تستهدف مجموعة «كايرو ثرى إيه» الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع المدينة الداجنة بمنطقة الواحات بحلول عام 2022 وذلك لإنتاج 120 مليون طائر باستثمارات تقارب 2.4 مليار جنيه.
«المال» التقت الدكتور أمير إسكندر الرئيس التنفيذى للشركة للحديث عن المشروعات الحالية لذراع الدواجن بالمجموعة؛ بخلاف استعراض الخطة المستقبلية ورؤيته لمستقبل الصناعة والتحديات التى تواجهها فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.
دراسة اختراق صناعة البيض فى أفريقيا
وخلال الحوار استعرض «إسكندر» استثمارات المجموعة حاليا فى القطاع الداجنى وضخ 700 مليون جنيه حتى الآن فى المدينة الداجنة ودراسة إنتاج بيض المائدة فى أفريقيا.
وتأسست شركة “كايرو ثرى إيه” عام 1981- كشركة متخصصة فى الزراعة وتجارة السلع – ومن خلال رؤية واضحة سعت إلى زيادة حجم استثماراتها من خلال تأسيس شركات جديدة مثل شركة “كايرو ثرى أيه” للدواجن والتى تم تأسيسها خلال عام 2018 أو الاستحواذ على شركات قائمة مثل الشركة الوطنية لمنتجات الذرة، شركة الأهرام للدواجن وشركة المصرية لمنتجات النشا والجلوكوز.
واستطاعت “كايرو ثرى إيه” التحول من شركة متخصصة فى تجارة السلع الزراعية إلى مجموعة متخصصة فى المجال الغذائى بوجه عام، واخترقت من خلال شركاتها التابعة العديد من الأسواق العالمية.
وفى بداية الحوار؛ قال «إسكندر» إن المجموعة بدأت فى دراسة مشروع المدينة الداجنة خلال منتصف عام 2017 فى خطوة تزامنت مع سعى الحكومة لوقف استيراد الدواجن والتى كانت تقدر بـ 120 ألف طن سنوياً فى فترة اتسمت بصعوبات تدبير العملة الصعبة.
وتابع: “فى شهر مايو 2018 حصلنا على قطعة أرض مساحتها 27 ألف فدان بمنطقة الواحات من وزارة الزراعة بآلية حق الانتفاع لمدة 30 سنة، لإقامة مشروع المدينة الداجنة، والتى تعمل بمفهوم الصناعة المتكاملة من المزارع المختلفة ووجود مصنع أعلاف ومجزر”.
وأكد أن الشركة تستهدف إنتاج 60 مليون طائر خلال المرحلة الأولى للمدينة، والتى سيتم الوصول لها بحلول عام 2022، ولكن خلال الفترة الماضية ومنذ يناير من عام 2019 وحتى الآن تم إنشاء 120 عنبر لتربية الدواجن و10 مزارع، وتبلغ الطاقة الإنتاجية حاليا نحو 23 مليون طائر.
وأكد أن الشركة تأمل فى تحقيق مستهدفات المرحلة الأولى بالمدينة الداجنة بحلول 2022، بعدها سيتم إجراء دراسة شاملة للمشروعات، لتنفيذ أفضل آليات تكرار التجربة لمضاعفة الإنتاج لنحو 120 مليون طائر.
وعن الحصول على أرض بمساحة كبيرة فى الواحات، فقد برر ذلك بالرغبة فى التوافق مع الإجراءات الحكومية لإنشاء مزارع الدواجن والتى تشترط وجود منطقة تباعد بمساحة 3 إلى 5 كيلو بين كل مزرعة وأخرى كإحدى الآليات المهمة لمنع تفشى الأوبئة والحفاظ على الصناعة.
وأوضح أن هناك 6 شركات مقاولات تنفذ إنشاءات المدينة الداجنة، وتم اختيارهم بناء على تميزهم فى سابق خبرات إنشاء المزارع الداجنة، والتى تتطلب جودة مرتفعة فى آليات العزل الحرارى للمزارع.
ورأى أن إنشاء المدينة الداجنة فى منطقة صحراوية أمر جيد فى ظل ارتفاع الكثافة العمالية فى المزارع بما يؤدى لخلق تجمعات عمرانية وسكنية فى مرحلة لاحقة.
وتطرق للحديث عن استحواذ المجموعة خلال 2018 على حصة %60 من شركة الأهرام للدواجن والتى تملك عدة مصانع فى مناطق “ريجوا” والسادات والصف، وبالفعل تمت إعادة هيكلة تلك الاستثمارات وأصبحت تحت الإشراف الإدارى من قبل “كايرو ثرى إيه”.
وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للأهرام للدواجن تبلغ حاليا 11 مليون طائر.
