طالبت شركات الملاحة والشحن الدولى بضرورة الاهتمام والتوسع فى اقامة الساحات التخزينية فى الموانئ الجافة وذلك تحسبا لموجه ثانية لجائحة كورونا .
وأكد خبراء فى الملاحه و الشحن الدولى أن جائحة كورونا تسببت فى تراجع حجم المنقول على متن السفن وإرتفاع معدلات تخزين الحاويات الفارغه بالساحات والمستودعات الخاصة خارج الموانى بسبب انخفاض رسوم التخزين مقارنه بالمشروعات التخزينية المقامة داخلها .
وقال أيمن الشيخ رئيس شعبة النقل الدولى واللوجستيات بالإتحاد العام للغرف التجاريه أن جائحة كورونا أثرت بشكل جذرى على حركة التجاره العالميه وخفضت من حركة تداولها بالموانى المصريه .
ولفت إلى أن مصر مازالت تفتقد المخازن المؤهلة لتخزين السلع الاستيراتيجية والصادرات المصرية فى حالة حدوث موجه ثانيه من الجائحة.
وأوضح أن بعض الدول خصصت جزءا من الغذاء والحبوب للتصدير وإحتفظت بباقى إنتاجها منه تحسبا للأزمات خاصه وأن الحرب القادمه ستكون فى الغذاء والمياه .
وأشار إلى أن الهند خفضت حصص تصدير الأرز، وكذلك قلصت روسيا صادراتها من القمح لضمان الحفاظ على مخزون استيراتيجى يكفى احتياجاتها حيث يتجه العالم حاليا لتنمية نشاط التخزين والتأكد من توافر احتياطات نقدية وغذائية ومائية.
وقال إن هيئة الموانئ البرية والجافة تستهدف تطوير وإنشاء حوالى 15 ميناء جافا بدأت بميناء 6 أكتوبر وهو مايساعد على توفير بديل إستيراتيجى جيد للموانى البحرية فى حالة تعرض البلاد لأزمات أو تحسبا للموجة الثانية من جائحة كورونا.
واكد أن تكلفة النقل والشحن والتخزين داخل الموانى المصريه أصبحت مرتفعه بسبب تأخر زمن الإفراج الجمركى عن البضائع مما أدى ذلك إلى تراجع ترتيب مصر فى حركة تيسير التجاره .
دعوة لوضع قانون خاص لتنظيم وتنمية النشاط التخزينى
وطالب الشيخ بتغيير الفكر الجمركى المرتبط بالتداول اليدوى لان العالم يتجه إلى التحول الرقمى والمعاملات الإلكترونيه لافتا إلى أن التوسع فى إنشاء الموانى الجافه يساهم فى خفض التكلفه اللوجستية للبضائع بشرط إصدار قانون خاص ينظمها.
وتابع أن الموانى البحريه منطقة عبور وليست منطقة تخزين و لابد من الاهتمام بالموانى البرية التى ستساعد على خفض تكلفة النقل والوقت لتصدير كافة المنتجات المصرية وتساعد على سرعة وصول السلع للمستهلكين وتضعنا على خارطة المناطق اللوجستية العالمية.
وطالب الدوله بتوفير أماكن مجهزه لتخزين السلع الإستيراتيجية فى ظل توقعات عالميه بموجه جديدة من جائحة كورونا.
وقال هانى مكى رئيس مجلس إدارة شركة يونى جرين الرائده فى تخزين الحبوب إن الحبوب سلعه حديه لا تتأثر حركة تداولها بأية جائحه الا أنها تأثرت مرحليا بتباطؤ حركة الشحن بموانى العالم .
وقال إن المعدلات بدأت تعود لطبيعتها لافتا إلى أهمية التوسع فى الموانى الجافه وساحات التخزين لإستيعاب وتخزين السلع الإستيراتيجية التى لا يمكن وقف استيرادها خاصه مع توقعات تجدد جائحة كوفيد 19 .
وقال اللواء على الحايس مستشار شركة اوشن إكسبريس للملاحه إن البضائع العامه الوارده للموانى تشهد تراجعاً فى أعدادها منذ بدء انتشار جائحة كورونا والتى أثرت بشكل مباشر على معدلات التخزين بالموانى .
ولفت إلى أن الشركة وكيل لخط ميسينا الإيطالى الذى كان يسير من 3 الى 4 سفن شهريا وتقلص عدد رحلاته بفعل كورونا الى مركبين شهريا من جنوه بايطاليا إلى الإسكندرية وبحمولات لا تزيد عن 300 حاويه .فى كل رحله.
وتابع الحايس أن الساحات التخزينية داخل الموانى كافية لاستيعاب المخزون الاستيراتيجى لمصر من الحبوب فى حالة حدوث موجة جديدة من الجائحة كما أن تراجع حركة التجاره أدى الى تخلى المؤجرين للساحات عنها.
وذكر أن هناك من الفراغات فى الساحات ما يكفى لتخزين مزيد من البضائع كما أن الصوامع الحديثه التى تم تنفيذها بالشراكه مع الامارات لتخزين الحبوب زادت من الطاقة الإستيعابية التخزينية لمصر.
وقال إبراهيم جودة رئيس مجلس إدارة ساحة جوده جنوب بورسعيد إن رسوم التخزين بالموانى الجافة أقل من مثيلاتها بالموانئ البحرية وتعد من أهم أسباب الحفاظ على الخطوط الملاحية العالمية بمصر رغم ركود حركة التجاره بفعل كورونا.
ولفت إلى قيام تلك الخطوط بتخزين حاوياتها الفارغه بالساحات الجافه تحسبا لعودة التجاره البحريه لمعدلاتها الطبيعيه مشيرا إلى أن إيراد الساحة لا يعتمد على رسوم التخزين لكنه يعتمد على معدلات تداول الحاويه والشحن والتفريغ التى تتسع لـ60 الف حاويه .
ونفى جوده وجود نقص فى الحاويات الفارغة، مؤكدا أن خط ميرسك قام بتجميع فوارغ حاوياته بنظام الترانزيت وتخزينها داخل الساحه أثناء تفاقم أزمة كورونا ومثله خط سى ام ايه إستعدادا لتعبئتها بالصادرات المصريه من الخضروات والفاكهة .
وطالب الدوله بالاهتمام بالمشروعات التخزينيه خارج الموانى لمنع التكدس وضمان تداول السلع الإستيراتيجيه والإهتمام بتنفيذ منظومة للنقل متعدد الوسائط وخاصه خط السكه الحديد داخل الموانى الجافه التى تخطط الدوله لإنشائها وخاصه ميناء 6 اكتوبر الجاف حيث إن نقل البضائع من الإسكندريه لأكتوبر عبر القطار لا يحتاج خطاب ضمان ويقلل تكلفة النقل ويسهل نقل البضائع من الموانى الجافة إلى البحرية.