قصة كفاح.. نجلاء مستجير والدة شهيد بورسعيد تتوج أما مثالية

احتلت المركز السادس علىً مستوى الجمهورية

قصة كفاح.. نجلاء مستجير والدة شهيد بورسعيد تتوج أما مثالية
أماني العزازي

أماني العزازي

1:00 ص, الثلاثاء, 19 مارس 24

فازت نجلاء مستجير والدة الشهيد محمود مندور بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة بورسعيد و احتلت المركز السادس علىً مستوى الجمهورية فى مسابقة الأم المثالية التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي .

و كرم المجلس القومى للمرأة برئاسة نجلاء إدوارد “مستجير” وأشادت بقصة الكفاح و التحدى و الصبر التى عاشتها والدة الشهيد ، و اكدت بأنها تستحق و عن جدارة لقب الام المثالية ، فهى كافحت مع زوجها و اثناء مرضه عملت فى احدى مصانع الاستثمار من اجل رعاية زوجها و ابنائها ، و بعد وفاته سعت من اجل تربية ابنائها الثلاثة ، و وصلت بهم الى بر الامان ، و لكن استشهد نجلها محمود فى بئر العبد ، عاشت اياما صعبه لفقدانها فلذة كبدها ، و صبرت احتسبته شهيدا عند الله

بصوت ممزوج بالدموع بعد تلقيها خبر الام المثالية تروى نجلاء مستجير والدة الشهيد محمود مندور الذى استشهد فى بئر العبد. قصة كفاحها ،

حيث عملت بأحد المصانع بالاستثمار قبل زواجها وتزوجت وكان زوجها أرزقي فظلت في عملها لتساعده وأنجبت ثلاثة أبناء: بلال ومحمود وأميرة، ولكن تبدل الحال وداهم المرض صحة زوجها وأصيب بسرطان في المعدة وظل يعاني 7 سنوات قبل وفاته.
وأكملت، كان هو مريض بالمنزل ويراعي الأبناء وأنا أحاول أن أوفر جميع متطلبات زوجي وأولادي والأدوية التي كان يتناولها، وأصبحت اعمل بنظام تطبيق الوردية بالمصنع ليزداد دخلنا ونستطيع مواجهة الظروف التي ضاقت علينا، ولكن توفي زوجي شهيدا “مبطون” وترك لي ثلاثة أطفال لم يدركوا معنى الحياة بعد.


وأضافت: “كان زوجي يدعوا لي دعوة فتحت أمامي الطريق فقال لي وهو على فراش الموت: “ربنا يسترك زي ما سترتيني” ومات زوجي وأكملت المسيرة، وعافرت مع الزمن لتربية أبنائي الثلاثة، تتعثر قدماي وأقف من جديد وأعاود المشي”.

وتابع: “تمر السنوات وأنا أحتضن أبنائي ولم أشعرهم بأن “الحمل ثقيل علي” كبر أبنائي وساعدوني فكان بلال الإبن الأكبر يعمل وهو يدرس ومحمود “الشهيد” يعمل وهو بالصف الأول الثانوي، كل واحد كان له دور كبير، ومرت الأيام وحصل بلال على بكالوريوس تجارة ومحمود معهد حاسب آلي وأميرة بكالوريوس تجارة”.


وتابعت والدة الشهيد: “أكثر من ٢٠ عاما بعد وفاة زوجي وأنا أتحمل المسؤولية كاملة أبنائي معي هم سندي وأنا ظهرهم وحمايتهم

أرعى والدي ووالدتي وأولادي، و لم أشعر بأي تعب إلى أن توفي والدي والأن أنا أرعى والدتي وأبنائي وأتمنى من الله أن يعينني ويمنحني الصحة من أجلهم جميعا

وتابعت : “التحق محمود بالخدمة العسكرية وبعد 4 أشهر من التحاقه استُشهد وهو يواجه الإرهابيين الذين حرموني من نور عيني”

“تحدث معي محمود قبل وفاته بيوم واحد عبر الهاتف ليطمئن عليّ، وبعد انتهاء المكالمة شعرت بخفقان قلبي وانتابني شعور غريب وكأن روحي سُرقت منّي، ولم أُدرك أنها المرة الأخيرة ولن أعد أسمع صوته مرة أخرى، وأخبرني زميله بأنه قبل أن تفيض روحه قال له: أخبر أمي أنها وحشتني قوي”

وأضافت “سرقت منّي الدنيا أعز البشر الذي كان يواسينى ويجلس بجواري ويطلب منّي أن أخبره ما علينا من ديون ويُدوّنها في النوتة الخاصة به ليسددها.. عاش رجل ومات سيد الرجال” تقول الأم المكلومة، متابعة: “عندما أخبرته أنني أُريد أن أُزوّجه فقال لي لا تُفكّري في هذا الموضوع الآن يا أمي فقبل أن أُفكّر في نفسي لابد وأن أُزوّج أختي أميرة.. لم يبخل بشىء علينا فقد غمرنا بعواطفه وحبه وحنانه، وكأن الله يختار القلوب البيضاء لتعيش في الجنة”.

واختتمت والدة الشهيد حديثها، قائلة: “لم تدخل الفرحة قلبى منذ وفاته، فأنا أحتضن العَلَم الذي كان ملفوفًا به وبه دمائه وكأنها رائحة مسك وعنبر وأشم رائحته فيه، وأخذت التابوت الذي كان يحمل جثته وطلبت من النجّار أن يحوّله إلى دولاب لأضع جميع محتويات محمود فيه بل سأجعله متحفا وأجلس أمامه ليذكّرني بكل لحظة عشناها مع بعض واحنا بنضحك، واحنا بنتألم، واحنا بنفكر، واحنا بنخطط للمستقبل اللي لم أتوقع أن يكون بدونه، فمن المؤكد أن والده سعيد بقدومه إليه، لكنهما تركوني أُعاني الحرمان منهما.. تركوني ولا أعلم هل سأستطيع أن أُكمل حياتي بدونهما أم لا، أتمنى من الجميع أن يدعون لي بالصبر وأن يُنزله الله برحمته على قلبي ليصبّرنى على فراق ابني البطل”