خالد بدر الدين
قفز مؤشر بلومبرج لأسعار السلع الخام أكثر من 6 % خلال الربع الأول من العام الجارى الذى ينتهى اليوم الأحد مع هبوط المعروض وتزايد التفاؤل بانتعاش الطلب فى أكبر مكسب فصلى منذ الربع الثانى من 2016 عندما صعد بحوالى 14%.
وذكرت وكالة بلومبرج أن المؤشر الذى يتتبع أسعار السلع الخام منها البترول والنحاس والحديد انتعش خلال الربع الأول من العام الجارى مع ظهور مخاوف من انخفاض المعروض وظهور بوادر اقتصادية مرنة على انحسار التوترات التجارية الأمريكية الصينية وتزايد الطلب على المعادن الصناعية، لاسيما النيكل.
وارتفعت أسعار خام مزيج برنت القياسى 26% منذ بداية العام حتى الآن بينما زادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى أكثر من 31% ليصلا إلى حوالى 68 و59 دولارا للبرميل على الترتيب فى أكبر مكاسب فصلية للخامين القياسيين منذ الربع الثاني من 2009، عندما صعد كل منهما حوالي 40%.
ويتوقع بنك باركليز البريطانى أن تتلقى أسعار البترول حوافز إضافية خلال الربع الثاني من العام الجاري لتصل أسعار برنت في المتوسط إلى 73 دولارا للبرميل بالربع الثاني والخام الأمريكي إلى حوالى 65 دولارا بفضل اضطرابات الإمدادات في الولايات المتحدة وفنزويلا مع التزام أوبك بخططها لتقييد الإنتاج، علاوة على هبوط الإنتاج فى إيران بسبب العقوبات الأمريكية.
وأدت عقوبات أمريكية على إيران وفنزويلا لمزيد من دعم أسعار النفط هذا العام لدرجة أن واشنطن حرصت على أن ترى ماليزيا وسنغافورة ودولا أخرى جادة فى رفض شحنات النفط الإيراني غير المشروعة والتكتيكات التي تستخدمها طهران للتهرب من العقوبات.
وصعدت أيضًا أسعار الذهب فى نهاية الأسبوع الماضى لتسجل ثاني زيادة فصلية مع تراجع الدولار بفعل بيانات اقتصادية أمريكية فاترة ليتجاوز سعر الذهب 1298 دولارًا للأوقية لأسعار العقود الأمريكية الآجلة، بينما ارتد البلاديوم عن ثلاث جلسات متتالية من الخسائر الحادة منهيًا الربع الأول على مكاسب واضحة بلغت 9% ليصل إلى حوالى 1383.50 دولار للأوقية رغم أنه أنهي الأسبوع منخفضًا حوالي 11% نتيجة مخاوف من أن الطلب الصناعي على المعدن النفيس سيتضرر من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأدى انخفاض المخزون من بعض المعادن الخام وتوقع هبوط إنتاجها لا سيما النحاس إلى ارتفاع أسعارها حوالى 6 % فى المتوسط ليتجاوز سعر طن الأحير 6482 دولارا، كما أن استمرار الاضطرابات فى المعروض من شركة فال البرازيلية بسبب انهيار 25 سدًّا هناك أدى إلى هبوط المعروض من الحديد مع إغلاق المناجم هناك.
من ناحية أخرى أنهت الأسهم الأمريكية جلسة التداول الأخيرة في الربع الأول من العام أمس الأول الجمعة على مكاسب واضحة ليسجل مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا قفزة قدرها 16.49% وستاندرد آند بورز S&P 500 لكبرى الشركات الأمريكية 13.07% وداوجونز الصناعى أكثر من 11.15% في أفضل مكاسب فصلية منذ 2009 وذلك بفضل التفاؤل فى محادثات التجارة بين أمريكا والصين.
وصعدت أيضا أسعار الأسهم الأوروبية خلال الربع الأول من هذا العام ليسجل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي أفضل أداء فصلي منذ أربع سنوات مع ظهور إشارات مشجعة من محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين لتنهى جميع المؤشرات الفرعية بقيادة قطاع التجزئة الذي سجل قفزة بلغت 20 % غير أن المكاسب في مارس أقل من الشهرين السابقين مع تضرر المعنويات من حرب تجارية ساهمت في تباطؤ النمو العالمي علاوة على الفوضى الناجمة عن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى.