«مصائب قوم عند قوم فوائد».. هكذا لخص رؤساء شركات حلول تكنولوجيا المعلومات تداعيات أزمة كورونا على حجم الأعمال المستهدفة، التى زادت صعوبة مع فرض الحكومة حظر التجوال لمدة أسبوعين منعا لتفشى الفيروس، ومن ثم دفعتها للتواصل مع عملائها عبر تكنولوجيا الفيديو كونفراس.
الغمرى: «إيجيبت سات» تقدم حلول الاتصال عن بعد بالأقمار الصناعية
أوضح محمد الغمرى، رئيس شركة إيجيبت سات لحلول تكنولوجيا الأقمار الصناعية، أن شركته تعمل حاليا على تقديم حلول الاتصال عن بعد باستخدام تكنولوجيا الستالايت لصالح القطاعات البنكى والصناعى والخاص مع انتشار كورونا .
أوضح أن إيجيبت سات تتعاون مع شركات المحمول الأربع بالسوق المحلية على ربط أبراجها فى المناطق النائية بالشبكة الرئيسية لتحسين جودة الخدمة خاصة مع زيادة الضغط على الشبكات بالوقت الحالى، إلا أنه من المتوقع انخفاض حجم الأعمال بنهاية العام الحالى بنسبة %40 مع تأجيل أغلب العملاء خططهم التوسعية تأثرا بالأوضاع .
بهاء: «عرب سيكيورتى» تورد كاميرات حرارية لمعرفة حاملى الفيروس
كشف باسم بهاء، رئيس شركة عرب سيكيوريتى جروب ASG للحلول والأنظمة الأمنية، عن تطوير حلول متكاملة من الكاميرات الحرارية بالتعاون مع شركتى “داهوا” و”يونى فيو” تقوم برصد حاملى الفيروس ودرجة حرارة المارة على مسافة 3 أمتار بطريقة لا تلامسية .
بين أن “عرب سيكيوريتي” الشريك الرسمى لداهوا العالمية، التى نجحت فى تطوير حلول مبتكرة وفعالة للحد من انتشار الفيروس فى الصين، من خلال نشر كاميرات حرارية داخل محطة مترو مدينة هانزو، والقطار السريع بمدينة شنغهاى، ومطار هونغ ياو بشنغهاى، وعدد آخر من البنوك والمستشفيات والسفارات بالصين .
قال إن الشركة قامت بتوريد هذه الأنظمة إلى السوقين الإماراتية والسعودية، موضحا أن الكاميرات مزودة بعدستين حرارية وأخرى مرئية تتيح خاصية التعرف على الأوجه، وتخزين وتسجيل القياسات لفترة زمنية طويلة على أجهزة منفصلة وملحقة بالكاميرات، فضلا عن إصدار تنبيهات عن الأشخاص المصابين ومن ثم عزلهم فورا واتخاذ التدابير الاحترازية حيالهم .
تابع أن الكاميرات الحرارية من شأنها رصد أى حالة خاصة فى الأماكن المزدحمة مثل المطارات، ومحطات المترو، ومحطات السكك الحديد، والبنوك، وغيرها لأنها تقوم بقياس درجة حرارة بين 10إلى 15 شخصا فى نفس اللحظة، كما تتميز بسهولة التركيب والنقل من مكان لآخر حسب طبيعة الموقع .
أكد سعيد رياض، مدير أول بيع مراكز الاتصالات فى شركة “آى فاينانس” لتكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية، أن عدد مكالمات الكول سنتر الواردة إلى قطاعات المطاعم والاستثمار العقارى على سبيل المثال انخفض للنصف تقريبا، مع قرار الحكومة تطبيق حظر التجول لمدة أسبوعين منعا لتفشى الفيروس .
أشار رياض إلى أن عمرو طلعت، وزير الاتصالات، وهالة الجوهرى، رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) عقدا اجتماعا عبر الفيديو كونفراس مع ممثلى شركات خدمات التعهيد وشددوا خلاله على ضرورة عمل موظفى الكول سنتر من المنزل وخفض نسبة العمل بالمكتب إلى %20 حفاظا على سلامة الموظفين طبقا لتعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
أضاف أن صناعة الكول سنتر لم تتأثر سلبا حتى الآن رغم اضطراب الأوضاع فى أسواق أوروبا وأمريكا بسبب كورونا، لافتا إلى أن الشركات المصرية تحرص على تقديم الخدمة لعملائها فى الخارج بانتظام رغم حالة حظر التجوال، من خلال ورديات للموظفين.
لفت على البدرى، رئيس شركة تراكسل لطلب خدمة نقل البضائع أون لاين على المحمول، إلى زيادة حجم الطلب على خدمات النقل الذكى من شركات الأغذية والأدوية منذ منتصف فبراير الماضى بنسبة بلغت 300 % وبالأخص على السيارات المجهزة بمبردات، والدبابة (ربع نقل)، والبوكس 4 أمتار .
ألمح البدرى إلى أن العميل هو المسئول عن تعقيم الشاحنات أو البضائع قبل نقلها من مكان لآخر، وتلزم الشركة سائقيها بضرورة ارتداء الكمامات والقفازات للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا .
