انطلقت اليوم وعلى مدار يومين، فعاليات لقاء قرطاج الخامس عشر للتأمين وإعادة التأمين بجزيرة جربه بتونس بالتعاون بين الاتحاد العام العربي للتأمين والجامعة التونسية لشركات التأمين والشركة التونسية لإعادة التأمين «الإعادة التونسية» وبرعاية وزارة المالية.
وأكد الأسعد زروق رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين التزام الاتحاد العام العربي للتأمين بمزيد العمل على تطوير صناعة التأمين في بلداننا العربية وتوثيق أواصر التعاون بين شركات وأسواق التأمين وإعادة التأمين العربية..
الاتحاد العربى يضاعف الجهد لمجابهة التحديات
وأضاف زروق أن الاتحاد العام العربي للتأمين، ومن خلاله كل شركات التأمين وإعادة التأمين العربية، مدعو إلى مضاعفة الجهد والتنسيق لمجابهة التحديات المتعددة التي تعيشها منطقتنا العربية والاستغلال الأمثل للإمكانيات الكبيرة التي تتيحها الطفرة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات لتطوير قطاع التأمين من خلال توفير الحلول التأمينية المناسبة.
وأشار إلى أهمية تطوير أساليب العمل وتحسين الخدمات للصناعة ومجابهة تنامي الأخطار الصحية، والهجمات التي تتعرض لها المنظومات المعلوماتية وتنوع المخاطر بشتى أنواعه، والتي ينبغي على العاملين بقطاع التأمين وإعادة التأمين والمستثمرين والمشرفين والمراقبين، على حد سواء، العمل جنبا إلى جنب لإدارة هذه المخاطر وتوفير التغطيات التأمينية المستوجبة لتحسين المؤشرات الـتأمينية.
توصية بإقامة مؤتمر سنوى عن التحول الرقمى
وأوصى زروق خلال كلمته الافتتاحية للقاء قرطاج الخامس عشر بإقامة مؤتمر سنوي عن التحول الرقمي بالتعاون بين الجامعة التونسية لشركات التأمين والاتحاد العام العربي للتأمين، حيث إن الفترة الأخيرة التي شهدت انتشار وباء كوفيد 19 وتعدد الهجمات السيبريانية والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية المتسارعة بالتوازي مع التحول الرقمي، أو ما يطلق عليه بالثورة الصناعية الرابعة التي أصبحت واقعا ملموسا للأفراد والمؤسسات تتطلب بالأساس نقلة فكرية وثقافية تفرض علينا تغيير طريقة تعاملنا مع محيطنا وآليات مجابهة هذه الأخطار.
وذلك بجانب طرق التصرف في المؤسسات ويجعل التحول التكنولوجي في الاستعمالات والحاجيات الجديدة وظهور مزودي خدمات مالية وتأمينية جدد وهيمنة الأنترنت والشبكات الاتصالية والمعلوماتية فرصا متجددة تتطلب من شركات التأمين تغيير النمط التقليدي في التعامل مع هذه المخاطر وانتظارات الحرفاء في اتجاه مزيد الشخصنة والاستباق، واعتماد منوال أعمال (business model) يعتمد بالأساس على التطور التكنولوجي المتسارع وتحسين المردودية الفنية من أجل توفير الموارد الضرورية للاستثمار المتزايد في التجديد التكنولوجي والرقمي والذكاء الاصطناعي سواء داخل المؤسسة أو في المؤسسات الناشئة (start up).
ومن جهته وضح شكيب أبوزيد الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين، أن انعقاد لقاء قرطاج هذا العام بموضوع وعنوان هو حديث الساعة على الساحة التأمينية العالمية؛ إن الهجمات السيبرانية، الأوبئة والكوارث الطبيعية تفاقمت بشكل ملحوظ في العقدين الأخرين وتسارعت وتيرتها بشكل يفرض على الصناعة إيجاد الحلول التأمينية لها.
وأكد أبوزيد خلال كلمته الافتتاحية للقاء قرطاج الخامس عشر، على أن المنطقة العربية ليست في منأى عن هذه الكوارث الطبيعية أو الهجمات السيبرانية ففي سنة 2021 تعرضت الجزائر والمغرب والسودان وعُـمان وسوريا والعراق واليمن ومصر للفيضانات، وفي نفس السنة تعرضت عُـمان للعاصفة المدارية “شاهين” والتي ضربت شواطئ الإمارات، وخلال السنة الماضية كذلك تعرضت الجزائر ولبنان والمغرب لحرائق الغابات.
تحديات تواجه صناعة التأمين العربية
وأشار إلى أنه إضافة إلى الكوارث الطبيعية، أصبحت الهجمات السيبرانية واقعاً يجب أن نتعايش معه في ظل موجة الرقمنة Dizitalisation ، والتي شأنا أم أبينا فرضت نفسها؛ ومع التطور التكنولوجي ترتفع درجة التعرض للهجمات الإلكترونية، وأمام ذلك كله تقف صناعة التأمين أمام مجموعة من التحديات وهى التحدي الأول: صياغة نماذج Nat-Cat Models تمكننا من إستباق وقوع الكوارث والاستعداد لها.
والتحدي الثاني: إيجاد تغطيات تأمينية للكوارث الطبيعية والبيئية والأوبئة؛ والتغطيات للهجمات الإلكترونية، أما التحدي الثالث: إيجاد التمويلات اللازمة للوقاية ولجبر أضرار الكوارث والهجمات السيبرانية، إذا كانت الهجمات الإلكترونية مغطاة، فشركات التأمين هى التي ستقوم بالتعويض؛ المشكلة تكمن في الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان وفي الأوبئة: لقد أثبتت جائحة الكورونا عدم الاستعداد على مستوى العالم.
وأضاف أنه رغم تلك التحديات المصيرية، لافتا إلى أن صناعة التأمين مطالبة بالعمل لتقليص الفجوة التأمينية وتوفير التغطيات؛ بإيجاد حلول تأمينية تكون صناعة التأمين قد خلقت فرصاً حقيقية للمساهمة في سد الفجوة التأمينية، والتخفيف من العبء على ميزانية الدول وكذلك الرفع من مستوى الأقساط.
ودعى وزير التربية والتعليم التونسي فتحي السلاوتي خلال كلمته الافتتاحية للقاء، شركات التأمين إلى المشاركة والمساهمة ليس بالمال فقط ولكن بعودة قادة قطاع التأمين إلى مدارسهم ومشاركة الجيل الجديد قصص نجاحهم لتحفيزهم على المضى قدماً للنهوض بالبلاد.
وجدير بالذكر أنه قد تم توقيع عدد 3 بروتوكولات تعاون على هامش حفل الافتتاح بين الجامعة التونسية لشركات التأمين ممثلة في حبيب بن حسين رئيس الجامعة وكل من الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين ممثل في يوسف بن ميسية رئيس الإتحاد، الاتحاد الليبي لشركات التأمين ممثل في أحمد محمد إنكيسة رئيس الاتحاد، وزارة التربية والتعليم التونسية ممثلة في معالي الوزير فتحي السلاوتي.
ومن المقرر أن يلقي اللقاء نظرة عامة على مقياس المخاطر من خلال عدة جلسات تتناول موضوعات حول تغطية مخاطر الإنترنت بما يتماشى مع التحول الرقمي: التهديدات، فجوة التأمين في مواجهة التقلبات المتزايدة للأحداث المناخية، تطور مخاطر الأوبئة كتحدي جديد لصناعة التأمين.