في عصر التطور التكنولوجي والاعتماد على الطاقة النظيفة، أصبحت كفاءة وسائل النقل أكثر أهمية من أي وقت مضى، فالحديث المستمر عن ضرورة خفض ثانى أكسد الكربون، وتحول الدول لإقامة مشروعات نقل بالطاقة الجديدة والمتجددة أصبح أمر لا مفر منه.
ونجحت وزارة النقل، فى تشغيل القطار الكهربائي في مرحلته من «محطة عدلي منصور – مدينة الثقافة والفنون» في العاصمة الإدارية ليحقق خفضا في الوقود بمقدار 1.7 مليار جنيه سنويا، بالتزامن مع اشتعال أسعار الطاقة عموما.
ووسط الكم الكبير من المشروعات القومية التي تنفذها الحكومة المصرية، افتتحت يوم الأحد الماضي أولى مراحل مشروع القطار الكهربائي الذي ينطلق من محطة عدلي منصور المركزية بمنطقة شرق القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
تصميمات محطة عدلي منصور
على الطراز الهندسي الأوروبي المعماري المشابه للمطارات الدولية، تقام المحطة على مساحة 30 فدانا ، ليتبادل بها بين 5 وسائل نقل.
وسائل النقل التي تتلاقى في المحطة هي « LRT، الخط الثالث لمترو الأنفاق، خط سكة حديد القاهرة- السويس، ومحطة أتوبيسات سوبر جيت، موقف الأتوبيسات الأقاليم».
مكان تواجد الأتوبيسات تجاور مباشرة المحطة على بعد أمتار قليلة بمجرد الخروج منها.
المستخدم لأول مرة القطار، سيتعجب من سعة المحطة وحجمها الهائل، ومداخل وممرات الخروج منها، لكن التخطيط راعي الكثافة المتوقعة خلال العشرين عاما المقبلة، وتوسعات الدولة في منطقة شرق القاهرة.
علي بعد أمتار من عدلي منصور، تقام محطة أتوبيسات شركة سوبر جيت للنقل السياحي، يتوسطها توقف عدد كبير من حافلات النقل السياحي المتطورة للانتقال إلى محافظات الجمهورية، والأتوبيسات الناقلة لمطار القاهرة.
تفاصيل أول محطة لشحن الأتوبيسات بالكهرباء
رصدت « المال» خلال الجولة التي خاضتها أمس، تفاصيل أول محطة لتغذية حافلات النقل الداخلية بالكهرباء.
بدأت شركة سوبر بإطلاقه أول مرحلة من عملية تشغيل أتوبيسات داخلية من محطة عدلي من مصنور إلى المطار بالكهرباء، ضمن خطة أعدتها الوزارة الفترة الماضية، لاستقبال لمؤتمر المناخ “cop27” المقرر انعقاده فى مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل.
الحافلات الحالية، قيد التجربة وسيتم تعميها في الفترة المقبلة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، عبر تحالف يضم سوبرجيت، ومواصلات مصر للنقل الذكي، بحسب تصريحات اللواء صبري أيوب رئيس شركة سوبر جيت.
محطة عدلي منصور في الداخل
بالانتقال مرة أخرى لمحطة عدلي منصور، لاستقلال القطار الكهربائي، يوجد العديد من مخارج الدخول والخروج والإرشادات المعلقة على جدران ووسط المحطة، لشرح أسلوب الانتقال والتعامل مع باقي مراحل وسائل النقل المجمعة داخل المحطة.
إجمالي المساحة الداخلية بالمحطة 6 أفدنة، يغطيها منشأ معدني بكامل المساحة، على ارتفاع شاهق و3 محطات أسفل التغطية: «محطة الخط الثالث لمترو الأنفاق – محطة القطار الكهربائي LRT – محطة سكة حديد القاهرة- السويس».
ساحة رئيسية تتوسط المحطات لربطها ببعضها بمساحة 7500 م2 ، وكوبري بين محطة القطار ومحطة المترو مباشرة، لعبور الراكب للجهة الأخري والعكس.
