تناقلت وسائل إعلام دولية وإقليمية مشاهد قيل إنها انتهاكات ارتكبت بحق مسلمي الإيجور في مقاطعة شينجيانغ الصينية ، وهو ما تصفه بكين بالمزاعم ، وتؤكد أنها تتعرض لحملة دولية بنية سيئة ضدها وضد شعبها.
ونفى في لقاء صحفي عقد مطلع الأسبوع الجاري تلك الاتهامات ، مؤكداً أن ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات هو تشويش وتزييف لبعض الحقائق، كما أن تلك الصور ليست صينية وليست حديثة.
وقال كتيب توضيحي وزعته سفارة الصين بالقاهرة علي الصحفيين صادر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني مارس الماضي ،وحصلت «المال» علي نسخة منه ، إن مقاطعة شينجيانغ تقع شمال غربي الصين وبقلب القارة الأوراآسيوية .
المساحة والموقع الجغرافي
وتبلغ مساحة تلك المقاطعة أكثر من 1.66 مليون كيلومتر مربع ، وتجاور 8 دول هي منغوليا وروسيا وكازاخستان وقرغيرستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند.
قوميات وأديان متعددة
وأضاف الكتيب الصادر بعنوان «مكافحة الإرهاب واستئصال التطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ »، أن تلك المقاطعة ظلت منطقة تحتضن قوميات وثقافات وأديانا متعددة منذ العصور القديمة.
كما تعد ممراً مهماً للتبادلات الحضارية بين الشرق والغرب، ومن هناك يربط «طريق الحرير»المعروف ، الصين القديمة بالعالم كله.
أشار الكتيب إلى أن تلك المقاطعة متعددة القوميات منذ الأزل وظلت تعيش فيها قوميات كثيرة في مختلف العصور التاريخية ، كما أن هناك تنقلات وتبادلات متكررة بين مختلف القوميات.
13 قومية رئيسية
وتابعت البيانات أنه حتي أواخر القرن التاسع عشر ، استقرت في شينجيانغ 13 قومية رئيسية هي الإيجور وهان والقازاق ومنغوليا وهوي والقرغيز ومان وشيبوه والطاجيك وداوور والأوزبك والتتار والروس .
نوهت إلى أن هذا شكل منظومة توزيع متعددة القوميات ، تتخذ قومية الإيجور كقوام رئيسي .
أضافت أنه لا تعتبر منظقة شينجيانغ موطن مختلف القوميات فيها فحسب ، بل هي جزء من الدار المشتركة للأمة الصينية.
واستطردت أن قومية الإيجور تشكلت بعد فترة طويلة من التنقل والتمازج القومي وليست من خلف الأتراك.
وأوضحت أنه كان القوام الرئيسي لأسلاف تلك القومية أبناء قومية هويخة الذين عاشوار علي هضبة منغوليا في عصر أسرتي سوي وتانغ.
وتابعت أن تلك القومية كانت تتعاون مع قبائل تيلي منها بوقو ونونغلوه وتشكل اتحاد قبائل هويخه لمقاومة اضطهاد واستعباد قومية الترك.
وقال الكتيب إنه بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 ، تأسست منطقة شينجيانغ الويغوية الذاتية الحكم في عام 1955 .
تغيرات هائلة علي الملامح الاقتصادية والاجتماعية
وتابع أنه تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ، طرأت تغيرات هائلة علي الملامح الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ و دخلت تلك المقاطعة الفترة الأكثر تطوراً وازدهاراً في التاريخ .
وأشارت البيانات ، أنه علي الرغم من ظهور بعض السلالات والخانات في تاريخ تلك المقاطعة لكنها ظلت مجرد سلطات محلية في حدود الصين وجزءاً من أراضيها ولم تكن دولة مستقلة أبدأً.
أمر غير قابل للجدل… شينجيانغ جزءاً لا يتجزأ من أراضي الصين
وأردفت إنه أمر غير قابل للجدل أن شينجيانغ جزءاً لا يتجزأ من أراضي الصين.
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة أعربت أكثر من مرة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للإيجور، ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “مكافحة الإرهاب”.
ونفت بكين تلك المزاعم، معترفة باحتجاز بعض المتشددين دينيا لإعادة تعليمهم، وتتهم من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين بإثارة الاضطرابات في المنطقة.
وأكدت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، تلقيها الكثير من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية الإيجور المسلمة في الصين في “مراكز لمكافحة التطرف”.