يعاني المنتجون والقائمون على صناعة السينما منذ سنوات طويلة من انتشار ظاهرة قرصنة الأفلام التي تعرض في دور العرض، ما يؤثر على نسبة الإيرادات خاصة وأن تكلفة صناعة الأفلام أصبحت ضخمة للغاية.
فيلم “الإنس والنمس” كان آخر ضحايا القرصنة فبعد أن حقق ما يقرب من 25 مليون جنيه فى أول 10 أيام من عرضه فوجئ صناعه بقرصنته وبثه على عدد من المواقع.. فهل توجد حلول لإنقاذ صناعة السينما من تلك الخسائر أو تقليلها؟.
المنتج هشام عبد الخالق: تم إبلاغ المصنفات الفنية عن المواقع والقنوات المغمورة التي قامت بالقرصنة على الفيلم
هشام عبد الخالق منتج فيلم (الإنس والنمس) قال لـ”المال”: إنه قد تم بالفعل ابلاغ المصنفات الفنية عن المواقع الالكترونية والقنوات المغمورة التي قامت بالقرصنة على الفيلم، مشيرا الى أنه تم بالفعل إيقاف بث أكثر من موقع منها .
وأضاف، للأسف الشديد فإن هذه هي ضريبة التكنولجيا الجديدة التى يستهدف من ورائها لكسب خمسة جنيهات فى المقابل يخسر المنتج 50 مليون جنيه.. مشيرا الى أن سرقة الافلام وقرصنتها اصبحت عادة سخيفة ناتجة عن ثقافة مجتمع .
وتابع، أنه لا يستطيع تقدير حجم الخسائر وما هو عدد من شاهدوا الفيلم خارج دور العرض السينمائى، مؤكدا أن الفيلم مازال يحقق إيرادات عالية وفى تزايد مستمر.
وفال عبد الخالق إن هذه الظاهرة تم مناقشتها مع رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية منذ عشر سنوات بعد انتشار السوشيال ميديا لكن السرقة أصبحت فى دم الناس .
وحذر من أن المسألة أصبحت تضر بالصناعة والاقتصاد فليس فيلم (الإنس والنمس) فقط هو الذى تعرض للقرصنة، بل أن أغلب الافلام التى تعرض حاليا ايضا تعرضت لذلك فهى مسألة تتعلق بثقافة ووعى شعب وسنحاول نتدارك الموضوع.
خيرية البشلاوي: «البلطجة الناعمة» هي التي تتعلق بسرقة الأفلام.. ولابد من تنفيذ القانون
ومن جانبها، ترى الناقدة خيرية البشلاوى أن المشكلة تكمن فى أن تنفيذ القانون في هذه المسألة صعب جدا فى مجتمعنا، ولن ينصلح حال أي منظومة بدون القدرة على تنفيذ القانون .
ووصفت البشلاوى ما يحدث بـ ( البلطجة الناعمة ) وهى تتعلق بسرقة الأفلام والالبومات الغنائية وغيرها من عناصر القوة الناعمة وهى تمثل خسارة فادحة من جميع النواحى لذا فلابد من القدرة على انفاذ القانون .
وأوضحت البشلاوى أنه ليس فقط حالات سرقة الافلام هى التى تعانى من عدم انفاذ القانون بل هناك أمور اخرى مثل افلام محمد رمضان – الذى يتعدى فيها على القانون فيصفق الجمهور له – ولا تستطيع المصنفات الفنية أن تنقذ الموقف غير بتفعيل القانون بشكل صارم .
عصام زكريا: هناك حلولا غير الحلول القانونية أو مع استمرارها من خلال مكافحة القرصنة
وأكد الكاتب الصحفى والناقد عصام زكريا أن القرصنة على الافلام ظاهرة عالمية والمصنفات الفنية لم تستطع أن تفعل شيئا بشكل كافٍ لمكافحة القرصنة، وأصبح الموضوع منتشرا جدا فى الصين والهند وروسيا ، مشيرا الى انه أحيانا ما تتم قرصنة الفيلم قبل ما أن يعرض، فهى أصبحت قضية صعبة جدا .
وأشار زكريا الى ان هناك حلولا غير الحلول القانونية او مع استمرارها من خلال مكافحة القراصنة بإغلاق المواقع ، لكن ذلك ليس كافيا لأنهم يسرقون من خارج مصر فلا نستطيع الوصول اليهم.
زكريا: من الممكن عرض الفيلم على المنصات وقت عرضه بدور العرض لنقل ثقافة المنصات للمشاهد المصري
والحلول من وجهة نظر زكريا رصدها فى أنه من الممكن أن يتم عرض الفيلم على المنصات فى وقت عرضه أو بعد عرضه لنقل ثقافة المنصات للمشاهد المصرى .
وأيضا زيادة دور العرض لانها ليست كافية فيستفيد المنتج ويعرض على المنصات، وأيضا تخفيض سعر المنصات من قبل أصحابها .
كما أن الحلول القانونية ليست كافية فلابد من تقليل سعر التذاكر لأن اي أسرة من طبقة متوسطة تريد أن تذهب لمشاهدة فيلم فى السينما تجد أن عليها ان تدفع 500 جنيه، وهي تكلفة باهظة بالنسبة لهم، إلى جانب بالطبع مساعدة مباحث الإنترنت للقضاء على ظاهرة القرصنة بأكثر من جانب لحل المشكلة.