تنفذ 6 بنوك صينية فى مدينة شنغهاى التى تشتهر بوجود العديد من المراكز التجارية الشهيرة بها خطة للترويج لليوان الديجيتال أو«e-CNY» استعدادا لمهرجان التسوق فى 5 مايو المقبل تنفيذا لتعليمات سياسية بتوفير عملة سداد بديلة للمستهلكين عند الشراء من «على بابا» أكبر شركة مبيعات تجزئة أون لاين فى آسيا، ومن شركة ويشات باى للتواصل الاجتماعى والتجارة وخدمات الدفع على الإنترنت.
وتحاول هذه البنوك إقناع التجار والمستهلكين بتنزيل محافظ ديجيتال لتيسير التعاملات مباشرة باليوان الديجيتال بدلا من شبكات الدفع الموجودة فى كل أنحاء الصين، والتى ابتكرتها شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة «أنت للتكنولوجيا وعلى بابا للفينتيك وتينسينت لخدمات الانترنت » التى تسيطر على المدفوعات الأونلاين.
وذكرت وكالة رويترز أن البنوك الستة تقوم بالتجربة الرائدة فى مدينة شنغهاى تحت إشراف البنك المركزى الصينى PBOC،وتبذل جهودا مكثفة لإقناع الناس بأن الدفع باليون الديجيتال وسيلة مناسبة جدا بدلا من الاعتماد على بابا أو ويشات باى.
ويعد تطوير الحكومة الصينية لعملة ديجيتال سيادية مبادرة جريئة تسبق بها مشروعات مماثلة لاقتصادات كبرى أخرى،تستهدف بها تقليص سيطرة الشركات الكبرى ومنها «على بابا وويشات باى» على المدفوعات الأونلاين والتجارة الإلكترونية.
ويمكن استخدام المحافظ الديجيتال من خلال عشرات التطبيقات المعروفة مثل «ميتوان وديدى وبيليبيلى وJD.com » ولكن لا يمكن ربطها مع «على بابا أو ويشات باى»، وهذا يعنى أن البنوك الستة تستطيع تحويل اليوان الديجيتال بين محافظها الرقمية ومنصتى الدفع المحددتين من البنك المركزى، ووقف السلوكيات الإحتكارية لشركات الإنترنت.
ويتزامن برنامج تطبيق ونشر اليوان الديجيتال مع جهود الحكومة لتقليص السلوكيات الاحتكارية للشركات الكبرى فى قطاع الانترنت، ولاسيما عندما قامت الهيئات الرقابية بإلغاء الطرح العام لشركة أنت فى نوفمبر الماضى والتى كانت تستهدف منه جمع 37 مليار دولار، كما فرضت فى بداية الشهر الجارى برنامج إعادة هيكلية كاسح على مجموعة على بابا للتكنولوجيا المالية التى يسيطر عليها الملياردير جاك ما، وفرضت عليه غرامة مالية بمبلغ قياسى بلغ 2.8 مليار دولار بتهمة الاحتكار.
الصراع بين على بابا واليوان الديجيتال
ورغم أن بنك الشعب الصينى (البنك المركزى الصينى) صرح علنا أن اليوان الديجيتال لا ينافس على بابا أو ويشات باى ويستخدم فقط لمساندة المدفوعات الإلكترونية،ومجرد نسخة احتياطية إلا بنوك الدولة تقوم فى الخفاء بتسويق العملة الإلكترونية لتنفيذ هدف بكين لتقليص سيادة هاتين الشركتين العملاقتين.
ويرى خبراء البنوك الصينية أن «على بابا وويشات باى» تملكان ملفا ضخما من البيانات، أن طرح اليوان الديجيتال سيسهل جهود الحملات التى تشنها الحكومة ضد الاحتكار، ويساعد بكين فى السيطرة على هذه البيانات الضخمة ومعرفة أنماط الاستهلاك بعد أن أكملت فى بداية أبريل الحالى أول تجربة عبر الحدود لليوان الديجيتال مع هونج كونج.
هيمنة الشركات الكبرى
ومع ذلك يرى محللون أنه “من الصعب” على المنظمين الماليين الصينيين إجبار شركات المدفوعات الكبرى فى البلاد على تسليم البيانات التى جمعوها عن عملائهم،غير أنه من المحتمل أن يسمح اليوان الديجيتال للبنك المركزى بالحصول على قدر أكبر من الوصول إلى بيانات الدفع واستعادة بعض الهيمنة من هذه الشركات الضخمة.
وتضم البنوك الكبرى الستة فى المخططات التجريبية لليوان الرقمى الذى يصدرها البنك المركزى أكبر المقرضين فى الصين البنك الصناعى والتجارى الصينى، والبنك الزراعى الصينى، وبنك أوف تشاينا وبنك التعمير الصينى.
وأصدر البنك المركزى الصينى اليوان الديجيتال للبنوك الستة لتحويل جزء من الأوراق والعملات النقدية المتداولة فى السوق وتوزيعه على المستهلكين والشركات بعد أن طرحه العام الماضى فى برامج ريادية صغيرة وتجريبية فى أربع مدن صينية
«على باى وويتشات باى»تسيطران على %94 من سوق المدفوعات
أكد مو نشانجتشون رئيس معهد أبحاث العملات الرقمية التابع للبنك المركزى الصينى أن السداد عبر شبكات شركتى على باى وويتشات باى يمثل %94 من سوق الدفع عبر الموبايلات فى الصين، مما يشكل مخاطر على النظام المالى المحلى إذا حدثت أى مشاكل.
وقال ويلسون شو الباحث فى العملات الإلكترونية العالمية بشركة تى إم تى جلوبال التابعة لمجموعة PwC تشاينا أن اليوان الديجيتال لن ينتشر بسرعة فى وقت قصير، وأن حصته فى سوق المدفوعات الإلكترونية الصينية لم تتجاوز 10 %، ولكن من المتوقع فى غضون سنوات قليلة أن يتواجد جنبا إلى جنب مع مدفوعات على بابا وويشات باى.
وتتجه البنوك الستة إلى إغراء المستهلكين باستخدام اليوان الديجيتال من خلال إرسال مظروفات حمراء لهم تحتوى على سيولة ديجيتال مجانية أو منحهم خصومات لشراء المنتجات فى مهرجان التسوق الذى يستهدف زيادة الإنفاق لاستعادة النمو الاقتصادى لمستوياته قبل انتشار وباء فيروس كورونا.