مقتطفات من مقالات سابقة من فكر بكري
وجريدة المال من يناير 2020،
عن ماضى المستقبل!
مقال أهمية تجديد دولة الوعي-2020/3/15 (إن تخير ومراجعة وفرز قوت دولة الوعى مهمة شاقة، قد يحتال فيها أحد أعدائك فيستدرجك للإعجاب بالشكل والأسماء واللغات، لدرجة التمرغ فى الإحباط من الانبهار بالآخرين، فتغتال باستسلامك تجديد دولتك! ولكن وعيك الداخلى وحده، من ينقذك بتتبع قوانينك الأولى وقيمك الأساسية. الوقت دوما متاح لتجديد دولة الوعى لتستعيد قيادتها! أهم شيء أن (تعي) أنك محتاج الإفاقة، لتكمل طريقك بأمان، فتستحق خلافته!)
مقال هيروشيما + كورونا = أوبة القرن21 – 2020/3/18(لن ينتهى الطمع أو يموت الاستغلال، لن تتوقف الحروب أو تقنع التوسعات أو تتعقل الاضطهادات! لن ينتهى الفُحش أو يزول الإفك! لن يتوقف اتباع إبليس عن طرح أسئلته السبعة! ولكن الأمل الوحيد أن يظهر بشر جديد بروح هيروشيما! روح الأمل الذى خرج مع بزوغ النبت من الأرض الميتة، وكان سببا فى أوبة تجربة هيروشيما واليابان بأكملها للإشراق على العالم بمعنى الإنسان. استمر صراع الخير والشر فى اليابان، ولكن منهج الأوبة يسمح لها دوما بالتدارك، السيطرة، اليقظة، الوعى الكفيل بالإنقاذ. سيكون كورونا ٢٠٢٠، هو الأوبة التى يحتاجها القرن الـ21 ذاته لتُكمل الدنيا دورتها المقدرة.)
مقال عصر هامان وصرح كورونا المقدور -2020/3/28 (تمر القرون ولا ينتهى التاريخ! ويستمر نموذج هامان يتألق على مر العصور، بصروحه الفكرية والمادية والروحية والاقتصادية، وتتواتر وتتنوع فراعين العالم شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، ولكل منهم هامان علميا وإداريا وفكريا وسياسيا وحربيا ودينيا وماليا، يُبدع فى بناء صروح ترتفع فى كل مرة على نار مختلفة! ولكنها لا تكتمل وإن طال الزمن أو ضعفت القضية أو استمر الفرعون! التاريخ يثبت أن هامان دوما يموت، يُعاقب، يُحبط، وفرعونه يذوى ويكون عبرة! ولكن؛ من هو فرعون القرن الـ21 ومن هامانه، وكيف تبدو صروحه؟ تجبر فرعون فى الإنسان وأصبح رمزا لعهد ونظاما عالميا، سخر جيوشا من الهامانات، التى تطورت فى بناء صروحها العلمية والمعمارية والورقية والاتفاقية والمالية! فأصبحت الصفقات صروحا، النظم صروحا، خطط التنمية صروحا، المناظرات صروحا، وغيرها من الصروح التى تُطلب، وتُبنى، وترتفع، ولكنها لا تكتمل لدحض الحق! الحق فى الوجود، الحق فى الاستمرار، والحق فى الإيمان.)