رأى أيمن الرفاعى، مدير شركة “IX DEV” البريطانية للحلول فى مصر، أن “كورونا” ضرب أغلب القطاعات الاقتصادية التى تعمل بعيدا عن التكنولوجيا الحديثة، بينما نجت فئة صغيرة منها بدليل أن أحد مصانع الملابس الجاهزة الخاصة أرجأ تنفيذ مشروع ميكنة مع اكتشاف حالة مصابة بالفيروس.
قال الرفاعى إن الشركة تتواصل مع عملائها ومطورين حاليا من خلال تكنولوجيا الفيديو كونفراس مع تطبيق مبدأ العمل من المنزل، وتقدم خدمات الدعم الفنى 12 ساعة يوميا على مدار الأسبوع رغم حالة حظر التجوال.
تابع أن الأزمة الراهنة أعطت الشركات درسا قاسيا فى ضرورة الاستثمار فى تكنولوجيا المعلومات لخلق بيئة عمل مجهزة بأحدث التقنيات عند حالات الطواريء .
لفت محمد سعيد، رئيس شعبة البرمجيات فى جمعية اتصال لتكنولوجيا المعلومات، إلى تراجع حجم الطلب التكنولوجى من القطاعات الاقتصادية للنصف تزامنا مع التداعيات السلبية الناتجة عن أزمة كورونا، مشيراً إلى أن شركات التكنولوجيا تجد صعوبة حاليا فى تحصيل مستحقاتها المالية عن التعاقدات السابقة من القطاع الخاص والعام مع تغير الخطط المستهدفة.
قال سعيد إن الشركات تعانى صعوبات داخلية من إدارة العمالة بسبب القيود المفروضة على التحركات وتطبيق حظر التجوال، واضطر أغلبها للاعتماد على المنزل، مضيفاً أن وزارة الاتصالات بحاجة إلى طرح برامج لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة بالقطاع لتجاوز الأزمة الراهنة على غرار الذى نفذته خلال حقبة الوزير الأسبق محمد سالم فى عام 2012 .
تابع أن منظمات المجتمع المدنى العاملة فى قطاع الاتصالات بقيادة “اتصال” و”غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات” قامت بتشكيل لجنة لمناقشة حلول عاجلة للشركات قصيرة وطويلة الأمد، بهدف رفعها إلى وزير الاتصالات، عمرو طلعت، تسعى من خلالها للتأكيد على أن الشركات الأجنبية لا تمثل صناعة التكنولوجيا المصرية .
رأى حمدى الليثى، رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة ليناتل لحلول الاتصالات، أن تداعيات فيروس كورونا تؤثر بالسلب على الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال ضعف السيولة المالية الناتجة عن انخفاض حجم الأعمال خلال الفترة المقبلة.
أضاف الليثى أن الغالبية العظمى من شركات الحلول الذكية أرجأت خططها التوسعية، ومن بينها التوقف عن الدخول فى تنفيذ مشروعات جديدة فى ظل الضبابية التى تسيطر على القطاعات وعلى رأسها “السياحى، والتجارى، والخدمات، والصناعة، والصحية” التى شهدت تباطؤاً فى معدلات التشغيل منذ تطبيق الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة الفيروس.
أوضح أن الاتجاه العام لدى الشركات يسير تجاه التوسع فى تقديم خدماتها “أون لاين” منها “التعليم عن بعد” الذى أصبح يسيطر على خطط المؤسسات التعليمية تزامنًا مع مـد تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، بجانب إخضاع وزارة التعليم الامتحانات على المنصات الإلكترونية خلال الفترة المقبلة.
استبعد التكهن بتحديد انخفاض لحجم أعمال الشركات العاملة على مجال الحلول الذكية حاليًا قائلًا: “نسعى لمساندة الشركات العاملة فى تقديم خدمات “أون لاين” و”التعليم عن بعد” وسط زيادة معدل الإقبال عليها من جانب المواطنين”.
أشار إلى أنه سيتم حصر الشركات المتوسطة ومتناهية الصغر العاملة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المتضررة من أزمة فيروس «كورونا»، على أن يتم دعمها ومساندتها والحفاظ على استمرارية عملها داخل السوق المحلية.
لفت مقبل فياض، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا، إلى أن أزمة كورونا تؤثر بالسلب على القطاع من خلال تخفيض العمالة فى الشركات، وتوقف نشاط عدد من الشركات المتوسطة ومتناهية الصغر لا سيما تلك التى تعتمد على القروض البنكية فى مشروعاتها القائمة على خلفية ضعف حجم أعمالها المستهدفة.
رأى فياض أن هناك فرصا إيجابية من أزمة «كورونا» بالنسبة للشركات والهيئات الحكومية فى مشروع التحول الرقمى على أن يتم تقديم الخدمات للمواطنين «أون لاين» ما يزيد من نشاط بعض الشركات القائمة على تقديم الحلول الذكية فى السوق المحلية خلال الفترة المقبلة.
أكد أن أزمة «كورونا» من الممكن النظر إليها كفرصة استثمارية من خلال توسيع نشاط الشركات والهيئات الحكومية فى مشروع التحول الرقمى، الذى يسهم فى احتواء التداعيات السلبية المرتقبة من الانكماش الاقتصادى العالمى المتوقع، لا سيما ضعف السيولة لدى الشركات المحلية.