بالمحطة سلالم ذاتية الحركة، مصاعد ذوي الهمم، وعدد من ماكينات ATM لبنكي الأهلي ومصر، وأكثر من 4 ماكينات حجز تذاكر إلكترونية، وشاشة لأجهزة GPS، و شاشة كبرى لتنسيق وتخطيط الرحلات، عدد كبير من كاميرات المراقبة، و نفق يربط المحطة مع محطة عدلي منصور و منطقة انتظار السيارات شمال كوبري السلام.
كارت أخضر فترته الزمنية ساعتين
أمام شبابيك تذاكر القطار الكهربائي، المشابهة لكرت « ATM» الذي طغي عليه اللون الأخضر ، في إشارة إلى البيئة النظيفة، يقصر فترة استخدام لمدة ساعتين فقط من بداية من استخدامه، يتم استعلامه للعبور والوصول إلى رصيف القطار المتجه لمحطة الفنون والثقافة المحطة النهائية في العاصمة الإدارية،
ويبلغ سعر تذكرة الراكب فى القطارات 15 جنيهًا الأول حتى 3 محطات، و5 محطات بسعر 20 جنيهًا، و7 محطات 25 جنيهًا، و9 محطات 35 جنيهًا.
شكل القطار الكهربائي من الداخل
سيعمل 22 قطارًا على المسار، كل منها مكون من 6 عربات، ويبلغ زمن التقاطر 2.5 دقيقة والسرعة التشغيلية 120 كم/ الساعة، وسينقل القطار حوالي مليون راكب يوميا بعد اكتماله.
القطار من الداخل، يكسو عليه اللون الفضي والبنفسجي، بها 6 شاشات تعرض تفاصيل بكافة المعلومات التي تخص المشروع.
«لا تدخل أو تخرج من القطار عندما يكون هناك ضوء وميض أو رنين تحذير»، «ممنوع الإمساك بالباب»، «تحذير هناك فجوة»، «ممنوع اللمس»، «تحذير من خطر السحق» «ممنوع الاتكاء» « المحطة القادمة هي .. » تحذيرات وإرشادات تصدر من غرفة التحكم يسمعها المواطن داخل العربات.
«جهاز الاتصال» مجاور لباب دخول وخروج الراكب في كل عربة، يتم استخدام للتواصل من خلاله مع سائق القطار، في حالات محددة.
انطلق القطار من عدلي منصور ، وخلال دقائق وصل لمحطة العبور التي تتراوح مساحتها 6 آلاف متر مربع، وتحتوي على الكثير من الإمكانيات، سواء ماكينات الـ” ATM” ، والتذاكر الإلكترونية، والمساحات الخضراء بالخارج .
ويمضي القطار ليستكمل رحلته التي تستغرق فقط 50 دقيقة من بداية تحركة، حتى يصل محطة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة.
يقابل المحطة في الخارج محطة مدينة الثقافة، من خلفها مول يتم حاليا استكماله على مساحة 21 ألف متر مربع و 77 محلا تجاريا، وممشى تجارى طوله 355م ويوجد به 44 محلا.
أهداف مشروع القطار
المشروع يستهدف في المقام الأول خدمة المدن الجديدة على طول المسار، ومنها «العبور، والشروق، والمستقبل، وبدر والعاشر من رمضان، والعاصمة الإدارية».
القطاع الخاص في الإدارة
تتولى شركة ” آر.ايه.تي.بي” ديف للنقل كايرو ، إدارة وتشغيل القطار الكهربائي، وهي نفس الشركة المسئولة عن إدارة و تشغيل وإدارة الخط الأخضر الثالث لمترو الأنفاق.
صيانة عربات القطار
للحفاظ على المرفق، ربطت وزارة النقل منذ إطلاق مشروعاتها الجديدة، أن يصاحب عقود توريد الوحدات المتحركة اتفاق رسمي مع الشركة الموردة لصيانة الأنظمة والوحدات المتحركة، وطبق هذا الأمر مع شركة “أفيك إنترناشيونال” المصنعة لوحدات القطار الكهربائي المتحركة لتوليها مهمة الصيانة لمدة 13 سنة.