مقتطفات من مقالات سابقة من فكر بكري
وجريدة المال من يناير 2020، عن ماضى المستقبل!
مقال كورونا وكسر الشكلية الدينية- 2020/4/7 (على مر التاريخ، يحاول البشر وزن حياتهم بين كفة زخرف الدنيا وبين كفة الشكلية الدينية، فى محاولات اتزان دائم على قاعدة النظام الدينى ومنتجاته، لتكون رمانة ميزان العديد منهم، الوقوف عند شكلية الميزان دون تجاوزه إلى معنى العدل ذاته! أدى توسع وتعمق وتشابك وتعقد شبكة الشكلية الدينية ومنتجاتها وهيمنة رسلها، إلى سحب تدريجى تراكمي، لوعى البشر بإمكانية أن يكون مكان العبادة ومناجاتنا مع الخالق بداخلنا، أو أن نغلق عيوننا لترى سماوات رحمته! وهو ما أثمر ارتباطا مرضيا ماديا/معنويا بيننا وبين هذه الشكلية الدينية، وانحصار وانحسار وعينا الحقيقى والأصلى والصافى بالله، فيما تزودنا به هذه الشكلية أو نراه فيها أو بمنظورها أو نعاينه من رسلها أو نحلق معه فى منتجاتهم.)
مقال إدارة الماضى لصنع المستقبل- 2020/4/21 (المشكلة الحقيقية هى عدم وجود نظام، منهجية، آلية لدى الكيان لتحويل المعرفة الباطنية لأفراده إلى معرفة ظاهرة تقنن بالوثائق أو الكمبيوتر، بطريقة يمكن الاستفادة منها وتطويرها وإعادة استخدامها بصورة أفضل. أغلب الكيانات بصفة عامة، لا تحتفظ أو توثق أو تدير المعرفة الباطنية لمنسوبيها، بصورة تسمح لها بالاستفادة من خبرتهم ومعلوماتهم ومعرفتهم الفنية. ورغم أن الكيانات عادة ما تسير وفقا لسياسات عمل أو إستراتيجيات تشكل الإطار العام للعمل، إلا أن المعرفة الباطنية لمنسوبيها فى تنفيذ هذه السياسات، هى ما تشكل العصب الحقيقى لنجاح أو فشل هذه الكيانات. لذلك فالمتقاعدون والمستقيلون والمتوفون فجأة، لديهم الرصيد الواقعى غير الموثق منهجيا لموقف الكيان فى العديد من المشروعات والقضايا والمشاكل والأزمات والصفقات والتوسعات ..إلخ. ورغم وجود نظم أرشيف ورقى وميكروفيلم وذاكرة حاسوبية، إلا أنها تبقى ملفات استاتيكية خرساء للحفظ فقط وليست ديناميكية تفاعلية، بخلفيات وأسباب صدورها أو العدول عنها أو حفظها أو إخفائها، لتكون الاستفادة منها حسب قدرة المُطلع عليها على التحليل والاستنتاج فى زمن محدد، بلا ضمان لتحقيق الترابط فيه أو الخروج بنتائج نافعة. )
مقال قانون المكر الإلهي-2020/6/10 (دعونا نرجع فى مقاعدنا ونرقب عن بُعد بتمعن، من البلورة السحرية أو عين الدجال الحديثة المسماة بالفضائيات والإنترنت والكمبيوتر (الذين جعلونا من أهل الخطوة فى طى الزمان والمكان بمعرفة أحداث العالم بكبسة زر) لنرصد ما وصل له العالم حتى 2020؟ طفرات جينية وتقنية، صراعات سياسية إقليمية ودولية، خلخلة أيدلوجية عالمية، تحركات عسكرية، تغيرات جغرافية، مداهمة ثوابت، صراعات طائفية وعنصرية، حالات مرعبة من عدم الاستقرار الاقتصادى عالميا، ابتكار نظم مالية ومصرفية جديدة، ضغوط الدين العالمى الجديد، تفكيك اتحادات قائمة واستهداف أخرى جديدة، كتائب حرب غير معلنة وتجرى بمنتهى الشراسة إلخ. كم المؤامرات والأجندات والخطط والمخططات الجارية تجاوزت الحصر أو التوقع أو الحساب! فالمكر البشرى فى أوجه وهيئة الإدارة الهرمية تراقب التحول الانتقالى للعالم الجديد، بمكر تزول منه الجبال، وبكيد متقن (بمصالح ووعود ومخاطر وأزمات)، تدفع فيه أهل الظاهر لارتكاب السوء والهدم والتغيير بإرادتهم هم شخصيا وليس بإرادة الهيئة، لتوقعهم فى شر أعمالهم، تحقيقا لاستكمال منظومة المصالح تتصالح فى اتجاه استمرار أهداف الهيئة لإدارة البشرية بالمكر! إن توقفنا عند هذا الحد، فالصورة قاتمة، صادمة، حاسمة والنتيجة الانسياق الحتمى فى مخطط المكر البشرى للقرن الـ21 وبدايات العالم الجديد! ولكن مع المكر الإلهي، فالحسابات مختلفة تماما؟)
مقال استثمارات الردع وحرب البقاء- 2020/6/28 (السبب الحقيقى للحرب على مصر فى تقديرى هى تجاوزها كل ذلك برؤية متقدمة جدا، وتصميمها خطة حقيقية لصيانة المكان وعلاقات الإنسان، لتهيئتهما لدور وتواجد دولى غير متوقع أو مفهوم إقليميا فى هذه الظروف؟ ما قامت به مصر منذ 2014 تطويرا خارقا لمعنى الردع الاستراتيجي، فاستثمارات مصر فى الحجر (البنية التحتية والتسليح والتنمية) فى حقيقتها استثمارات رادعة لحزمة الطامعين، بأن هناك دولة جديدة تبزغ بصورة جادة، لا تحتمل فقط المقامرة بتنمية حقيقية وميراث قدري، بل تتقدم بطموح يتجاوز جعل المستقبل خيرا من الماضي، إلى ن نحيا لنستمتع بهذا المستقبل. ورغم احتراف مصر مؤخرا لعدة ضربات وقائية كجزء من سياسة الردع، إلا أنها أسست مراكز قانونية دولية صارمة فى ليبيا وإثيوبيا، تسمح لها باللجوء للردع الاعتراضى الحاسم، المعزز بالمشروعية والقاطع على الآخر أى تعويض أو انتقام. )
مقال علم طبقات العقل- 2020/10/12 (أفضل ما يستحدثه الإنسان فى حياته أن يصممها كمشروع أو دولة الشخص الواحد! فيحصر موارده ويشحذ فكره، ويستنطق إبداعه، ويستثمر فى علاقاته، فإذا وعى وأضاف لطبقاته وعى عقل الشخص المعنوي، لأمكن على المدى وبالتدريب، استحداث عقول جديدة بطبقات مُركبة، صاغتها ضغوط الحاجة للحياة وزمن سريع وطبقات تنضج، لتلائم تحديات قائمة وستزيد حدة فى السنوات القادمة.)
مقال من كبارى الأرض لجسور العقل- 2020/11/15(ما أحلم به، تكملة عمران (طريق مصر الجديد) برؤية واستراتيجية بانورامية حقيقية، لتأسيس شبكة طرق وكبارى تربط بين جزائر العقول والآراء المصرية، التى يسميها البعض تجديد الخطاب الديني، أو حتمية العلمانية أو حل مشكل الإخوان أو تغليب الاقتصاد وإنقاذ المهمشين واستعادة الطبقى الوسطى المهروسة. ولكنها جزر منفصلة، أراضٍ وعرة، مستنقعات قديمة، وكل جسورها مصدرها أهلها وليس رؤية وطنية. نجح طريق مصر الجديد، لأن واضعه لديه إحداثيات الأرض والعوائق ومواطن الضعف والاختناق، أما جسور الناس فمرجعها نظرتهم ومصالحهم وحصتهم من الأرض، وسؤالى هل لدينا إحداثيات الجزر المنعزلة للعقل المصري، لدرجة الربط بينها وتقريب مناطقها، أم لعله يفضل بقاءها كما هي؟)
* محامى وكاتب مصرى
bakriway@gmail.com