خسرت أرباح تشغيل مجموعة فولكس فاجن الألمانية-أكبر شركة صناعة سيارات فى أوروبا- أكثر من 3.94 مليار يورو خلال الربع الماضى بسبب انتشار فيروس كورونا الذى أدى لإغلاق المصانع والحدود ووقف الرحلات الجوية وحركة التجارة والشحن على مستوى العالم.
تتوقع فولكس فاجن نمو الإيرادات %4 هذا العام حال انحسار الوباء-الذى ظهر فى الصين وانتقل إلى أوروبا وحتى الأمريكيتين- مع نهاية الشهر الجارى وارتفاع هامش أرباح التشغيل بين %6.5 و%7.5.
كان فرانك فيتر، رئيس الشئون المالية بالمجموعة، توقع فى مارس الماضى هبوط هوامش الأرباح %50 على الأقل خلال الربع الأول من العام الجارى، لكن وحدة أودى الفاخرة التابعة لفولكس فاجن التى تحقق عادة أكبر نسبة أرباح للمجموعة، استطاعت تسجيل أرباح بلغت 15 مليون يورو الربع الماضى، وهامش تشغيل توقف عند %0.1 فقط.
كانت السيولة تراجعت من 21.3 مليار يورو نهاية العام الماضى إلى 17.8 مليار يورو فى مارس الماضى، وهبطت أسعار أسهم المجموعة %33 منذ بداية العام وحتى الآن، لتنخفض القيمة السوقية لها إلى 63.6 مليار يورو
لم تحظر ألمانيا أبدا إنتاج السيارات – عكس إيطاليا وإسبانيا– لكن أنشطتها توقفت بعد أن فرضت السلطات قيودًا على حركة الناس، وأمرت بإغلاق معارض السيارات ما جعل الطلب ينكمش، لكنها ستبدأ إنتاج علاماتها الرئيسية فى مصانع مدينة زويكاو الألمانية ومصنعها فى مدينة براتيسلافا السلوفاكية بداية من غدًا الإثنين.
تعتقد فولكس فاجن الآن أن إيراداتها المرتقبة فى الربع الأول من هذا العام مرجح أن تبلغ 55 مليار يورو (59.83 مليار دولار)، بانخفاض %8 عن 60.01 مليار يورو فى نفس الربع من العام الماضى بسبب التدعيات السلبية للوباء الذى انتشر فى أنحاء أوروبا خلال الشهر الماضى وحتى الآن، وهو ما جعل صافى تدفق السيولة النقدية لها يهبط إلى سالب 2.5 مليار دولار.
زادت أرباح تشغيل مجموعة فولكس فاجن للعام بأكمله %22 لترتفع إلى 16.9 مليار يورو (18.5 مليار دولار) بفضل مبيعات قوية للسيارات ذات هامش الربح الأعلى وهبوط تكاليف السولار، لتخالف اتجاها نزوليا تعانيه صناعة السيارات على مستوى العالم بسبب التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ذكرت وكالة رويترز أن أرباح تشغيل مجموعة فولكس فاجن هوت من 4.84 مليار دولار فى نهاية العام الماضى إلى 0.9 مليار دولار مع نهاية مارس من العام الجارى.
قال هيربيرت ديس، الرئيس التنفيذى لمجموعة فولكس فاجن التى تتخذ من مدينة ولفسبورج مقرا لها، إنه ينفق 2.1 مليار يورو كل أسبوع منذ مارس حتى الآن فى صورة أجور وتكاليف ثابتة أخرى، لا سيما أن حجم عمالتها يبلغ 470 ألف عامل فى أوروبا، وهذا يعنى أن الشركة لن تجد موردا لهذه التكاليف حال لم تتمكن من استعادة مبيعاتها المرتفعة قبل يوليو المقبل.
ترى شركة فولكس فاجن أن التوقعات التى نشرتها سابقا عن العام بأكمله لم يعد من الممكن تحقيقها بعد هبوط أرباح التشغيل %81 خلال 3 أشهر الأولى من العام الجارى، ومن المقرر أن تنشر نتائج الأعمال الكاملة للربع الأول يوم 29 أبريل المقبل.
تسعى شركات السيارات الألمانية ومنها فولكس فاجن ومرسيدس لاستئناف إنتاجها فى بعض المصانع بالمدن الألمانية قبل نهاية الشهر الحالى، بعد أن أعلنت المستشارة أنجيلا ميركيل عن تخفيف القيود المفروضة على الناس لاحتواء فيروس كورونا والحد من انتشار العدوى بالمرض المميت.
أكدت ميركيل أن ألمانيا حققت نجاحا فوريا لكنه هش، ما جعلها تواصل الإجراءات الطارئة لكنها ستبدأ فك الحظر وإعادة فتح المتاجر والمحلات الأسبوع المقبل وعودة الطلاب للمدارس والجامعات اعتبارا من 4 مايو المقبل.
يرى رالف باندستاتر، رئيس قطاع التشغيل بمجموعة فولكس فاجن، أن تخفيف القيود المفروضة على الحظر بسبب الوباء فى ألمانيا وبعض دول أوروبا يساعد على استئناف نشاط صناعة السيارات وتعافى صادراتها، لا سيما أن الشركات ستطبق تدابير احترازية يبلغ عددها 100 إجراء للحد من انتشار العدوى لأقل مستوى ممكن، منها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين كل عامل وزميله وارتداء الكمامات والقفازات، وزيادة عدد النوبات، وراحات الغداء لتقليل الازدحام فى كل نوبة، وكل وقت راحة وغيرها.
ابتكرت فولكس فاجن خدمة توصيل سياراتها مجانا من معارض البيع إلى منازل العملاء فى السوق الأمريكية من خلال البيع الأون لاين، وأخذ وتوصيل السيارات التى تحتاج لإصلاحات أو تغيير قطع الغيار لتوفير احتياجات المستهلكين، ما جعل حكومة الولايات المتحدة التى باتت الأولى على العالم فى عدد الوفيات والإصابات تفرض حظرًا على حركة المواطنين وتطلب منهم البقاء فى بيوتهم فى العديد من الولايات، لا سيما فى نيويورك ونيوجيرسى.
تملك فولكس فاجن فى أنحاء الولايات المتحدة شبكة معارض ضخمة يبلغ عددها 600 معرضا بها 7 آلاف مركبة مخصصة لخدمة العملاء، غير أن بعض هذه المعارض تكون مغلقة أو بها عدد قليل من العاملين بسبب قيود حظر الحركة الناجمة عن انتشار العدوى فى المدن الأمريكية.
فى نفس الوقت أعلنت مجموعة فولكس فاجن عن تسريح 1500 عامل فى قسمى الإنتاج والصيانة من مصنعها الأمريكى فى ولاية تينيسى الأسبوع الماضى لكنها تتوقع أن يكون هذا الاستغناء مؤقتا، ولن يستمر أكثر من 4 أسابيع لأن هدفها الرئيسى المحافظة على صحة عمالها ومكافحة تداعيات فيروس كورونا، ومحاولة استعادة عافية مبيعاته من السيارات الفاخرة والكهربائية والاقتصادية.