شنت السلطات في كوريا الشمالية هجوما على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تستعد للكشف عن استراتيجيتها للتعامل مع بيونجيانج وطموحاتها النووية المثيرة للجدل، بحسب ما نشرته صحيفة “جارديان” البريطانية.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، إن التعليقات الأخيرة الصادرة من واشنطن تُظهر أن بايدن يعتزم الحفاظ على “سياسة عدائية”.
وفي الأسبوع الماضي، وصف بايدن البرنامج النووي لكوريا الشمالية بأنه “تهديد خطير” للأمن العالمي.
ويقول البيت الأبيض إن بايدن يعتزم اتباع نهج “محسوب” تجاه كوريا الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي أمس الأول الجمعة، إنه تم الانتهاء من مراجعة للسياسة الأمريكية، مشيرة إلى أن بايدن تعلم من تجربة الإدارات الأربع السابقة التي حاولت وفشلت في حمل كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.
وقالت بساكي: “سياستنا لن تركز على تحقيق صفقة كبيرة، ولن تعتمد على ومن المتوقع أن تستضيف الولايات المتحدة قريباً مستشاري الأمن القومي لكل من اليابان وكوريا الجنوبية لمناقشة المراجعة.
وفي بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية يوم الأحد، وصفت وزارة الخارجية تعليقات بايدن بشأن برنامجها النووي – في خطاب أمام الكونجرس الأسبوع الماضي – بأنها “لا تطاق” و”حماقة كبيرة”.
كوريا الشمالية تدين تصريحات بايدن
وقال كوون جونج جون من قسم الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية إنّ “تصريحاته بايدن تعكس بوضوح نيته في مواصلة تطبيق السياسة العدائية تجاه جمهورية كوريا كوريا الشمالية مثلما فعلت الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن”.
وقال بيان منفصل لوزارة الخارجية إنّ التعليقات السابقة التي انتقدت وضع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية تهين كرامة الزعيم كيم يونغ أون، وتُظهر أن الولايات المتحدة “تستعد لمواجهة شاملة”.
تصريحات بايدن الهجومية
كان بايدن قد قال فى جلسة مشتركة للكونجرس، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه المنصب، إن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، إلى جانب إيران، يمثلان “تهديدات خطيرة لأمن أمريكا وأمن العالم”.
وأضاف: “سنعمل عن كثب مع حلفائنا لمواجهة التهديدات التي يشكلها كلا البلدين من خلال الدبلوماسية والردع الصارم”.
وليس من الواضح أي تعليقات عن حقوق الإنسان أشار إليها بيان بيونغيانغ، لكن صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت أنه من المتوقع أن يُعيّن البيت الأبيض مبعوثاً خاصاً لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية قريباً.
وتقول واشنطن إنها تحاول إجراء اتصالات دبلوماسية مع كوريا الشمالية منذ منتصف فبراير الماضي، وقللت من شأن اختبار كوريا الشمالية لصواريخ قصيرة المدى الشهر الماضي، قائلة إنها “نشاط عسكري عادي”.
جدير بالذكر أن دونالد ترامب، سلف بايدن، كان أول رئيس أمريكي يتواصل مباشرة مع كيم جونج أون – إذ قابله بالفعل ثلاث مرات. ومع ذلك، فشل الطرفان في التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف برنامج بيونجيانج النووي أو تراجع واشنطن عن العقوبات.