ساهم انتشار فيروس «كورونا» خلال آخر عامين فى تسريع عملية التحول الرقمى داخل القطاع المصرفى، إضافة إلى نشر الوعى الثقافى للعملاء وتشجيعهم على التعامل مع المنصات الرقمية عبر الإنترنت.
واتجه البنك المركزى المصرى منذ عامين إلى تغيير شامل يتم فيه استخدام التقنيات الرقمية من خلال إطلاق العديد من المبادرات، تماشيًا مع خطة الدولة فى التحول إلى مجتمع لا نقدى.
وقال خبراء مصرفيون إن «كورونا» ساعد على التحول الرقمى داخل المؤسسات المالية المصرفية، مشيرين إلى أن التحول الرقمى سيضيف الكثير للقطاع المصرفى خلال الفترة القادمة.
وأضاف الخبراء أن “كوفيد 19” شجع عددا كبيرا من العملاء على التوسع فى التعامل مع المنصات الرقمية داخل القطاع المصرفى، مشيدين بدور البنك المركزى المصرى فى تدعيم البنوك للتحول الرقمى من خلال إطلاق العديد من المبادرات لدعم الشمول المالى.
وقالت مرفت سلطان، رئيس مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات، فى تصريحات سابقة لـ”المال”، إن مصرفها رصد 350 مليون جنيه خلال العام المالى 2020 – 2021، كميزانية لتحديث البنية التكنولوجية وتحقيق المشروعات الرقمية المستهدف تنفيذها.
وأوضحت أن التحول الرقمى مشروع ديناميكى أى يتم تحديثه بصورة دائمة، لذا يستهدف بنك تنمية الصادرات تحديث البنية التحتية الخاصة به باستمرار لمواكبة جميع التطورات المحلية والعالمية.
وتعتزم 3 بنوك مصرية هى «الأهلي» و«مصر» و«القاهرة» إطلاق صندوق دعم رؤوس أموال شركات التكنولوجيا المالية الناشئة فى أكتوبر2021، برأس مال مليار جنيه مصرى كحد أدنى.
وقال عاكف المغربى، نائب رئيس بنك مصر، فى تصريحات خاصة لـ”المال”، إن فرص النمو لنشاط المدفوعات الإلكترونية كبيرة للغاية فى ظل توجهات الدولة نحو التحول لمجتمع لا نقدى والمبادرات الدائمة من جانب البنك المركزى المصرى لتعزيز استخدام وسائل الدفع الحديثة، بجانب تواضع نسبة المعاملات غير النقدية، والتى تدور حول مستوى %2 من حجم التعاملات داخل السوق المحلية.
وقرر مجلس إدارة البنك المركزى المصرى، تمديد إلغاء الرسوم والعمولات الخاصة بعمليات السحب النقدى من ماكينات الصراف الآلى، على أن يتحمل البنك المصدر للبطاقة تلك الرسوم والعمولات، ولا يتضمن ذلك عوائد البطاقات الائتمانية.
جاء ذلك ضمن قرارات المركزى الخاصة بمد سريان بعض القرارات التى سبق اتخاذها لمواجهة جائحة فيروس كورونا، لفترة جديدة مدتها 6 أشهر اعتبارا من 1 يوليو وحتى 31 ديسمبر 2021.
وقال البنك المركزى فى بيان، إن ذلك يأتى فى إطار تنفيذ استراتيجية المجلس القومى للمدفوعات برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، واستمرارا لجهود البنك المركزى المصرى الاستباقية فى مواجهة تداعيات جائحة “كورونا” والتى تهدف لتنشيط وحماية الاقتصاد القومى والحفاظ على مكتسبات الإصلاح الاقتصادى واستقرار القطاع المصرفى.
أحمد سامح: التحول الرقمى سيضيف الكثير للبنوك خلال الفترة المقبلة
قال أحمد سامح، المدير التنفيذى لشركة «إيجابي» إن كوفيد 19 ساهم فى تسريع الخطوات فيما يخص التحول الإلكترونى داخل القطاع المصرفى، مشيرًا إلى أن التحول الرقمى سيضيف الكثير للمصارف المحلية المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن كورونا شجعت عددا كبيرا من العملاء للتوسع فى التعامل مع القنوات الرقمية عبر الإنترنت داخل البنوك المصرية، موضحًا أن حجم المعاملات على الإنترنت ارتفعت خلال هذه الفترة مقارنة مع السنوات السابقة.
وأضاف أن القطاع المصرفى قادر على التحول الرقمى بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن البنوك بدأت فى ذلك قبل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، بتعليمات من البنك المركزى.
