ذكرت توصيات مؤتمر الادخار والثقافة المالية، أن سوق التحول الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشير إلى أن المتوقع نمو سوق تكنولوجيا المعلومات بمعدل نمو سنوي قدره 22.2% في الفترة من 2023 إلى 2026.
قالت أماني الماحي، المنسق الإقليمي بالشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا لمؤتمر الادخار والثقافة المالية ورئيس قطاع بشركة مصر للتأمين ومستشار العلاقات الدبلوماسية بالاتحاد الأفروآسيوى للقانون الدولي للمنازعات، إن المؤتمر الثالث للادخار والثقافة المالية، أوضح أسس التحول الرقمي وكيفية تنفيذها، مشيرة إلى أن وتيرة التغيير في العالم الرقمي سريعة جدًا، ما يمثل تحديًا للعديد من المنظمات، لمشقته وامتلائه بالإمكانيات لجعل الأمور أفضل، ومن ثم يجب أن يكون سقف الاحتمالات مفتوحًا أيضًا.
وأضافت أن المؤتمر الثالث للادخار والثقافة المالية الذي نظمته شركة Fintech Robos البحرينية، بالقاهرة ابتداء من العاشر وحتى الثاني عشر من أكتوبر 2023، قد حقق نجاحًا رائعًا وردود أفعال إيجابية بجميع فاعلياته، مشيرة إلى أن الإعداد للحدث كان على قدم وساق منذ شهور، ليخرج بالمستوى الذي يليق بالصناعة المصرفية وقطاع الاستثمار وقطاع الخدمات المالية غير المصرفية بالوطن العربي.
وأوضحت أن سبب اختيار القاهرة لانعقاد المؤتمر الثالث للادخار والثقافة المالية، إنما جاء تأكيدًا لدورها المحوري في المنطقة، بناء على اختيار الرئيس التنفيذي لشركة فينتك روبوز، إبراهيم خليل إبراهيم.
وذكرت أن توصيات المؤتمر ستكون عونًا للمشتغلين بالتحول الرقمي، في عصر صارت فيه المنظمات أكثر دراية من قبل، بحاجتها إلى إحداث التحول الرقمي.
وأشارت إلى أن المؤتمر قد خلص بنتائج وتوصيات تتلخص في أن الاقتصاد الرقمي يحمل فوائد ضخمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أن المتوقع أن ينمو سوق التحول الرقمي في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل 2.5 مرة، مقارنة بسوق التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت إلى أن التوصيات تضمنت التشديد على التحديث المستمر للبنية التحتية الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع زيادة قبول البرامج والخدمات الرقمية.
ولفتت إلى أن الوقت الحالي يشير إلى هيمنة المملكة العربية السعودية على السوق الرقمية بحصة تزيد عن 30% من إجمالي سوق التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تليها الإمارات العربية المتحدة والجزائر، حيث تبلغ حصة كل واحدة منها أكثر من 10%.
وتابعت أن المؤتمر أوصى باعتماد التكنولوجيا المتقدمة وتغيير نمط شراء المستهلك وابتكار المنتجات، لكونها من الاتجاهات السائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ظل وجود الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الضخمة.
وأكدت على أن المؤتمر تناول أن التحدي الرئيس الذي يواجه التكنولوجيا المالية في المنطقة يتمثل في أن 86٪ من البالغين ليس لديهم حسابات مصرفية، ما يشير إلى أن التكنولوجيا المالية تمر بمرحلة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتة إلى أن نقص التمويل مشكلة بالنسبة للأفراد والموظفين ذوي الموهبة المنخفضة في شركات التكنولوجيا المالية، ما يخلق تحديًا لصناعة التكنولوجيا المالية.
وتابعت أن المؤتمر قد أوصى بتنمية مهارات الموظفين، من أجل إدارة الأعمال بكفاءة وفعالية، لافتة إلى أن أكثر من ثلثي مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول الجدد (ما يقرب من 350 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) غير قادرين على الاتصال بالإنترنت بشكل فعال.
وأفادت أماني الماحي بأن أمن البيانات لا يزال مصدر قلق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأن كل شركة ناشئة تحتاج إلى ضمان تدابير الأمن السيبراني الفعالة، ما يسبب انخفاض مجموعات ريادة الأعمال في تحدٍ آخر يتمثل في التفاوت بين الجنسين، الذي يؤدي إلى انخفاض مشاركة المرأة في أنشطة ريادة الأعمال.
وصرحت بأن الشمول المالي عامل رئيس مساهم في النمو الاقتصادي للبلاد، إلا أنه ضروري أيضًا لتوفير الحماية الاجتماعية للفقراء والضعفاء الذين يعيشون في المناطق الريفية، الذين يتعرضون لمخاطر عالية، بضمان خدمات التأمين لهم، لا سيما متناهي الصغر، لتغطية الفئات الضعيفة اقتصاديًا في المجتمع.
وأشارت إلى أن المؤتمر بيّن أن العقد الماضي شهد تطورًا في التأمين متناهي الصغر، وساهم بجزء كبير في تحقيق هدف الدولة المتمثل في الشمول المالي، لافتة إلى أن ما يقرب من 60% من السكان الآن مشمولون به.
وألمحت إلى حرص المؤتمر أن قدم دليلًا متفردًا عمليًا وواقعيًا للتحول الرقمي، بجميع جلساته، مشيرة إلى استهداف المؤتمر استيعاب المفاهيم الأساسية للتحول الرقمي وكيفية تطوير العمليات التجارية والتطبيق بنجاح.
وبيّنت أن المؤتمر استهدف تقديم منهجية عملية ومثبتة تستخدمها المنظمات الرقمية الرائدة، مع تقييم طبيعة المنظمات العربية والإقليمية وكيفية تحويلها بنجاح إلى منظمة تحقق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الرقمية للوصول إلى أهدافها.
وتابعت أن المؤتمر هدف إلى تقديم فهم واضح للعثرات الشائعة التي لا بد لمؤسسات الأعمال تجنبها، بينما تنفذ التحول الرقمي، مع دراسة حالات الشركات الناجحة في التحول الرقمي، والإشارة إلى كيفية البدء فيه، والبناء عليه، بما في ذلك علوم البيانات والأمن السيبراني والتكنولوجيا القابلة للتطبيق وتجربة المستخدم.
وقدمت أماني الماحي، لشكر إلى لجنة تنظيم المؤتمر المكونة من 9 من شباب جامعة القاهرة، مشيرة إلى قيامهم بمهمتهم بصورة مشرفة لائقة بما ينتظرهم -ذكورًا وإناثًا- من مستقبل باهر في القادم.