مقال ما بعد كورونا حكمة التدمير وفن البقاء-2020/4/2(من المتوقع إعادة صياغة لمفهوم وصور الديموقراطية وعلاقة الشعب بنوابه وحكامه، بعد سقوط قناعات عالمية عن فعالية التكتلات والعدالة الاجتماعية ونضج الوعى الجمعي. تغيير لمقاييس القوة الدولية ومعايير التقدم ووظيفة العلم والتقنية. تغير رمز قيادة العالم وجهاده للبقاء على القمة باستغلال أشكال الرأسمالية فى أزمات اقتصادية مختلقة كأثر لاقتصاد كورونا، يعاد تدوير المال فيه بأشكال مختلفة. ظهور ٣ كيانات دولية مستقلة بتفويضات حكومية تقسم عليها إدارة الأزمات القادمة على مستوى القارات. ظهور متدرج القوة لصور متطورة من الاقتصاد الإسلامى فى مواجهة صناعة الربا. خلخلة الرأسمالية العالمية وإحراج الدولار وبزوغ عملات جديدة وسنوات من تضارب المصالح وصراع أيدولوجيات، ونجاة ائتلافية تكمل مخطط السيطرة العالمية بأشكال جديدة. ظهور تحالفات قوى وعلاقات جديدة فرضها كورونا، ستحل تدريجيا محل تقسيمات حالية. العديد من الاتحادات والتحالفات والمنظمات سيعاد ترتيبها وتوزيع إرثها/ إعادة تقسيم الجغرافيا سيكون على أسس المناخ والأمن البيئى ووعى السكان وقابليتهم للتعليم والتدريب كأولويات تحسب مع الموارد الطبيعية. ستؤسس قيادة الجموع والقطيع على وجود وترابط وتفاعل قواعد البيانات العملاقة وستكون الملفات الصحية موازية إن لم تكن أعلى من السجلات الجنائية! / استمرار مختلف لصناعة وأدوات الحرب لتغير مفهومها وميادينها وظهور جنرالات جدد تقاس قوتهم بالإحياء وليس الإفناء. / (تأميم) فيسبوك إن جاز ذلك أو تفكيكه أو تأسيس منصات موازية لإدارة العالم الافتراضي. / تطوير بروتوكولات التعاون وتنافس واحتكار وتلاعب شركات الدواء والسلاح والبنوك والمخدرات فى حكم العالم. استمرار مناطق/جماعات منغلقة تطويريا، فتنقلب إلى توابع بحتة وسلات قمامة للعالم الجديد./ ستستمر جحافل بشرية أخرى على مستوى العالم، فى العزف على مستوى الوعى الأول، ومحاولة الدخول به إلى ما بعد كورونا، وسيناضلون للاحتفاظ بمفاهيمهم ومكتسباتهم وطقوسهم وتابوهاتهم وقيمهم المنتهية، ولأن التغيير القادم يستهدف باقى ال٨٠ سنة من هذا القرن وما بعده، فسيكون هديره أعلى من وعيهم القاصر، الذى سيتقزم ويتلاشى مع التطورات المتشعبة، فلا يكون أمامهم سوى تذكر مقالى الذى كتبته منذ سنوات عن .. تغير أو مُت” فهو عالم ما بعد كورونا)
مقال سر خسف قارون- 2020/4/5 (هل عصرنا الآن هو قارون الجديد؟ علا النظام العالمى الجديد ورموزه فى الكبر والتكبر وألغى بصورة غير مسبوقة، وانتقلت صفة ووصف قارون من شخص إلى عصر كامل فاقت فيه خزائن قارونيه، خزائن قارون القرآني! وأصبح موسى شعوبا مقهورة، مجتمعات مغيبة، جماعات مضطهدة، وكلهم دعواتهم لا تصل أبعد من الحناجر، لضياع الإيمان من قلوبهم وانتظار الفرج من القارونيين وليس ربهم! قلبوا النظر فى قارون القرن الـ21، ستجدون ظهوره موثقا لحظيا فى الإعلام وعلى الإنترنت، بماله وجيوشه وعلاقاته وتقنيته وسلطته وأتباعه وصفقاته وغيّه وإصراره على الكبر والتكبر واجتياحه للبشر والتاريخ والأديان! مدعيا الأفضلية والتفضيل والنخبة والقيادة العالمية! العلو فى الأرض شأن الإنسان ومحنته الخفية من المُعطي. عندما يتضافر المال مع السلطة والتقنية والقدرة، فنحن بصدد قارون يختلف حجمه ودرجته بموقعه فى المحنة الغافل عنها. خسف الأرض يعمل بهدوء، استمرار، حسم، تأكيد، فالخسف الآن إلهى بدون دعوات، لتعدد نشاط وفساد القارونيين وضعف الموسويين! من أسف أن قارون القرن الـ21 مازال حيا، يتنفس، يتبجح، يزيد فى غيّه، يتجاهل الحق والحقوق ويتوغل فى محاولة تغيير تركيبة الأرض والبشر، ويتكبر حتى على الخسف الإلهى بالتعتيم، مثل ما هو واقع فى ظاهرة بدء تشقق القشرة الأرضية فى جنوب غرب أمريكا وتوقع خسف مدنا كاملة خلال 50 عاما! قد لا نلحق الخمسين عاما القادمة، ولكننا نعاصر القارونيين والموسويين معا، فالقضية أصبحت أكبر من أن تُحد فى دعوة، لأن المكائد لا تنتهى وتأبى العاهرة إلا أن تأكل بثديها!)
• يتبع
* محامى وكاتب مصرى
bakriway@gmail.com