أكد الدكتور أحمد العطار، مدير الإدارة المركزية للحجر الزراعى، أن مصر تتعامل حاليًّا مع 21 منشأ معتمدًا لاستيراد الأقماح، نافيًا وجود أية أزمات فيما يتعلق بتوفير الكميات المستوردة من الخارج حاليًّا، لا سيما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف العطار فى حوار لجريدة «المال» أن مصر تقوم بالفعل باستيراد نصف احتياجاتها من الأقماح من دولة روسيا، وفى المقابل تستورد الأخيرة من مصر كميات كبيرة من الموالح والبطاطس .
وأشار إلى أن الكلام عن التعامل مع تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا سابق لأوانه، لأنه لا أحد يعلم مدى التصعيد فى المواجهات خلال الفترة المقبلة .
وأوضح العطار أن مصر لديها أسواق رئيسية أخرى يمكن أن تغطى احتياجاتها من القمح، مثل كازاخستان ورومانيا والأرجنتين وأمريكا، وغيرها.
وأشار إلى أنه رغم ما يحدث على جانبى الحدود الروسية – الأوكرانية فإن التصدير والاستيراد لروسيا يسير بانتظام، سواء فى الشحنات الموردة إلى روسيا أو الأخرى المستوردة منها، خاصة أن مصر تصدر كميات كبيرة من الموالح والبطاطس لروسيا سنويًّا .
وكشف العطار أنه يوجد تأثير سلبى للحرب الدائرة بين روسيا وأكرانيا فيما يتعلق بالشحنات المصدرة والمستوردة من وإلى أوكرانيا، نظرًا لإغلاق الموانئ على البحر الأسود، ولكن التعامل التجارى مع روسيا يسير بشكل مناسب، نظرًا لاستمرار عمل الموانئ، والمطارات الروسية .
وأكد أن حصر وتأكيد تأثر العلاقات التجارية الزراعية بين مصر وروسيا وأوكرانيا سابق لأوانه، ولكنه قال «الحكومة والدولة المصرية اتخذت كل الإجراءات الاحترازية والاستباقية لتجنب أى آثار سلبية فى الوضع القائم بين روسيا وأوكرانيا فيما يتعلق بتوفير الكميات التى تحتاجها السوق من القمح والذرة، وذلك من الأسواق المعتمدة فى السابق».
ورجح مدير الحجر الزراعى عدم تراجع صادرات مصر من الموالح بسبب الحرب، نظرًا لما يتمتع به المنتج المصرى من سمعة جيدة وتنوع كبير فى الأسواق العالمية التى تستورده من مصر .
وفيما يتعلق بمعدل تلك الصادرات الى السوقين الروسية والأوكرانية أكد العطار أن ذلك الأمر يرتبط بالإجراءات التصعيدية بين الجانبين .
وتابع: إذا استمر الوضع كما هو دون حدوث مواجهة شاملة، فلن يحدث تأثر فى صادراتنا من الموالح.
ولفت إلى أنه لا يمكن حاليًّا الحكم على حجم تأثير الصادرات والواردات من وإلى روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أنه تم وضع خطة عاجلة بإجراءات احتياطية واحترازية لتلافى أية آثار سلبية فيما يتعلق بالصادرات والواردات .
وأضاف العطار أن الدولة المصرية مستعدة للتعامل خلال الفترة المقبلة مع تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه لا داعى للقلق، خاصة أن حجم التبادل التجارى مع روسيا لم يشهد تأثرًا حتى الآن.
تعذر الحصول على الذرة من أوكرانيا عقب إغلاق الموانئ بسبب الحرب
وكشف أن مصر تستورد %50 من القمح من روسيا سنويًّا من إجمالى الكميات التى تصل إلى 10 ملايين طن، وكذلك تستورد %50 من الذرة من أوكرانيا، وتصل إجمالى الكميات المستوردة من الخارج سنويا إلى 12 مليون طن.
ولفت مدير الحجر الزراعى إلى أن مصر لديها عشرات المناشئ المعتمدة للقمح فى الحجر الزراعى، ولدى وزارة التموين أيضًا، وفى حالة وجود أزمة فى استيراد القمح الروسى والأوكرانى يمكن الاستيراد من هذه المناشئ البديلة .
وأشار إلى أن الاحتياطى الحالى من القمح يكفى عدة شهور قبل احتساب حصيلة الحصاد فى الموسم القادم، الذى ينطلق فى أبريل المقبل.
وعن الآثار السلبية المباشرة عن التعامل مع الأسواق البديلة للقمح والذرة، أكد العطار أن الحكومة المصرية لديها مناشئ لاستيراد الذرة والقمح، ولكن قد تكون بقيمة أعلى سعرًا من المنتجات الروسية والأوكرانية .
