توقع مسئولو شركات سيارات أن تصاب سوق السيارات المحلية بأزمات خلال الفترة المقبلة، منها قلة المعروض من جميع الطرازات المستوردة، والمجمعة محليًا-التى تعتمد على استيراد المكونات- تزامنًا مع استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدول، منها تعليق الإنتاج فى العديد من المصانع للحد من انتشار فيروس كورونا.
أوضحوا أن التوقعات تشير إلى انخفاض مبيعات السيارات على خلفية عزوف المواطنين عن شراء بعض السلع الاستهلاكية، ومنها «السيارات» وسط حالة الانكماش الاقتصادى المرتقب مع زيادة معدل التضخم فى جميع القطاعات.
أكد حسن إسكندراني، مدير تسويق هوندا بشركة النيل للتجارة والهندسة، إحدى شركات مجموعة الفطيم، وكلاء العلامة اليابانية «هوندا» فى مصر، أن أداء سوق السيارات يتأثر بضعف المعروض من طرازات العلامات التجارية، على خلفية الضوابط التى اتخذتها الشركات العالمية من تعليق الإنتاج فى مصانعها، فضلا عن صعوبة عمليات الشحن من الأسواق الخارجية خلال الوقت الراهن.
أضاف أن هناك العديد من شركات السيارات العالمية قررت تعليق الحجوزات المتعاقد عليها مع الوكلاء المحليين فى ظل تفاقم أزمة فيروس كورونا، والقيود التى تفرضها الدول على حركة الاستيراد.
أشار إلى أنه من الصعب التكهن بشأن أسعار السيارات فى السوق المحلية خلال الفترة المقبلة لأسباب تتعلق بمدى تغيير إجمالى تكلفة الاستيراد سواءً للمركبات المستوردة أو الفئات المجمعة محليًا، التى تعتمد على مكونات مستوردة من الخارج.
قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، إن سوق السيارات على أعتاب أزمة مرتقبة تتعلق بانخفاض حجم المعروض من جميع العلامات التجارية فى ظل تفاقم أزمة فيروس كورونا والإجراءات التى تتخذها الدول العالمية ومنها «إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا» المتعلقة بإغلاق المصانع ووقف عمليات الشحن لجميع الأسواق.
ذكر أن الاتجاه العالمى لدى شركات السيارات يسير لوقف الإنتاج بالمصانع فى إطار الحد من انتشار فيروس كورونا من خلال تقليل معدل الاختلاط بين العاملين.
أشار إلى أن أزمة نقص المعروض ظهرت فى السوق المحلية، وخاصة فى الماركات الصينية نتيجة توقف عمليات الشحن والاستيراد خلال الشهرين الماضيين.
كانت شركة فيات كرايسلر أوتومبيل العالمية أعلنت عن نيتها غلق مصانعها فى أوروبا نهاية الشهر الجارى لأجل غير مسمى، فى إطار الحد من انتشار وباء كورونا.
كما قررت شركة صناعة السيارات اليابانية «نيسان» وقف الإنتاج بشكل مؤقت فى مصنعها بجزيرة «كيوشو» جنوب غرب البلاد.
تابع زيتون: «من المتوقع أن تواجه الأسواق العالمية أزمة فى انخفاض الطلب على السلع من بينها «السيارات»، والتوقعات تشير إلى زيادات سعرية مرتقبة على خلفية ارتفاع نسب التضخم».
أوضح أن هناك مجموعة من المستوردين اضطروا للتوقف عن استيراد السيارات بسبب الزيادات السعرية التى فرضتها شركات الشحن العالمية على خدماتها، كمحاولة لتعويض انخفاض الكميات المصدرة لأسواق منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية.
أكد أحد الموزعين أن سوق تالسيارات المحلية بدأت تتأثر من توقف مصانع السيارات عن الإنتاج، وحركة الشحن من خلال قلة المعروض من بعض الطرازات الصينية المستوردة ومنها « MG، وبريليانس، وأوبل جراند لاند» و»شيفروليه أوبترا» المجمعة محليًا التى تعتمد على مكونات الإنتاج المستوردة من الخارج.
أوضح زيتون أن وكلاء سيارات «MG» أخطروا الموزعين بانخفاض حجم المخزون لديهم، ما يتسبب فى تقليص الحصص الشهرية الموردة لهم خلال الفترة المقبلة.
توقع أن تتسع أزمة نقص المعروض على السيارات المطروحة فى السوق المحلية، لا سيما للفئات التى تقل عن 300 ألف جنيه نتيجة زيادة الإقبال عليها رغم توقف حركة الاستيراد وزيادة تكلفة الشحن عالميًا.
لفت إلى أن الغالبية العظمى من الوكلاء لا تمتلك حاليًا مخزونًا كبيرًا نتيجة تحفظهم فى الاستيراد تزامنا مع الانخفاض المتتالى لأسعار العملات الأجنبية، على رأسها «الدولار» لتخوفهم من تكبد الخسائر التى يُتوقع أن تنتج عن تصريف الكميات المستوردة لديهم بأسعار أقل عن تكلفتها الاستيرادية، فى ظل المنافسة الشرسة التى تشهدها السوق المحلية.
تطرق بالحديث عن صعوبة إمكانية تقديم الوكلاء المحليين طرازات جديدة خاصة بعد إلغاء جميع معارض السيارات العالمية ومن بينهم معرض جنيف، وفرانكفورت، وبكين، ولوس أنجلوس خلال الفترة الماضية.