جلسة دامية ثانية شهدتها البورصة المصرية فى افتتاح الأسبوع، عندما هوت %4 دفعة واحدة، إثر تصاعد المخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا، ما خلق ضغوطًا بيعية قوية فى البورصات العربية.
هبط المؤشر الرئيسى «EGX30» نهاية تعاملات جلسة الأحد %4.04 مسجلًا مستوى 11849 نقطة، بعدما كسر مستوى الدعم الرئيسى 12000 نقطة، كما انخفض مؤشر «EGX100» الأوسع نطاقًا %2.28 ليسجل 1237 نقطة، وتعتبر تلك ثان جلسات الهبوط القوى بسببب الخوف من تداعيات فيروس كورونا، حينما خسرت السوق المحلية %6 خلال جلسة الأحد قبل الماضى.
سيطرت موجة بيع قوية على الأسواق العربية، وهبط مؤشر السوق السعودية خلال تعاملات الأحد بنسبة %8.3 وتراجع مؤشر دبى المالى %7.87 وأبوظبى %5.37 وسجلت بورصة الكويت انخفاضًا بما يزيد عن %10.
بلغ إجمالى قيم التداول على الأسهم المصرية 362.9 مليون جنيه، وفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة 17.45 مليار جنيه، ليسجل 627.02 مليار جنيه، مقابل 644.47 مليار جنيه مستوى الإغلاق السابق.
شهدت البورصة المصرية سيطرة بيعية من المصريين والعرب بقيمة 4.7 مليون جنيه، و7.8 مليون جنيه على الترتيب، فيما اتجه الأجانب للشراء بقيمة 12.5 مليون جنيه.
ماهر: «أكما» طلبت الاجتماع مع «المالية» ولم يتحدد الموعد حتى الآن
قال محمد ماهر، الرئيس التنفيذى لشركة برايم القابضة ورئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية “إكما”، إن هبوط السوق-خلال جلسة الأسبوع الافتتاحية- يأتى تزامنًا مع الموجة المسيطرة على معظم الأسواق، موضحًا أنه فى الأوقات المماثلة لا يمكن تحليل أوضاع السوق بشكل تفصيلى، وكل ما يمكن قوله إنها موجة هبوطية وتنتهى.
تابع: «أهم نصيحة يمكن توجيهها أن يركز المتعاملون على الأسهم القوية ماليًا فقط، والاحتفاظ بالأوراق المالية، وعدم البيع قدر الإمكان».
نصح ماهر بعدم اللجوء إلى آلية مثل «الشورت سيلينج»، لأنها تستخدم عندما تكون الأسعار مرتفعة ومتوقع تراجعها، لكن فى الوقت الحالى الأسعار رخيصة، وبالتالى متوقع ألا تجدى هذه الآلية.
عن ضرائب البورصة قال ماهر إن «إكما» طلبت الاجتماع مع وزير المالية، لكن لم يتحدد الموعد حتى الآن، موضحا أن الغرض من الجلسة الوقوف على التصور النهائى للضرائب، التى تفرض على البورصة قبل إرساله إلى مجلس الوزراء.
عشماوي: كسر 12000 نقطة إشارة سلبية خطيرة
قال معتز عشماوى، العضو المنتدب لشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن كسر مستوى 12000 نقطة خلال جلسة الأحد إشارة شديدة السلبية، تدل على تحول المسار على الآمد القصير والطويل، والمتوسط إلى هابط.
قال إن «هبوط الأحد» جاء مدفوعًا بسهم البنك التجارى الدولى بشكل رئيسى، الذى تراجع بقوة بعدما كان متماسكًا بشكل نسبى خلال الأيام الماضية، متابعا أنه رغم تراجعه الحاد إلا أن إجمالى نسبة هبوط السهم لم تتجاوز %10 منذ بدء الموجة الهبوطية الحالية.
توفيق: السيولة تتجه صوب الأوعية الأكثر أماناً
توقع هانى توفيق، الخبير الاقتصادى ورئيس جمعيتى الاستثمار المباشر المصرية والعربية السابق، أن تشهد سوق المال موجة من التخارجات فى ظل عدم وضوح الرؤى بشأن ما ستؤول إليه أوضاع السوق، لا سيما مع تضرر الاقتصاد بشكل عام من تداعيات فيروس كورونا، الذى انعكس بالسلب على السياحة، والفنادق، والطيران، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الكبرى.
أشار توفيق إلى أن سوق المال بشكل خاص يعانى من ضعف المناخ الاستثمارى وعدم وضوح الرؤية، ما يرجح تحول السيولة منه إلى الأوعية الأكثر أمانا، منها الودائع والشهادات البنكية ذات العائد المرتفع.
