تكتب، وتكتب ، ثم تكتب … ثم لا شئ ، لا شئ على الاطلاق.
مجرد عدد من القراء يمدحونك أو يقرعونك .. لا يهم، فلا الأمور تتغير، ولا حافز يساعدك أو يساعدهم على الخروج من دائرة الاحباط.
تطالعك نفس الوجوه فى القنوات الفضائية والمحلية، وذات الأسماء على قمة المؤسسات، و«أم» الشعارات على صفحات الجرائد، أو قد تتبدل الوجوه والأسماء والشعارات، وتظل الأفكار والأليات والميكانيزمات على حالها، دون أن تمسها عملية الاستبدال.
تحاول أن ترصد تغيرات إيجابية صغيرة، ربما تتراكم تريجيا فتتمخض عن قفزات كبيرة، فتعجز أو تنجح بالكاد فى رصد واحدة هنا أو هناك، غير أنك سرعان ما تكتشف معها، سيلا من التغيرات السلبية فى الاتجاه المضاد.
تجالس الاصدقاء والمسئولين والزملاء والمصادر، يقبض كل منهم على طرف سيجارته أوسيجاره، وهو يرتشف قدحا من القهوة أو فنجانا من الشاى، تتصاعد الأدخنة والأبخرة، وينهمر ركام الكلام… يضع أحدهم نظرية، يشخص ثان ظاهرة، ويحلل ثالث سلوكا شائعا، ينفثون غضبهم وطاقاتهم المكبوتة، فيبلغون قمة النشوى، قبل أن يعود كل منهم إلى منزله لينام.
جميع الأعياد والمناسبات والأيام تتشابه، ساعات العمل تماثل دقائق الراحة، ملامح النساء والرجال يصعب أن تحدد ما بينها من اختلافات.
ثم يحدثك أحدهم عن حجم الانجازات ! فيدفع بك دفعا إلى هوة الاكتئاب.
تحاول أن تصارعه فلا يزيده ذلك إلا فصاحة .
تسعى إلى أن تسكته فيتحول إلى مدفع رشاش.
ينتقل فى رشاقة تحسده عليها الباليرينا ولاعبو الجمباز، ما بين اللافتات السياسة والأقوال والنصوص الدينية والمأثورات الشعبية، ويحاصرك بالاتهامات الملفقة، و يرهبك بالأحكام المطلقة، عليك وعلى كل من معك من فريق أعداء النجاح!
تنتظره أن يستقيل، فلا يزيده ذلك سوى تشبثا بموقعه، وبموقعك أنت منه من الاعراب.
تتمنى من داخلك أن يرحل، فلا يزيدك ذلك سوى اكتئابا على اكتئاب من وقع طول الانتظار .
وتظل وأظل ونظل ننتظر … إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً.
حازم شريف
10:40 ص, الأحد, 15 فبراير 04
حازم شريف
10:40 ص, الأحد, 15 فبراير 04
End of current post