توقعت مؤسسة IHS ماركت لأبحاث الأسواق الاقتصادية هبوط مبيعات السيارات العالمية بأكثر من %4.6 أو ما يعادل 3.5 مليون وحدة خلال هذا العام بسبب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضى واستمرار الحرب حتى الآن.
ويرى المحللون فى مؤسسة IHS أن مبيعات السيارات على مستوى العالم قد تهبط من 75.8 مليون وحدة العام الماضى إلى 72.3 مليون بسبب العقوبات التى فرضها الغرب على روسيا، والتى ستمنع تصدير المكونات اللازمة لتصنيع المركبات الكهربائية وذاتية القيادة والسيارات السمارت المتطورة، لاسيما العناصر الثمينة والنادرة مثل النيون والبالاديوم والبلاتين والنيكل والليثيوم.
ويستخدم الليثيوم فى تصنيع البطاريات الكهربائية، بينما يدخل غاز النيون والبالاديوم فى إنتاج رقائق أشباه الموصلات التى تعانى من نقص فى إمداداتها على مستوى العالم منذ أكثر من عامين وحتى الآن بسبب وباء كورونا، الذى أدى إلى إغلاق العديد من المصانع وتعطل حركة الشحن وتوقف الناقلات فى الموانئ لأسابيع طويلة.
ارتفاع مرتقب قبل الغزو
وكانت مؤسسة HIS توقعت فى ديسمبر الماضى قبل الحرب الروسية ارتفاع مبيعات السيارات بأكثر من %3.7 خلال العام الجارى لتتجاوز 82.4 مليون وحدة مع تزايد الطلب بفضل انحسار جائحة كوفيد 19 لتزايد تطعيم سكان العالم باللقاحات التى تقى من فيروس كورونا والتى تجاوز عددها حتى الآن 11.1 مليار جرعة.
وتوقعت أيضا وكالة LMC أوتوموتيف لأبحاث أسواق المركبات العالمية فى بداية الشهر الماضى قبل غزو أوكرانيا ارتفاع إجمالى مبيعات السيارات على مستوى العالم بنسبة 6% هذا العام ليتجاوز 85 مليون وحدة مع ترقب انحسار أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات فى الربع الثالث من العام الحالى.
الصين الأولى
وأعلن بيت كيلى العضو المنتدب لوكالة LMC أوتوموتيف أن مبيعات السيارات فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم من المتوقع أن تتجاوز 26.6 مليون وحدة لتحتل المركز الأول على العالم ولكن بنسبة نمو %5 فقط.
ومن المتوقع أن تأتى أمريكا الشمالية فى المركز الثانى بإجمالى مبيعات 18.7 مليون سيارة وبنسبة نمو متوقعة عند %6 وبعدها أوروبا بحوالى 17.8 مليون وحدة وبنسبة نمو أكثر من %7 ثم قارة آسيا بما فيها الهند ولكن بدون الصين بأكثر من 15.3 مليون وحدة وبنسبة نمو %7 بينما جاء أمريكا الجنوبية فى المركز الخامس بنمو متوقع يتجاوز %9 ليصل إجمالى المبيعات عند 3.6 مليون سيارة.
وأثرت الحرب الروسية الأوكرانية على شركات السيارات العالمية ومنها الألمانية ولاسيما مجموعة «فولكس فاجن» أكبر شركة سيارات فى أوروبا وشقيقتها «BMW» للمركبات الفاخرة التى انسحبت من روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا وأوقفت الإنتاج فى مصانعها بروسيا نتيجة توقف توريد المكونات الحيوية التى ترسل معظمها شركات أوكرانية.
وأدت الحرب الروسية إلى تجميد الواردات من روسيا لجميع دول العالم مما ساعد على رفع متوسط سعر السيارة فى الولايات المتحدة مثلا بأكثر من %18.5 من 44 ألف دولار فى فبراير من العام الماضى إلى 53 ألف دولار مع نهاية فبراير الماضى بحسب تقرير لوكالتى LMCوJD الأمريكيتين لأبحاث أسواق السيارات على مستوى العالم.
أزمة البطاريات الكهربائية
وتواجه الدول الغربية أزمة نقص البطاريات الكهربائية التى تعتمد فى إنتاجها على المعادن النادرة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والبلاتين التى تأتى من روسيا والتى تعد من أغلى المكونات اللازمة لتصنيع السيارات الكهربائية وذاتية القيادة بينما كانت الشركات تأمل فى انخفاض أسعارها مع تزايد توفر إمداداتها لتصبح السيارات الكهربائية أرخص من التقليدية غير أن الحرب الروسية جعلتها غير متوفرة ومرتفعة الأسعار مما أطاح بآمال هذه الشركات التى قد تتجه لإنتاج سيارات تعمل بالوقود التقليدى مرة أخرى.
ويرى بيت كيلى أن الحرب الروسية ستؤدى إلى هبوط إنتاج السيارات فى العالم خلال العام الحالى ولاسيما فى أوروبا بسبب توقف العمل فى العديد من المصانع الغربية فى روسيا وتعطل إمدادات المكونات الضرورية لإنتاج المركبات واستمرار نقص أشباه الموصلات حنى منتصف العام الجارى على الأقل.
انتعاش الطلب قبل الغزو
وكان كيلى توقع فى بداية فبراير الماضى مع انتعاش الطلب العالمى قبل غزو روسيا لأوكرانيا يوم 24 من نفس الشهر أن يتحسن الإنتاج العالمى للسيارات هذا العام ليصل إجماليه إلى ما يزيد عن 84.9 مليون وحدة ارتفاع من 75.8 مليون وحدة فى عام 2021 ولكنه أقل من إنتاج عام 2019 قبل وباء كورونا والذى بلغ فيه الإنتاج إلى أكثر من 88.7 مليون سيارة.
وكانت أزمة رقائق أشباه الموصلات أدى العام الماضى إلى انخفاض إنتاج السيارات بأكثر من 26 % أو ما يعادل مليون و260 ألف وحدة لشركة فورد الأمريكية و%21 لشقيقتها شركة جنرال موتورز وبنسبة %13 لكل من فولكس فاجن الألمانية و ستيللانتيس الأمريكية الإيطالية و%10 لمجموعة رينو نيسان الفرنسية اليابانية.
وتوقع كيلى أن يقل الإنتاج العالمى من السيارات بسبب رقائق أشباه الموصلات بحوالى 4.8 مليون وحدة هذا العام ولكن بعد اندلاع الحرب الروسية فإن هذا الرقم قد يتضاعف إذا استمرت المعارك بقية شهور العام الجارى غير أنه أكد فى بداية فبراير الماضى أن الإنتاج العالمى سيتجاوز 90 مليون وحدة خلال العام القادم مع اختفاء أزمة الرقائق انحسار جائحة كورونا.