استكمال إنشاءات قطاع الأمهات.. وأول قطيع منه فبراير المقبل
وأشار “إسكندر” إلى أن المجموعة تستكمل حاليا إنشاءات قطاع الأمهات فى مشروع المدينة الداجنة، والذى من المنتظر إنتاج أول قطيع منه خلال شهر فبراير المقبل.
ولفت إلى نجاح المجموعة خلال العام الجارى فى اقتناص الوكالة الحصرية ل“هبرد” العالمية فى السوق المحلية، والتى تعتبر من أبرز الشركات العالمية العاملة فى مجال إنتاج جدود الدواجن.
الاستحواذ على «مصر جروب» لتنشيط ذراع تربية الجدود
وتابع : “كايرو ثرى إيه” استحوذت مؤخراً على شركة مصر جروب العاملة فى مجال تربية الجدود بقيمة 58 مليون جنيه استكمالاً لتنشيط هذه الذراع بعد الاتفاقية مع “هبرد” العالمية.
وأشار إلى أن “مصر جروب” كانت مملوكة لمجموعة مستثمرين محليين، وكانت تعمل بطاقة إنتاجية متوسطة، وتملك مزارع فى منطقة رأس غارب، ممثلة فى 3 مواقع بطاقة 16 ألف جدة.
وأوضح أن “كايرو ثرى إيه” ضخت استثمارات أولية لتطوير العمل بأصول “مصر جروب”، ومن المخطط إنتاج أول قطيع من الجديد منتصف الشهر الجارى.
وأكد أن الشركة مهتمة بالتوسع فى مجال الأمن الغذائى والذى يتزامن مع خطة الدولة لتحقيقه، مع الإشارة إلى زيادة الطلب على الإنتاج الداجنى فى ظل أزمة كورونا، كما أن الدواجن من أرخص مصادر البروتين فى مصر، بجانب تميز تلك الصناعة بكثافة العمالة وخلق مزيد من فرص العمل.
وأفاد بأن المجموعة استثمرت مليار جنيه خلال العام الجارى فى مختلف الأنشطة المرتبطة بالدواجن، فيما تخطط لاستثمار 2 مليار جنيه خلال العام المقبل.
ولفت إلى أن إجمالى الاستثمارات التى تم ضخها فى وحدات المرحلة الأولى من مشروع المدينة الداجنة قاربت 400 مليون جنيه تم تدبيرها بصورة ذاتية، ومن المخطط بلوغها 2 مليار جنيه لاحقاً.
وأوضح أن الشركة سحبت حتى الآن 400 مليون جنيه من القرض الذى حصلت عليه مؤخراً من تحالف بنكى بقيمة 1.2 مليار جنيه لتمويل جزء من المدينة الداجنة.
وكانت “كايرو ثرى إيه” أعلنت منذ فترة عن اقتراضها 1.2 مليار جنيه من تحالف مصرفى يضم بنوك مصر والأهلى وقطر الوطنى.
وكان بنك مصر أعلن سابقا أن القرض الأخير سيخصص لتمويل جزء من إنشاء 14 مزرعة لإنتاج دواجن التسمين، و9 مزارع لإنتاج أمهات الدواجن، بالإضافة إلى معمل تفريخ.
وأكد “إسكندر” أن “كايرو ثرى إيه” ستعيد دراسات المشروع بعد الانتهاء من المرحلة الأولى لضمان أفضل آليات تنفيذ المرحلة الثانية والتى تستهدف خلالها رفع الطاقة الإنتاجية لنحو 120 مليون طائر سنوياً.
ارتفاع استثمارات المدينة الداجنة فى الواحات البحرية لنحو 2.4 مليار جنيه
وأشار إلى أن الشركة تخطط لضخ 1.2 مليار جنيه بصورة ذاتية فى مشروع المدينة الداجنة بخلاف القرض البنكى، بما يشير إلى أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع ستقارب 2.4 مليار جنيه.
وأكد تميز المجموعة فى مجال النقل، وذلك من خلال الاستحواذ على شركة الأهرام للدواجن والتى تعمل فى السوق المحلية منذ عام 1981 وتملك منتج “شهد” المميز، بجانب الاستفادة من خبرات مجموعة “كايرو ثرى إيه” فى مجال النقل.
وأكد أن الشركة تورد منتجاتها المتنوعة لمختلف العملاء فى السوق، وتشارك فى المناقصات الحكومية، وتتعامل مع كبار تجار التجزئة وصغار العملاء أيضاً من خلال خدمة “الكول سنتر”.
«كورونا» خفضت عائد الصناعة واستبعد اللجوء لزيادة الأسعار العام المقبل
وعن تحديات فيروس كورونا على الشركة، قال إن العملية الإنتاجية لم تتأثر جراء الفيروس، ولكن انخفضت هوامش ربحية الصناعة، بسبب انخفاض القوى الشرائية بسبب تراجع دخول المستهلكين، بجانب ارتفاع التكاليف بنحو %15 علاوة على ارتفاع أسعار الذرة عالمياً.
