أوصى المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بضرورة توسيع نطاق البرامج التدريبية لتعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، والاعتراف بالذكاء الاصطناعي كأداة والتأكيد على تكامله مع الذكاء البشري وغيره من طرق إنتاج المعرفة بدلًا من الاستبدال.
وكان المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قد انعقد بالقاهرة في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، تحت عنوان: “الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة”.
كما أوصت ببدء مبادرة وطنية لتطوير محتوى رقمي أصيل وقائم على المبادئ في مجال الخطاب الديني، بمنظور معاصر يدعم القيم الأساسية مع النظر في التطورات الحديثة، مع تعزيز المزيد من التعاون في الاستفادة من المجال الرقمي، فيما يتعلق بتوليد المعرفة والمساهمة في نشرها.
كما أفادت التوصيات بأهمية تعزيز توسيع كليات وأقسام الذكاء الاصطناعي، مع تقديم الدعم للبحث العلمي في المجال بوصفه مكونًا أساسيًا للتقدم المستقبلي في المجالات العلمية والاقتصادية والفكرية، ما يستتبع دمج التقنيات المتطورة، مثل الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية المتخصصة، والاستفادة من تلك التقنيات لتعزيز الخطاب الديني.
وبيّنت التوصيات ضرورة إعطاء الأولوية لتطوير الرسوم المتحركة والأفلام الثلاثية الأبعاد التي تدعم قيم الدين والثقافة، بين الشباب، كوسيلة للحفاظ على الهوية، مع دمج التكنولوجيات الحديثة في التعليم والتعلم عن بعد، إذ تلعب دورًا حيويًا في مواكبة التطورات وتكميل التعليم التقليدي بدلًا من أن تحل محله، بنهج التعلم المختلط الذي يجمع بين العناصر الفيزيائية والافتراضية.
وأكدت التوصيات على الأفراد المشاركين في إصدار الفتاوى الإلكترونية أو التدريس أو الوعظ الديني عن بعد أن يكون لديهم المؤهلات العلمية والتقنية اللازمة، مع خضوعهم لتدريب يزودهم بالمعرفة والبصيرة والدقة والاحترافية اللازمة لأداء أدوارهم بفعالية، مع تقديم أشكال متنوعة من الدعم الإلكتروني، مثل الروبوتات المحادثة الذكية، إثراء تجربة التعلم من خلال تقديم أدوات جذابة وممتعة، لتعزيز تنمية المهارات والمعارف مع تعزيز فعالية المعلمين والمتعلمين.
وأوصت أيضًا بإنشاء كليات إلكترونية متخصصة في العلوم الإسلامية، تخريج أئمة أو مدرسين أو باحثين يتقنون استخدام مختلف طرق التواصل والتقنيات الحديثة، لنهوض تلك الأدوات بهم وصقلها واستخدامها بفعالية، مع دعم برامج البحث العلمي التي تركز على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات الحديثة في المجالات المعرفية والثقافية في المجال الديني.
وأشارت إلى ضرورة مراعاة الاعتبارات الأخلاقية عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي والسعي لتحقيق التنمية المسؤولة، مع احترام خصوصية الآخرين، وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، بما يستتبع الامتناع عن الانخراط في أنشطة، مثل التجسس وفضح الأسرار والابتزاز ونشر الشائعات وضمان التحقق من الأخبار قبل نشرها.
وألمحت إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي للأسر في توجيه أطفالها نحو الاستفادة الآمنة والمفيد من منصات التواصل الاجتماعي، مع تثقيفهم حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير المنظم للعالم عبر الإنترنت، والتعاون بين المؤسسات الدينية والتكنولوجية في مجال الفضاء الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لنشر التفكير المعتدل والتصدي الفعال للأيديولوجيات المتطرفة من خلال المنطق والدحض القائم على الأدلة.
وبيّنت أن جهود التوعية الدينية يجب أن تجد توازنًا بين برامج المساجد والمبادرات التعليمية والأنشطة الرقمية، ومعالجة الاستخدام غير الرشيد للمنصات الإلكترونية للخطاب الديني من خلال تقديم وجهات نظر لاهوتية معقولة ودقيقة تعزز التسامح والتعايش مع تحدي التطرف بالأدلة.
وأتابعت أن الخبراء الدينيين والاجتماعيين عليهم ابتكار برامج رقمية وواقعية للشباب للحد من مخاطر الإدمان عبر الإنترنت وبناء شخصية مدورة بشكل جيد، فضلًا على مسابقات الرياضة، لحماية الشباب من الأخطار عبر الإنترنت مع زراعة الهويات المتوازنة، والحفاظ على دور العبادة وتطوير مراكز التعلم الإسلامي بما في ذلك حفظ النصوص المقدسة يساعد على تحقيق التوازن العملي والرقمي للتعليم.