علمت «المال » من مصادر مطلعة أن هيئة قناة السويس قررت تقليل نسبة التخفيضات الممنوحة لسفن الحاويات القادمة من موانئ شمال غرب أوروبا (مضافاً إليها ميناء طنجة) حتى ميناء (Algeciras) ومتجــهة مباشرة إلى ميناء (Port Klang) وما شرقه من موانئ جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى إلى %6 بدلا من %17 التى أقرتها فى أبريل الماضى.
يذكر أن إدارة قناة السويس أقرت نسب تخفيضات بلغت %6 ثم رفعتها إلى %17 فى نهاية أبريل الماضى، لجذب الخطوط الملاحية التى سلكت طرقا أخرى غير قناة السويس آنذاك ، وسط أزمة انتشار فيروس كورونا وتراجع أسعار البترول، والتى ألقت بظلالها على حركة التجارة العالمية وقناة السويس.
وقالت المصادر لـ«المال» إن الرجوع إلى نسبة التخفيضات الأولى لسفن الحاويات القادمة مدفوع بتحسن حركة التجارة العالمية فى ظل ارتفاع أسعار البترول والتى اقتربت من 70 دولارا للبرميل، والتى تجعل من القناة الخيار الأول للخطوط بسبب توفير الوقت والتكاليف.
وأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، فى يناير الماضى، تثبيت رسوم العبور لجميع أنواع السفن العابرة للقناة على ما كانت عليه عام 2020، بالإضافة إلى تجديد كافة المنشورات الملاحية الخاصة بالحوافز والتخفيضات التى تم اعتمادها خلال العام الماضى لبعض فئات السفن، وذلك ضمن الجهود المبذولة للتعامل مع الظروف غير المواتية والتحديات غير المسبوقة التى فرضتها جائحة كورونا.
وأكد حرص الهيئة على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التى تقتضيها إدارة الأزمة الحالية وما تتطلبه من حتمية التعامل مع المتغيرات العالمية بمرونة تامة وإدراك علاقة التأثير والتأثر بين حركة التجارة المارة بالقناة والظروف غير المواتية التى يمر بها الاقتصاد العالمى وصناعة النقل البحرى.
ووجه رسالة طمأنة بشأن مؤشرات أداء قناة السويس خلال عام 2020 مؤكداً أن نتائج العام تعد نموذجاً ناجحاً فى كيفية إدارة قناة السويس للأزمات حيث نجحت الهيئة فى الحفاظ على أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة وفق المعدلات الطبيعية والإبقاء على حصيلة الإيرادات المحققة عند مستوى قريب من العائدات المُحققة خلال عام 2019 الأعلى إيراداً وحمولة على مدار تاريخ القناة.
وأكد أن ذلك يأتى بالرغم من الظروف المضطربة والتحديات غير المسبوقة التى شهدها العام فى ظل تراجع مؤشرات حركة التجارة العالمية بنسبة %10 وانكماش الاقتصاد العالمى بنسبة %4.4 علاوة على انخفاض أسعار النفط إثر تداعيات جائحة كورونا .
وقال إن السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التى انتهجتها الهيئة نجحت فى جذب العديد من الخطوط والشركات الملاحية التى لم تكن تعبر القناة، وزيادة الحصة السوقية لقناة السويس على بعض الطرق التى لاتمثل لها القناة الاختيار الأول، وذلك بجذب 4087 سفينة محققة إيرادات قدرها 930 مليون دولار تمثل حوالي %16.6 من إجمالى حصيلة إيرادات قناة السويس خلال عام 2020.
ولفت أيضا إلى أن الحوافز الممنوحة لسفن الحاويات استطاعت جذب العديد من الخطوط الملاحية خلال عام 2020 ليصل إجمالى سفن الحاويات التى عبرت القناة 4710 رغم انخفاض الطلب على البضائع المحواة عالمياً نتيجة لإجراءات الإغلاق والحظر الذى فرضته معظم دول العالم فى مواجهة تداعيات فيروس كورونا، فيما عززت السياسات التسويقية الممنوحة لكل من حاملات السيارات والسفن السياحية من إعادة تنشيط الطلب على هذه الأنواع على الرغم من تراجع التجارة العالمية للسيارات بنسبة تزيد عن %60 وانخفاض حركة سفن الركاب والسفن السياحية عالمياً بنسبة تزيد عن %80 بسبب تداعيات أزمة كورونا.