وتابع : “لم يكن بمقدور شركات ومربى الدواجن تمرير زيادة التكاليف على سعر البيع النهائى للمستهلك خلال الفترة الماضية، بسبب انخفاض القوى الشرائية، بجانب انخفاض الطلب على الشراء، بما دفع بعض الشركات لخفض أسعار البيع”.
وعن توقعات الأسعار خلال العام المقبل، استبعد ”إسكندر” إجراء أى زيادات سعرية، موضحا أن صغار المربين يسيطرون على %80 من الطاقة الإنتاجية للدواجن، فى حين تسيطر الشركات على النسبة المتبقية، بما يعنى أن الفئة الأولى هى الأكثر قدرة على تحريك أسعار البيع.
خطة لتصدير %10 لأسواق الخليج والقارة السمراء
ولفت إلى أن الشركة تسير حالياً فى إجراءات التسجيل لتصدير دواجن خلال الفترة المقبلة، مع استهداف تصدير %10ٌ من المنتجات فى حالة عدم وجود طلب داخلى عليها، على أن يتم التصدير لبلدان الخليج العربى وأفريقيا.
وتطرق إلى أن الشركة لديها خطة لإنتاج بيض المائدة، عبر ضخ استثمارات جديدة لها فى القارة الأفريقية، دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات.
وعبر عن آماله فى نجاح شركته بالتعاون مع الشركات الأخرى فى إنهاء فجوة الاستهلاك الداجنى فى مصر، مع الإشارة إلى أن مصر لاتزال من أقل الدول استهلاكاً للدواجن إذ يصل استهلاك الفرد من الدواجن إلى 11 كيلو سنويا، فى حين تبلغ 56 كيلو فى بعض البلدان الخليجية.
وأشار إلى أن الصناعة تواجه تحديات جمة أبرزها الزيادة السكانية بنحو %2.5 سنوياً والتى تتطلب مزيد من الشركات العاملة فى مجال الأمن الغذائى.
وأشاد بخطوة وزارة الزراعة فى إتاحة كافة التراخيص اللازمة للمستثمرين عند رغبتهم فى الحصول على أراض جديدة للاستثمار فى مجال الأمن الغذائى، وهو ما ساعد “كايرو ثرى إيه” فى تسريع وتيرة الإنشاءات والإنتاج فى مشروعاتها المختلفة.
قانون منع تداول «الحية» مهم للغاية ولكن الأولوية تتطلب التطبيق التدريجي
ورأى أن قانون منع تداول الطيور الحية من أهم المشروعات الجيدة لصناعة الدواجن، ولكنه اعتبر أن تطبيقها بشكل سريع قد يؤدى لأزمات، مقترحاً إعلان الحكومة عن خطة ممنهجة لتطبيق هذا القانون، مع البدء بمحافظات القاهرة الكبرى والاسكندرية، على سبيل المثال، وتحديد مدة زمنية لتعميم التطبيق بمختلف مدن الجمهورية.
وأوضح أن المربين ومحلات بيع الدواجن غير مؤهلة فى المرحلة الراهنة لتطبيق قانون منع تداول الدواجن الحية، وبمجرد الإعلان عن الخطة سيشرع الكل للتوافق مع تلك الضوابط وتطوير أسطول النقل والتخزين فى المحلات.
وطالب الحكومة، بالتدخل لحماية الصناعة المحلية من المستوردة، والذى بدروه قد يؤدى لقتل الصناعة المحلية وما بها من عمالة كثيفة، موضحاً أن الشركات لن تتحمل أى خسائر، كما أن معظم الشركات تبيع بخسارة منذ أكثر من 4 شهور.
أطالب الحكومة بفرض رسوم وقائية لحماية الصناع المحليين
وأكد أن تربية الدواجن صناعة غير قابلة للتخرين، فمبجرد ذبح الدواجن وتخزينها قد تنخفض تنافسية المنتج عند مقارنته بالمستورد، مطالباً الحكومة بفرض رسوم وقائية تقدر بنحو 30 أو %35 على المستورد من الدواجن.
وتابع : “الحكومة عليها العمل لمنع استيراد أجزاء الدواجن من الخارج، والتى فى حال استيرادها من بلدان لا تستهلكها قد يتم بيعها بأسعار تنافسية لا تقدر الشركات المحلية على تحملها”.
%9 العائد الاستثمارى لذراع التسمين والتكامل يضمن ارتفاع هوامش الأرباح
وأشار إلى أن العائد الاستثمارى لقطاع دواجن التسمين يتراوح ما بين 6 إلى %9 ولكنه أوضح أن وجود تكامل فى المجموعة بمختلف الصناعات المرتبطة بالدواجن هو ما يحقق هامش ربح أعلى.