى الصين وانتقاله إلى 197 دولة.
استمرت أسعار العقارات فى اليابان فى الارتفاع لفترة 6 أعوام متتالية على خلفية، الاستعداد لاستضافة الأولمبياد هذا العام، غير أن المحللين كانوا يتوقعون هبوط الأسعار بعد انتهاء هذا الحدث العالمى، لكن جاء وباء كورونا لينعش الآمال فى بقاء الأسعار مرتفعة لعام آخر مع تأجيل الألعاب الرياضية العالمية.
سجل مؤشر توبكس للشركات العقارية أفضل مستوى منذ إعلان هاروهيكو كورودا، محافظ البنك المركزى اليابانى، عن برنامجه الثانى لسياسة التوسع النقدى فى عام 2014 لدعم الاقتصاد، لدرجة أن مطورى العقارات احتلوا المراكز الثلاثة الأولى فى أفضل أداء لمؤشر نيكى 225 للشركات اليابانية الكبرى الذى حقق أعلى مستوى فى تاريخه.
ارتفعت أسعار أسهم شركة طوكيو تيتمونو إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013 وحققت أسهم شركة سوميتومو للتنمية العقارية التى تقوم بإعادة تطوير موقع القرية الأولمبية وإنشاء 5 آلاف وحدة سكنية أعلى مكسب منذ عام 1999 مع تأجيل المسابقة.
كان الانتهاء من ألعاب الأولمبياد هذا العام يثير مخاوف فى منطقة هارومى حيث تقع القرية الأولمبية مع توقع هبوط قيمة العقارات، وشكل التأجيل خيبة أمل كبيرة لرئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الذى جازف بإرثه على النجاح الأولمبى وكان يأمل أن يأتى بانتعاشة سياحية، لا سيما مع ظهوره مرتديا ملابس شخصية ألعاب الفيديو سوبر ماريو فى مراسم ختام أولمبياد ريو دى جانيرو 2016 لفوزه باستضافة طوكيو لها.
وهذه ليست أول مرة تواجه فيها الألعاب الأولمبية اليابانية مشاكل وكان من المقرر أن تقام ألعاب 1940 الصيفية والشتوية فى اليابان لكن ألغيت بسبب الحرب العالمية الثانية ورغم خيبة الأمل هذا العام مع المشاكل اللوجيستية والخسائر المالية أظهر استطلاع أن %70 من اليابانيين يتفقون على قرار التأجيل.
رغم أن التأجيل انتكاسة قوية لليابان التى استثمرت 12 مليار دولار فى الاستعداد لاستضافة الحدث، إلا أنه يكمل مرحلة الإغلاق التام للقطاعات الاقتصادية لمكافحة كورونا الذى أجل الألعاب المقررة فى الفترة من 24 يوليو إلى 9 أغسطس إلى صيف 2021 لتكون احتفالا باستمرار انتعاش أسواق العقارات وبالانتصار على فيروس كورونا.
يذكر أن فيروس كورونا انتشر بسرعة منذ بداية العام الجديد، ووجه لطمة قوية لأحداث رياضية من بطولة أوروبا لكرة القدم إلى سباقات فورمولا 1 للسيارات، وأجل دورة الألعاب الأولمبية القادمة “طوكيو 2020” ودورة الألعاب البارالمبية التى تعقبها.
يشار إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية قررت تأجيل أولمبياد طوكيو بسبب تفشى الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد فى أماكن عدة بالعالم، كما أشار رئيس الوزراء آبى إلى أنه لا يمكن إقامة الأولمبياد فى ظل الظروف الحالية رغم أن البروفيسور كاتسوهيرو مياموتو أستاذ الاقتصاد بجامعة كانساى اليابانية أكد أن بلاده متوقع أن تخسر 641 مليار ين يابانى مع تأجيل الأولمبياد.