عقب ضربة قوية ألمت بالأسواق نهاية الأسبوع الماضى، بعد الهجوم واسع النطاق الذى شنته روسيا على جارتها أوكرانيا، قالت وحدة بحوث شركة الأهلى فاروس للاستثمارات المالية، إن هناك مجموعة من المخاطر المحتملة، فى ظل التقلبات المتوقع حدوثها فى الأسواق نتيجة تطورات الأخبار العالمية، كما طرحت بعض الاستراتيجيات التحوطية التى تضمنت توصيات بحزمة من الأسهم.
وشملت المخاطر المتوقعة ارتفاع أسعار السلع والطاقة، وقوة محتملة فى سعر الدولار الأمريكى، وزيادة فى أسعار الفائدة على الأقل على السندات وأذون الخزانة السيادية، والتضخم الذى ربما يتفاقم مع ترجيحات إعادة تسعير بعض السلع.
وطرحت «الأهلى فاروس» 5 استراتيجيات ممكنة للتحوط فى ظل الظروف الراهنة، ترى تكمن الأولى فى تخصيص جزء من المحفظة الاستثمارية لأدوات الدخل الثابت المتوقع أن ترتفع الفائدة عليها.
لافتة إلى أنه مع ارتفاع أسعار السلع العالمية ستزيد إصدارات أدوات الدين السيادية، كما يرتفع العائد على أذون الخزانة مع مطالب المستثمرين بمعدلات عائد أعلى فى ضوء المخاطر المتوقعة.
وأوصت «الأهلى فاروس» المستثمرين أيضًا بضرورة التركيز على الأسهم التى تستفيد من قوة الدولار، والطفرة فى أسعار السلع، ونقص المعروض العالمى، لافتة إلى أن المنتجين الصناعيين للسلع المصدرة المستفيد الرئيسى من ارتفاعات أسعار السلع العالمية، وأى تحسن محتمل فى سعر الدولار، وأسعار الطاقة التى سترتفع عالميًا، وأى مشاكل فى الإمدادات.
وذكرت أن العديد من الشركات سوف تستفيد من هذه العوامل، ومنها القابضة المصرية الكويتية، وأبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية، ومصر لإنتاج الأسمدة “موبكو”، ومصر للألومنيوم، وحديد عز، وسيدى كرير للبتروكيماويات، والإسكندرية للزيوت المعدنية “أموك”، والنساجون الشرقيون.
وأشارت أنه فى حال اختيار شركة واحدة من بين هذه الأسماء سوف يكون القابضة المصرية الكويتية، إذ إنها تتمتع بكل هذه المميزات (أسعار طاقة مرتفعة، أسعار السلع، التصدير، سعر دولار قوى، كما أن عوائدها مقومة بالدولار الأمريكي).
وترى «الأهلي- فاروس» إنه من الاستراتيجيات الممكنة أيضًا الاتجاه إلى الأسهم المستفيدة من التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، والتى تشمل المقرضين من البنوك، وشركات الخدمات المالية غير المصرفية، وشركات العقارات، موضحة أن التضخم وأسعار الصرف سوف يعززان قوائم الدخل، والميزانيات السنوية للبنوك، بينما تعزز المعدلات المرتفعة من الفائدة هوامش أرباح المقرضين من البنوك، والقطاع المالى غير المصرفى، كما سيعزز البعد عن المخاطرة وقفزة التضخم مبيعات العقارات كمخزون للقيمة.
وقالت إن البنك التجارى الدولى، والمجموعة المالية هيرميس القابضة، وبالم هيلز للتعمير، هم أبرز المستفيدين فى هذا النطاق.
وأرجعت اختيارها لـ«بالم هيلز» إلى تعرضها المحدود لقطاع السياحة، إذ يعد مجالها الأساسى العقارات، وعدم تعرض سهمها لارتفاعات كبيرة كالشركات الأخرى مؤخرًا.
وأوصت الأهلى – فاروس أيضًا بالقطاعات الدفاعية، التى تشمل الاتصالات، والتعليم، والرعاية الصحية، والتبغ، ويمثلها أسهم المصرية للاتصالات، والقاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، ومجموعة مستشفيات كليوباترا، والشرقية للدخان «إيسترن كومبانى».
وقالت إنه من الملاحظ أن تكلفة التضخم التى سوف تشهدها «القاهرة للاستثمار»، و«كليوباترا»، سوف يتم تمريرها من خلال زيادة الأسعار والتى يقابلها مرونة نسبية فى الطلب، وهو ما حدث خلال الفترة من 2016 إلى 2018 بعد التعويم.
وعلى صعيد الشرقية «إيسترن كومبانى»، ترى «الأهلى – فاروس» أن جميع المخاطر تتعلق بالرخصة الجديدة، وأن أسوأ سيناريو للتسعير تحقق بالفعل مع سعر السهم الحالى.
ولفتت إلى أن القيمة العادلة للسهم ستصبح 13.50 جنيه، وهى أعلى بـ%30 من سعر السوق الحالى، وذلك مع استبعاد إيرادات التصنيع، و%24 حصة محتملة فى الكيان الجديد.
وترى أن السهم يتداول عند مضاعف ربحية منخفض، ويعرض توزيعات جذابة.
وأوصت كذلك بالتحوط بأسهم كالمجموعة المالية هيرميس، وسهم إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية التى تعمل مع الحكومة فى مجال الرقمنة التى تعد السبيل لزيادة الشمول المالى فى القطاع غير الرسمى، وخفض الاعتماد على النقد فى الاقتصاد، وزيادة كفاءة الدعم على المدى المتوسط.