استطاع مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الجاري تسجيل ارتفاعات القوية والوصول إلى أعلى مستوياته منذ نهاية عام 2020، وتزامن ذلك مع تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي على مدار الأسبوع وتأكيد عدد منهم على البدء قريبا في تقليص حجم مشتريات الأصول، بجانب ذلك، أدلى محافظ الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- بشهادته أمام الكونجرس خلال هذا الأسبوع، وكان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والأسواق العالمية، حسبما ذكر موقع “إنفيستنيج دوت كوم”.
وكان مؤشر الدولار الأمريكي قد حقق صعودا بنحو 0.80% مقارنة بالأسبوع الماضي، واستطاع المؤشر الوصول إلى مستويات 94.50 للمرة الأولى منذ نوفمبر 2020، عندما تجاوز مستويات 96، ومع اقتراب الأسبوع الجاري على الانتهاء، ابتعد مؤشر الدولار الأمريكي عن تلك المستويات قليلا ولكنه استمر في التحرك أعلى مستويات 94، وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي يقيس أداء العملة أمام سلة من 6 عملات رئيسية.
وخلال الأسبوع الجاري، صدر عدد من المؤشرات الأمريكية التي دفعت الدولار إلى الارتفاع، كان أبرزها بيانات النمو وبيانات القطاع التصنيعي. وقد كشفت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة عن ارتفع مؤشر الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.7% خلال الربع الثاني من العام الجاري، متوفقة على توقعات الأسواق بتسجيل 6.6%.
كذلك، جاءت بيانات مؤشر ISM التصنيعي الصادرة اليوم أفضل من توقعات الأسواق، حيث صعد المؤشر نحو النقطة 61.1 خلال شهر سبتمبر الماضي، متجاوزا توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بحوالي 59.6. وتعد تلك البيانات أفضل من القراءة الأخيرة للمؤشر عندما صعد نحو النقطة 59.9 خلال أغسطس الماضي.
ورغم إيجابية تلك البيانات، فإن تصريحات الفيدرالي الأمريكي كان هي المحرك الأهم للدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع. فقد أشار عضو الفيدرالي الأمريكي، جيمس بولارد، إلى إمكانية الاتجاه إلى رفع الفائدة مرتين خلال العام المقبل، وأشارت لايل برينارد إلى توقعات بتحسن بيانات سوق العمل خلال سبتمبر الماضي بصورة قوية رغم ضعف البيانات الاقتصادية الحالية.
وتشابهت تصريحات نائب محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جون ويليامز، مع تصريحات برينارد، حول ضعف البيانات الحالية وأن شروط رفع الفائدة ما زالت بعيدة، لكنه لمح إلى ضرورة خفض وتيرة مشتريات السندات قريبا.
أما الحدث الأهم، فكان شهادة محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، ووزيرة الخزانة، جانيت يلين، أمام الكونجرس الأمريكي. وقد أكد محافظ الفيدرالي الأمريكي على تسارع وتيرة تحسن الاقتصاد، وأن الناتج المحلي الإجمالي يواصل الارتفاع، كما يشهد إنفاق الأسر صعود مستمر. وصرح بأول في شهادته إلى إمكانية الانتهاء من برنامج مشتريات الأصول خلال منتصف العام المقبل.
وخلال الأسبوع القادم، يترقب الدولار الأمريكي المزيد من الأحداث والبيانات المهمة، أبرزها استمرار مناقشات نواب الكونجرس الأمريكي حول مشروع قانون البنية التحتية والإصلاح الاجتماعي. ومن المقرر أن تصدر بيانات سوق العمل الأمريكي في نهاية الأسبوع، والتي من شأنها التأثير بقوة على تحركات العملة.