كشف تحقيق نشرته صحيفة ذا ناشونال الإماراتية ، اليوم الأحد 5 مايو، عن معلومات جديدة مثيرة تتعلق بأزمة مجموعة أبراج كابتيال الإماراتية أكبر شركات الاستثمار المباشر بمنطقة الشرق الأوسط.
وكشف التحقيق عن رسائل نصية مرسلة من داخل الشركة إلى المستثمرين عبر الإيميل قبل خمسة أشهر من الأزمة (سبتمبر 2017) تحذرهم فيها من الاستتثمار فى صندوق الاستثمار الجديد البالغ قيمته 6 مليارات دولار.
وحسب التحقيق فإن الرسائل التى وصلت للمستثمرين تحت عنوان “تحذير بشأن صندوق أبراج السادس.. بعض النصائح الودية”، حاولت لفت انتباههم إلى وجود مشكلة، وحثهم على عدم تصديق كل ما يقال لهم من الشركاء أو ما يعرض أمامهم على الشاشات.
وحاولت إحدى الرسائل لفت انتباه المستثمرين إلى القيمة المبالغ فيها لصناديق أبراج، والتلاعبات التى تتم من قبل الإدارة وفريقها الفنى للإيهام بأن الشركة تحقق أرباحا، رغم أنها خاسرة من الناحية الفعلية.
كما كشف التحقيق عن وصول نسخة من هذه الرسالة إلى شخص يدعى” تارانج كاتيرا” يعمل لدى شركة هاملتون لين التى تدير صناديق استثمار تابعة لـ “” فى أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا، والذى قام بدروه بإعادة إرسالها إلى مؤسس أبراج “عارف النفقى” ومارك بورجويز أحد مسؤلى أنشطة الشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
القبض على مؤسس أبراج كابيتال في بريطانيا وبحث تسليمه
وألقى القبض على عارف نفقى، الرئيس التنفيذي لمجموعة كابيتال المنهارة، وكذلك شريكه مصطفى عبدالودود فى نيويورك؛ بسبب اتهامات وجهتها إليهما الولايات المتحدة بالاحتيال على مستثمرين من بينهم مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وظهر عبدالودود في جلسة محاكمة أمريكية، وقال إنه غير مذنب فيما يتعلق باتهامات بالاحتيال بشأن أوراق مالية ومدفوعات أموال والتآمر، وحصل عبدالودود فى 1 مايو الجارى على الإفراج بكفالة قدرها 10 ملايين دولار، شريطة أن يظل قيد الإقامة الجبرية في شقة في نيويورك.
وقال ممثلى الإدعاء الأمريكى إنهم سيطلبون تسلم نقفي الموجهة إليه اتهامات بارتكاب نفس الجرائم التي وُجهت إلى عبد الودود، وألقي القبض على نقفي في لندن في القضية ذاتها، وهو رهن الحبس الاحتياطي هناك لحين عقد جلسة استماع في 24 مايو للنظر في تسليمه للولايات المتحدة.
وكانت أكبر شركة استثمار مباشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى انهيارها العام الماضي، بعدما أبدى مستثمرون من بينهم مؤسسة بيل وميليندا جيتس شكوكهم حول إدارة صندوق للرعاية الصحية بقيمة مليار دولار.
كما قال ممثلو الادعاء إن نقفي وعبدالودود تسببا في إساءة استخدام “ما لا يقل عن مئات الملايين” من أموال المستثمرين، إما لإخفاء نقص السيولة أو لتحقيق منفعة شخصية لهما أو لشركائهما.
وأضاف ممثلو الادعاء إن أبراج قدمت نفسها كرائد “للاستثمار المؤثر” الذي يعزز التقدم الاجتماعي، عبر الاستثمار في مستشفيات في دول نامية على سبيل المثال بينما هى فى الحقيقة شاركت في احتيال كبير.
تجدر الإشارة إلى أن عارف نقفي هو مستثمر باكستاني أسس “أبراج” في العام 2002، ووسعها لتصبح نشطة في الأسواق الناشئة والمبتدئة بأصول تحت الإدارة تبلغ 13.6 مليار دولار.
وتقول لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية إن نقفي وشركته جمعا أموالا لصندوق رعاية صحية تابع لأبراج، إذ جمعا ما يربو على 100 مليون دولار خلال ثلاث سنوات من مؤسسات خيرية مقرها الولايات المتحدة وبعض المستثمرين الأمريكيين الآخرين.
ووفقًا لشكوى لجنة الأوراق المالية والبورصات، أساء نقفي استخدام أموال صندوق الرعاية الصحية، ومزج الأصول مع صناديق تابعة لأبراج لإدارة الاستثمارات وشركتها الأم، واستخدمها لأغراض غير ذات صلة بصندوق الرعاية الصحية.