لأول مرة فى تاريخها، تُنشئ هيئة قناة السويس، لجنة علاقات عملاء تستهدف قياس مدى رضاء الخطوط والتوكيلات الملاحية عن عبور القناة والخدمات الملاحية المقدمة.
وقال جورج صفوت، المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس فى تصريحات خاصة لـ«المال» إن قناة السويس فى سابقة تعد الأولى من نوعها، أسست لجنة «علاقات العملاء»، معتمدة فيها على كوادر شباب هيئة القناة فى إدارة التخطيط والبحوث والمتخصصين فى التسويق المباشر والإلكترونى.
وأوضح أن اللجنة تستهدف قياس مدى رضا العملاء حول تجربة عبور القناة منذ وصول طلب العبور حتى عملية المرور بقناة السويس ومدى رضائهم عن الخدمات الملاحية المقدمة، بجانب تقييم التعامل مع الخدمات الالكترونية خاصة التسجيل والسداد الالكترونى، والعراقيل التى تقابلهم فى التواصل مع إدارة هيئة القناة.
وأضاف أن لجنة علاقات العملاء تتلقى أقتراحات التوكيلات الملاحية وتقوم بتقييمها وفحصها واتخاذ القرار حيالها، موضحا ان ذلك كان يتم بشكل فردى بينما يستند الوضع الحالى مستند على قاعدة كبيرة من البيانات حول التوكيلات الملاحية ومعدلات عبور سفنهم للقناة وتقييمها بشكل دائم للوقوف على اسباب التراجع إن وجدت.
وقال «صفوت» إن قاعدة البيانات منحت الهيئة رؤية أفضل فى اتخاذ قراراتها بناء على معلومات وأرقام دقيقة، حيث اعتمدت المرحلة الأولى من تأسيس لجنة العلاقات على «استبيان» مقدم للخطوط والذى تم ارساله الى كافة الخطوط، ورفعه على الموقع الالكترونى لهيئة قناة السويس، وسبقته اتصالات هاتفية مع التوكيلات موضحا أن الاستبيان شمل العديد من الاسئلة حول مدى سهولة التواصل مع الهيئة ومدى الرضا عن الخدمات الالكترونية والملاحية المصاحبة والشكاوى والاقتراحات.
وأشار المتحدث الرسمى الى أن تلك اللجنة ساهمت فى رصد المشروعات الصناعية الكبرى التى تقررإقامتها فى منطقة شمال أفريقيا وأوروبا وآسيا، للتفاوض مع القائمين عليها لنقل وارداتهم عبر قناة السويس، وذلك من خلال التسويق المباشر.
وأضاف «صفوت» أن اللجنة تعكف حاليا على الأستعداد بشكل كبير للموجة الثانية من كورونا وتداعياتها إن صدقت تلك التوقعات –على حد تعبيره – من خلال سياسات تسويقية وتسعيرية متضمنة حوافز ونسب تخفيضات وتسهيلات فى الخدمات المقدمة، معتمدة فى ذلك على قاعدة بياناتها الدقيقة.
وعن التسويق الاخضر، قال المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس، إن لجنة «علاقات العملاء» حققت نجاحا كبيرا فى دعم استراتيجية التسويق الاخضر التى تنتهجها الهيئة منذ مايو الماضى، معتمدة على رؤية الدولة لاستراتيجية الاستدامة2030، التى تدعم المشروعات البيئية والطاقة النظيفة
التسويق الأخضر نجح.. وعبور أول سفينة حاويات لــCMA CGM تعمل بالغاز المسال الشهر الجارى
وأوضح ان «علاقات العملاء» استغلت قيود المنظمة البحرية الدولية 2020(IMO ) بتقليل انبعاثات الكبريت وأجندات الشركات العالمية البيئية فى استخدام الطاقة النظيفة والخطوط الملاحية الكبرى فى عمل حملات ترويجية كبيرة بضرورة استخدام قناة السويس «الممر الأقصر بين آسيا وأوروبا والأقل فى الانبعاثات»، واعتباره «ممر أخضر».
وقال إن تلك الحملات نجحت بشكل كبير فى جذب السفن التى تتبنى خطوطها أجندات بيئية حيث من المقرر ان تستقبل قناة السويس فى 23 من اكتوبر الجارى، أول سفينة حاويات عملاقة تعمل بالغاز الطبيعى المسال تابعة للخط الملاحى الفرنسى CAM CGM .
ويذكر أن cma cgm jacques saadé أو «جاك سعادة»، أول سفينة حاويات تعمل بالغاز الطبيعى، وتم تسليمها فى سبتمبر الماضى.
وهى إحدى تسع سفن حاويات تابعة للخط الفرنسى جارى بناؤها فى الترسانات الصينية، وذلك فى إطار الابحاربطاقة نظيفة تنفيذا لقرارات المنظمة البحرية، ويبلغ طولها 400 متر وعرض 61.3 مترا وحمولة236.5 طن، بما يعادل 23 الف حاوية.
وقال إن علاقات العملاء تعكف حاليا على مخاطبة كافة الخطوط التى تسعى فى الوقت الحاضر لبناء سفن تعمل بالطاقة النظيفة لعبور القناة بوصفها «الممر الاخضر» موضحا أن تحذير شركة “أيكيا “ عن تجنب التعامل مع شركات الشحن التى تستخدم طريق رأس الرجاء الصالح، فى خدمات الامداد بين آسيا وأوروبا، كان له تأثير إيجابى على عودة الخطوط الملاحية وتقليل سلبيات كورونا على القناة.
وفى نفس السياق أكدت التقارير الاقتصادية أن هناك اجماعا على أن الغاز الطبيعى المسال، هو أفضل حل للخطوط الملاحية ومشغلى السفن حاليا ومستقبلا، بسبب نمو البنية التحتية للغاز الطبيعى المسال فى جميع أنحاء العالم.
ووفقا لتقرير الامم المتحدة«أونكتاد»، فإن الشحن التجارى ينفث %3من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وهى حصة من المتوقع أن تزداد، وعلى مدى الأعوام الـ60 الماضية، ارتفع حجم سفن الشحن العالمية، وأصبح %90 من البضائع تمر الآن عبر البحار باستخدام زيت الوقود الثقيل الملوث، إذ يمكن لسفينة كبيرة حرق 300 طن فى اليوم
وأوضح التقرير أنه من المستهدف تقليل انبعاث الكبريت من الوقود من %3.5 فى 2012 إلى %0.5 فى 2020 علما بأن ذلك يكون له تأثير إيجابى على تحسين نوعية الهواء فى الموانيء والمدن والمناطق الساحلية وتلبية لتغير المناخ العالمى، خاصة وأن الشحن البحرى يستخدم يوميا نحو 3.5 مليون برميل من الوقود البحرى مما يزيد من انبعاثات الكبريت.