وأشار سامح إلى أن عددا من البنوك طرحت البطاقات اللا تلامسية وبعض المنتجات مثل «QR code» والموبايل بانكنج، وغيرها من الأدوات الإلكترونية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعى لن يؤثر بشكل كبير على أعداد العمالة بالقطاع المصرفى، خاصة أنه سيساهم فى خلق نوع جديد من العاملين يتناسب مع التطور الرقمى.
وعلى صعيد الفروع، قال سامح إن البنوك ستقلل الفروع التقليدية بشكل تدريجى، مشيرا إلى أن عددا من المصارف أنشأت عددا من الفروع الرقمية خلال الآونة الأخيرة.
حسام سالم: «مصر» أتاح للعملاء العديد من الخدمات عبر الشبكة العنكبوتية
ومن جهته، يرى حسام سالم، رئيس قطاع التكنولوجيا المالية فى بنك مصر أن «كورونا» أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت البنوك إلى التحول الرقمى، مشيرًا إلى أن عددا من المصارف أطلق كثيرا من الخدمات الإلكترونية، لذلك أصبحت المنتجات المصرفية تقدم عبر الإنترنت.
وأشاد سالم بقرار البنك المركزى المصرى، بإلغاء الرسوم والعمولات على عدد من خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول، ما شجع العملاء على التعامل مع القنوات الرقمية.
وأشار إلى أن الفروع التقليدية بالبنوك ستختفى بشكل تدريجى فى مصر، حيث سيتحول دورها من تقديم خدمات إلى تسويق فقط للمنتجات المصرفية، موصيا البنوك بنشر ثقافة الوعى للتعامل من العملاء على التحول الرقمى داخل القطاع المصرفى.
وأوضح أن البنوك بدأت مؤخرا بزيادة خدمتها عبر الإنترنت البنكى والموبايل البنكى، والمحفظة الإلكترونية، لافتا إلى أن مصرفه أتاح للعملاء من الشركات والأفراد، العديد من الخدمات المصرفية الرقمية لتلبية احتياجاتهم مثل؛ فتح حساب، ربط ودائع، شراء شهادات، والتحويل بين الحسابات داخل البنك.
وقال بنك مصر فى بيان، إنه أتاح خدمة الإنترنت البنكى BM Online، للشركات والمؤسسات، بتقديم باقة متنوعة من الخدمات المصرفية التى يمكن للعملاء الحصول عليها.
يأتى ذلك من خلال خدمة الإنترنت البنكى، لتوفير قناة مصرفية رقمية مبتكرة تضمن قيام العملاء بإجراء معاملاتهم البنكية، ومتابعة الحسابات بكل سهولة وأمان، من أى مكان وفى أى وقت.
وعلى الجانب الآخر، يرى سمير الشيخ، رئيس قطاع التكنولوجيا السابق فى البنك، أن انتشار فيروس كورونا أحد الأسباب الرئيسية وراء تسريع التحول الرقمى داخل القطاع المصرفى المصرى.
وأوضح أن عددا كبيرا من البنوك وعلى رأسهم البنوك الحكومية حدثت خدمتها التى تقدم عبر القنوات الرقمية الخاصة بها، منها المحفظة الذكية (BM Wallet).
وذكر الشيخ أن عددا كبيرا من المصارف المحلية ساهمت فى تقديم باقة متنوعة من الخدمات الإلكترونية المصرفية لا حصر لها لتدعم التحول الرقمى، وذلك فى الفترة ما قبل كورونا.
وأشار إلى أن البنك المركزى المصرى لعب دورًا كبيرًا فى التحول الرقمى من خلال إطلاق العديد من المبادرات، ومنها مبادرة تأجيل الأقساط ، ونشر 100 ألف نقطة بيع تقليدية، ومبادرة نشر ماكينات الصراف الآلى.
وأوضح الشيخ أن البنوك الحكومية بدأت فى تقديم بعض الخدمات المصرفية عبر تطبيقات الهواتف نظام تشغيل «آندرويد» تتيح للعميل إجراء جميع المعاملات المالية أونلاين من المنزل.
وأشار إلى أن قرار البنك المركزى المصرى، بإلغاء الرسوم والعمولات على عدد من خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول وقتها سيشجع العملاء على التعامل مع القنوات الرقمية.
ومن ناحية أخرى، قال مدير ائتمان بأحد البنوك الخاصة، إن الجائحة ساهمت فى تعجيل خطوات التحول الإلكترونى داخل كل البنوك، مشيرا إلى أن التحول الرقمى يضيف الكثير للقطاع المصرفى خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن القطاع المصرفى المصرى يمتلك القدرة على تحقيق التحول الرقمى بشكل كامل، لأنها بدأت فى ذلك قبل انتشار الفيروس بتعليمات من البنك المركزى، مشيرا إلى أن بعض البنوك بدأت فى طرح البطاقات اللا تلامسية منذ شهور والـ«QR code» والموبايل بانكنج وغيرها من الأدوات الرقمية.