سيطرت موجة هبوط قوية على البورصة المصرية بتعاملات الأحد، لتواكب بذلك التحركات السلبية لنظيراتها بأسواق المال العالمية وفى المنطقة، بسبب التخوف من قيام «الفيدرالى الأمريكى» برفع أسعار الفائدة خلال أيام.
وصف متعاملون ومحللون فنيون تحركات السوق المصرية أمس بـ«العنيفة والمبالغ فيها»، بعدما شهدت ضغوط بيعية من المستثمرين المصريين والعرب، تراجع على إثرها المؤشر الرئيسى إلى أدنى مستوى خلال شهر ونصف تقريباً.
وقالوا إن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 سجل أعلى معدل هبوط يومى منذ فبراير الماضى – أى خلال 7 شهور – فقد خلاله بذلك كل المكاسب التى حققها منذ بداية العام الحالى.
ويرى المحللون أن مؤشرات السوق تأثرت بحالة التخبط التى شهدتها الأسواق العالمية، نتيجة التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية الأربعاء المقبل، والترجيحات القوية برفعها فى مصر، الخميس، لكنهم أكدوا أن السوق والمستثمرين الأجانب لا يزالون يترقبون بشغف مصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولى بشأن تمويل محتمل، إلى جانب حركة سعر الصرف.
يذكر أن مؤشرات الأسهم العالمية والأوروبية هبطت بشكل جماعى الأسبوع الماضى، إذ هوى «ناسداك» بنسبة %5.5 و«داو جونز» %4.1 و«يورو ستوكس» و%2 و«كاك» الفرنسى %2.2 إلى جانب تراجع غالبية الأسهم الآسيوية، كما استهلت نظيرتها العربية تعاملات هذا الأسبوع على خسائر ملحوظة بقيادة السوق السعودية.
«EGX70» يفقد جميع مكاسب العام ويخسر نحو 7%
وتراجع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية «EGX30» فى تعاملات الأحد بنسبة %3.13 ليسجل 9763 نقطة، فيما هوى «EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو %6.769 إلى 2114 نقطة، وكذلك «EGX100» الأوسع نطاقًا %5.78 ليصل إلى 3036 نقطة.
وفقد رأس المال السوقى لأسهم الشركات المقيدة فى البورصة نحو 18 مليار جنيه بختام تعاملات الأحد، مغلقا عند 676.6 مليار.
8 أسهم فقط تنجو من فخ الهبوط من إجمالى 195 ورقة مقيدة
وسجلت السوق أمس قيم تداولات على الأسهم قدرها 1.27 مليار جنيه، وجرى التعامل على 196 سهما، ارتفع منها 8 فقط، بينما انخفضت أسعار 136، واستقرت نحو 52 عند إغلاقات الأسبوع الماضى.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب نحو البيع بصافى قيم تداولات قدرها 10.3 و20 مليون جنيه بالترتيب، بينما فضل الأجانب الشراء بصافى 30.3 مليون.
قال محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم للسمسرة، إن القلق بشأن رفع أسعار الفائدة انتقل إلى المتعاملين فى مصر، خاصة مع التراجعات التى ضربت الأسواق العالمية.
وأكد أن السوق تشهد حالة ترقب بشأن حركة صرف الدولار خلال الفترة المقبلة، وما إذا كان سيتجه مسؤولو السياسة النقدية إلى خفض تدريجى لسعر العملة المحلية أم ستكون التحركات بشكل مفاجئ لاستيفاء، ما اعتبره شروط صندوق النقد الدولى.
وأشار إلى أن استقرار سعر الصرف الأجنبى هو البيئة المناسبة التى تعتمد عليها حركة المستثمرين الأجانب فى سوق الأوراق المالية.
ويرى هانى جنينة، الخبير الاقتصادى والمحاضر فى الجامعة الأمريكية، أن تأثير الإصلاحات الهيكلية وسعر الصرف على أسواق المال أكبر بكثير من رفع معدلات الفائدة.
وأوضح جنينة أن الأجواء العالمية غاية فى الصعوبة على جميع أسواق المال، مؤكدا أن المستثمرين على يقين تام بأن رفع أسعار الفائدة فى الوقت الحالى هو مجرد «حالة مؤقتة».
ولفت إلى أن هناك تخوفات عالمية سياسية واقتصادية من حركة سلبية للأسواق الأمريكية خلال الأسبوع الحالى، بالتزامن مع اجتماع «الفيدرالى»، والتوقعات برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
وقال إن السوق المحلية تشهد بعض التخوفات فيما يتعلق بالتمويل المرتقب من صندوق النقد لمصر، لافتا إلى أن بعض المستثمرين لديهم مخاوف من طول مدة المفاوضات أو من احتمالية تنفيذ إجراءات تقشفية صعبة.
وقال أدهم جمال الدين، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «كايروكابيتال» لتداول الأوراق المالية، إن تراجع المؤشر الرئيسى أدنى مستوى 9820 نقطة يعد إشارة سلبية ويفتح المجال للتحرك صوب 9600 نقطة، نتيجة التاثر بتراجعات الأسواق الأمريكية.
ولفت إلى أن التراجعات كانت متوقعة ولكن ليس بهذه القوة، موضحا أنها تعد إشارة لضعف السوق، سواء على صعيد المؤشر الرئيسى أو «السبعينى».
يذكر أن البورصة كانت قد أنهت تعاملات الأسبوع الماضى على تراجع جماعى، إذ انخفض مؤشر السوق الرئيسى «EGX30» بنسبة %1.82 مسجلًا 10079 نقطة، و«EGX70» بنحو %0.27 مغلقا عند 2267 نقطة، و«EGX100» الأوسع نطاقا %1.01 إلى 3223 نقطة.