استكمل توفيق أن البديل الآخر للتخارج من سوق المال هو بيع الأسهم الخاسرة، وإعادة الشراء فى الأوراق المالية للشركات القوية ماليَا، التى تحمل فرصَا أفضل .
نصح توفيق مستثمرى الأوراق المالية بضرورة التأنى قبل اتخاذ أى قرار ودراسة الاحتمالات لكل سهم منفردًا.
وقال إن الهبوط العنيف الذى لحق بالبورصة على مدار الفترة الماضية، دفع العديد من الأسهم لمستويات سعرية أقل من قيمتها الدفترية، ما يشكل فرصًا محفوفة بالمخاطر.
رأى أنه لا يمكن التكهن بحركة البورصة المستقبلية، لا سيما بعد كسر منطقة القاع، وبات التحرك بعيدًا عن التحليلات الاقتصادية أو الفنية، وبات مرهونًا فقط بالمخاوف .
السعيد: يجب استغلال أى ارتدادة محتملة فى التخارج
يرى إيهاب السعيد عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، ورئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول للسمسرة، أن البورصة اقتربت من كسر نقطة محورية تدفع لتغيير المسار إلى هابط على المدى الطويل، على غرار ماحدث فى 2008 بكسر السوق لمستوى 10150 نقطة، ما دفع للهبوط لمستويات 8000 نقطة.
أوضح السعيد أن من المرجح تأكيد كسر مستوى 12000 نقطة خلال جلسة اليوم الإثنين، ما يدفع السوق لمستويات 10500 نقطة لتكون بداية للمسار الهابط.
نصح السعيد المتعاملين باستغلال أى ارتدادة محتملة للسوق فى التخارج بأقل قدر ممكن من الخسائر، مؤكدا أنه بعد الهبوط العنيف لا بد أن تشهد السوق ارتدادة تصحيحية، ويجب استغلالها قبل معاودة المسار الهابط طويل الأجل.
لفت إلى أن العوامل السلبية المؤثرة على البورصة أكبر من قدرتها على التحمل، منها ضرائب الأرباح الرأسمالية، وعدم وضوح الرؤية بشأن مصير مفاوضات سد النهضة، والتقلبات السياسية فى المنطقة، فضلا عن التداعيات السلبية لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمى والمحلى.
عبد الفتاح: أنصح بعدم متابعة شاشة التداول لتجنب الفزع
حذر عادل عبدالفتاح، العضو المنتدب لشركة ثمار لتداول الأوراق المالية من خطورة التعامل بالمارجن- حساب وساطة يسمح للعميل باستخدام الرافعة المالية لشراء الأوراق المالية ويمكن صاحب الحساب باقتراض المال من الوسيط للقيام بالاستثمارات-على السوق فى الوقت الراهن، فى ظل التقلبات فى الأسواق العالمية، وتأثيراتها على السوق المحلية.
تقدم عبدالفتاح بـ5 نصائح للتعامل مع تقلبات السوق الحالية، منها التحول للأسهم ذات الملاءة المالية، والبعد عن التى تستقطب استثمارات الأجانب، والتأنى فى اتخاذ القرار، والتحلى بهدوء الأعصاب ومن الأفضل عدم متابعة شاشات التداول حتى لا يتأثر القرار الاستثمارى بحالة الذعر فى الأسواق.
اعتبر التراجع بالأخف حدة عما شهدته الأسواق المالية العالمية والمنطقة المحيطة، التى سجلت انخفاضات بنسب بين (5 – %7) لافتا إلى أن السوق المصرية حاليًا الأكثر تماسكًا.
قال عبدالفتاح إن مايحدث بالبورصة حاليًا خارج أى توقعات، وغير معلوم أبعاده، لا سيما مع تضرر العديد من القطاعات الاقتصادية جراء تخوفات انتشار فيروس كورونا ما تسبب فى تعطل السياحة، والطيران، والنقل، وتأثر النفط.
سجل الأفراد المصريين والأجانب-خلال جلسة الأحد- صافى شراء بقيمة 6.2 مليون جنيه، و247.4 ألف جنيه على الترتيب، فيما اشترى العرب بقيمة 11.5 مليون جنيه.
اتجهت المؤسسات المصرية للبيع بإجمال 10.8 مليون جنيه، فيما اتجهت العربية والأجنبية للشراء بقيمة 3.8 مليون جنيه، و12.2 مليون جنيه على التوالى.