وأوضح العطار أنه لا يتوقع أن تستمر الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لمدة سنوات أو شهور خلال الفترة المقبلة وحتى لو وقع المكروه، واستمرت الحرب طويلًا، فتوجد سيناريوهات جيدة للتعامل، لاسيما مع التوسع فى زراعات القمح محليًّا وتوسيع قاعدة المناشئ التى تستورد مصر منها .
سوف نحتفظ بالصدارة العالمية فى صادرات الموالح للمرة الرابعة على التوالى
ولفت العطار إلى أن معدل صادرات مصر من الموالح مستقرة، موضحا أن هناك دولا تطلب أن يكون حجم الثمرة 60 سم ودولا أخرى 80 سم، مشيرًا إلى أن صادرات البرتقال حتى الآن جيدة مع استعادة انتظامها لمعدلاتها السنوية والمعتاد عليها، خاصة أن مصر تصدر الموالح لأكثر من 100 سوق حول العالم.
وتوقع أن تستمر مصر فى صدارة العالم فى تصدير الموالح للعام الرابع على التوالى، وقال “حققنا فى عام 2019 نحو 1.6 مليون طن، وفى الأعوام 2020 و 2021 حوالى 1.8 مليون طن، حيث احتلت مصر المركز الأول عالميا .
وأوضح العطار أن الفترة الماضية شهدت زيادات كبيرة فى صادرات البطاطس والموالح والبطاطا والعنب والرمان، معتبرًا أن البطاطا كانت الحصان الأسود للصادرات خلال الفترة الماضية .
مصر احتلت المرتبة الأولى عالميا فى توريد الفراولة الطازجة والمجمدة عام 2021
يذكر أن صادرات الحاصلات الزراعية خلال 2021 سجلت 5.6 مليون طن لجميع دول العالم.
وكشف العطار أن مصر احتلت المرتبة الأولى عالميًّا فى صادرات الفراولة الطازجة والمجمدة فى عام 2021.
ولفت إلى تحقيق زيادة كبيرة فى صادرات تفل البنجر الذى يدخل فى تصنيع العلف خارج مصر، إذ بدأ يزيد الاعتماد عليه فى التغذية الحيوانية، وهو أحد مخلفات صناعة السكر من البنجر فى مصر .
انتهينا من خطة تكويد المزارع بنجاح .. و9 محاصيل جديدة على الطريق
وذكر العطار أن وزارة الزراعة تستعد لاستكمال منظومة تكويد المزارع التى تتيح تتبع المنتج، إذ تم خلال الفترة الماضية البدء بالموالح، وتكويد 1400 مزرعة موالح حتى الآن سبق وأن تقدمت بطلبات للحجر الزراعى، والجوافة 110 مزرعة مكودة من إجمالى 111 مزرعة، والفراولة 520 مزرعة من إجمالى 550 مزرعة تقدمت للتكويد.
وأوضح أنه تم تكويد نحو 700 مزرعة للرمان، والفلفل 70 مزرعة، كما تم الانتهاء من تكويد مزارع العنب.
ولفت مدير الحجر الزراعى إلى أن التكويد هو مفتاح جودة وزيادة الصادرات فى الوقت الحالى، إذ تخضع المزارع والمنتجات للتدقيق عبر معالجة البيانات بالأقمار الصناعية، والتأكد منها وتتبع المنتج داخل وخارج مصر بعد وضع ملصق أو كود عليه لمعرفة أصله ومتابعته بسهولة .
وأوضح أنه يتم التكويد سنويًّا لهذه المحاصيل بعد دخولها المنظومة حسب كل موسم .
ولفت العطار إلى أنه سيتم إدخال 9 محاصيل جديدة فى منظومة التكويد الفترة القادمة، مثل البصل والطماطم والمانجا والبطاطس والمشمس والبرقوق والخوخ والفول السودانى والثوم.
وأكد أنه يتم فتح باب التكويد بداية الموسم، حيث يتم التبليغ بفتح باب التكويد عبر الصحف والمجلس التصدير للحاصلات الزراعية الذى يخطر أعضاءه والمزارعين المتعاقدين معهم.
كما تقوم مديريات الزراعة والجمعيات الزراعية بإخطار أعضائها أيضًا، مشيرًا إلى أنه سيتم البدء فى تكويد العنب خلال 15 يومًا للموسم 2022 .
وذكر العطار أنه خلال آخر 4 سنوات تم فتح 55 سوقًا جديدة، وذلك منذ 2018 حتى الآن، مشيرًا إلى أن السوق الأوربية والخليجية هما أبرز المستوردين من مصر .
وأشار إلى أن هناك بعض الدول المرتقب زيادة الصادرات إليها خلال السنوات المقبلة، أبرزها البرازيل والأرجنتين وأستراليا وغيرها.