وافق قادة مجموعة العشرين على بيان ختامي الأحد يحث على اتخاذ إجراء قوي فعال لتقييد الدفيئة العالمية قبل قمة كوب 26 ، لكنه يقدم التزامات قليلة ملموسة، بحسب وكالة رويترز.
تعهدات العشرين قبل قمة كوب 26
وبعد مضي أيام شهدت إجراء مفاوضات شاقة بين الدبلوماسيين خلال قمة العشرين، تظل أعمال شاقة يتعين تنفيذها خلال قمة مناخ كوب 26 في سكتلندا التي سيسافر إليها معظم قادة العشرين مباشرة من روما ونشطاء المناخ المحبطين.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرس الجمعة من أن العالم يتجه صوب كارثة بيئية، مشيرا إلى أن قمة روما اخفقت في تلبية آماله، لكنها في الوقت ذاته ولم تمحها.
وقال خبراء الأمم المتحدة إن عتبة ال 1.5 درجة مئوية يجب الوفاء بها لتجنب التسارع الدراماتيكي لأحداث المناخ الحادة مثل الجفاف والعواصف والفيضانات. وهم يوصون بإنجاز هدف خفض الانبعاثات إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050.
وهناك مخاطر ضخمة تحدق بالعالم، ومنها قدرة البلدان المنخفضة عن سطح البحر على البقاء على قيد الحياة والتأثير على مستويات المعيشة الاقتصادية واستقرار النظام المالي العالمي.
وقال فريدريك رودر، نائب رئيس جماعة جلوبال سيتزن للتنمية المستدامة:” حان وقت تحرك مجموعة العشرين التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن إنبعاث الغازات، لكننا لا نرى سوى تدابير غير كاملة بدلا من إجراءات طارثة ملموسة.”
وتسهم دول مجموعة العشرين التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة بنسبة 80% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميا.
وأشار البيان الختامي إلى أن الخطط القومية الحالية يجب تقويتها عند الضرورة، لكنه لم يشر إلى عام 2050 كموعد لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية.
وتابع:” نحن ندرك أن تأثيرات التغير المناخي عند 1.5 درجة مئوية تقل كثيرا عن تلك التي تقع عندما تصل درجة حرارة العالم إلى 2 درجة مئوية. الإبقاء على مستوى 1.5 درجة مئوية سيتطلب اتخاذ تدابير وإلتزامات فعالة وقوية من قبل جميع بلدان العالم.”
دفيئة عالمية بنسبة 2.7 درجة مئوية
أقبلت الصين المسؤولة عن أكبر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم على تحديد عام 2060 كموعد لتحقيق هدف خفض الانبعاثات إلى أدنى مستوى، بينما لم تلتزم دول كبرى مسؤولة عن تلوث البيئة مثل الهند وروسيا بمستهدف عام 2050.
ويقول خبراء الأمم المتحدة إنه حتى في حالة الالتزام بشكل كامل بالخطط القومية الحالية، فإن العالم يتجه لدفيئة عالمية بنسبة 2.7 درجة مئوية وما يستتبعها من تبعات كارثية.
ويشتمل البيان الختامي لمجموعة العشرين على تعهد بوقف تمويل توليد الكهرباء عبر الفحم في الخارج بنهاية العام الجاري، لكنه لا يحدد موعد لإنهاء استخدام الفحم في توليد الكهرباء، مكتفيا بالدعوة إلى فعل هذا بقدر الإمكان.
وحل هذا التعهد محل آخر ورد في مسودة سابقة من البيان الختامي ينص على تحقيق هدف وقف استخدام الفحم في توليد الكهرباء بنهاية ثلاثينات القرن الحالي، مما يدلل على النفوذ الذي مارسته بعض الدول المعتمدة على الفحم.
ولم تحدد مجموعة العشرين موعدا لوقف دعم الوقود الأحفوري، إذ قالت إنها ستسعى لفعل هذا على المدى المتوسط.
واشتمل البيان الختامي على تعهدات أقل إلزاما بخصوص خفض انبعاثات الميثان التي تلحق أضرارا أقل مقارنة بثاني أكسيد الكربون على الدفيئة العالمية مقارنة بمسودة سابقة.
وبخصوص تعهد الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار سنويا حتى 2025 لمساعدة الدول النامية على مواجهة التغير المناخي، أخفقت مجموعة العشرين في الإلتزام بهذا التعهد، بما يبث انعدام الثقة والتردد لدى الدول النامية ويحبط مساعيها نحو تسريع خفض الانبعاثات.
سيحضر قادة العالم قمة كوب 26 الأثنين، وسيلقون خطب تستمر يومين وربما يتم خلالها إصدار بعض التعهدات الجديدة الحاسمة بخصوص الانبعاثات قبل أن يبدأ المفاوضون الفنيون في مناقشة قواعد اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.