واجه بنسون مويندوا الحرارة الحارقة والضوضاء من حشد كبير من الناس الذين توافدوا على متجره الذي يبيع الهواتف الذكية الصينية ، وسط العاصمة الكينية نيروبي.
الهواتف الذكية الصينية
أظهر رجل الأعمال هذا سلوكا وديا تجاه الزبائن الذين كانوا يتفحصون نماذج مختلفة من الهواتف الذكية المحمولة علامة ((تيكنو – TECNO))، التي تم ترتيبها بدقة في متجره الأنيق الواقع في شارع حيوي بجادة لوثولي التجارية وسط نيروبي.
قال مويندوا إن خبرته التي امتدت 7 سنوات في بيع الهواتف الذكية في المنطقة التجارية المركزية في نيروبي، كانت بمثابة دراسة حالة في الجرأة والمرونة والصبر والتواضع.
يعتبر متجره وجهة ثمينة للزبائن الذين يبحثون عن العلامات التجارية للهواتف الذكية من الصين مثل ((تكنو))، والتي لاقت صدى بين الكينيين من جميع مناحي الحياة، بفضل جودتها العالية وكلفتها الميسورة.
وفي هذه المنطقة التجارية الصاخبة، تنتشر العشرات من لوحات ((تكنو)) الإعلانية الأنيقة في ممرات المشاة التي تم تجديدها حديثا على طول جادة لوثولي في نيروبي، وسط شعبية متزايدة للهواتف الذكية الصينية بين الكينيين.
قال مويندوا لـ((شينخوا))، إنه يشعر بالفخر لكونه من بين الجيش المتنامي للبائعين المحليين الذين يتعاملون مع الهواتف الذكية من علامات شركة ((ترانشين القابضة – Transsion Holdings)).
العمر الطويل للبطارية
وأضاف أن المستهلكين الكينيين قد طوروا مقاربة قوية تجاه العلامات التجارية للهواتف الذكية من شركة ((ترانشين))، مثل الهاتف ((تكنو))، بفضل جودتها العالية والقدرة على تحمل تكاليفها والعمر الطويل للبطارية.
وأوضح قائلا “إنها (الهواتف) سهلة الاستخدام حتى للمستخدم ذي التعليم المحدود”.
يتراوح سعر التجزئة للهواتف المحمولة التي يتم الحصول عليها من أجزاء مختلفة من العالم والتي يتم عرضها في متجره من 1999 شلن (حوالي 18.4 دولار أمريكي) إلى 19999 شلن.
ومع ذلك، فإن الهواتف الذكية من شركة ((ترانشين القابضة المحدودة)) ومقرها في شنتشن جنوبي الصين، تمثل الجزء الأكبر من العلامات التجارية على خزانات العرض التي تنتشر في متجر مويندوا.
قال إنه يبيع ما معدله 120 هاتفا محمولا شهريا، و70% منها تقريبا، من ماركة ترانشين.
ماركة تكنو
اعترف كين موسيلا، وهو موظف حكومي عمره 27 عاما، بأنه أصبح معجبا تماما بماركات الهواتف الذكية الخاصة بشركة ((ترانشين))، وقد اشترى هاتفا ذكيا جديدا لعلامة ((تكنو)) مؤخرا، بفضل الترويج المُقنع من مويندوا.
وانضم رجل الأعمال فيمال غادا، إلى فريق بائعي هواتف شركة ((ترانشين)) منذ حوالي عقد من الزمان عندما بدأت العلامات التجارية للهواتف الذكية الصينية تصنع تدريجيا موجة في كينيا.
قال غادا “في ذلك الحين، كان هناك عدد كبير من العلامات التجارية للهواتف المحمولة في السوق الكينية، وإعلانات ((ترانشين)) لم تكن بارزة.
وكان من الصعب بيع 100 هاتف حتى في الشهر الجيد”.
بيع 60 ألف هاتف في شهر
رغم ذلك، قال إنه فتح 16 محلا في بلدة إلدوريت شمال غربي كينيا، ولديه فريق مبيعات مكون من 50 شخصا يمكنه بيع ما يقرب من 60 ألف هاتف من ماركة ترانشين كل شهر.
وأضاف غادا أن العلامة التجارية ترانشين للهواتف الذكية، قد أحدثت ضجة في السوق الأفريقية بفضل جودتها الواضحة وحفاظها على عمر بطارية أطول وكاميرتها الأنيقة.
إن ارتفاع الطلب على هاتف ((تكنو)) والعلامات التجارية الأخرى لشركة ((ترانشين)) في كينيا هو انعكاس لجاذبيتها المتزايدة في السوق الأفريقية الأكبر.
في عام 2006، وصل فريق من شركة ((ترانشين)) إلى أفريقيا حيث سعى إلى إنشاء مكانة، وفي السنوات الأخيرة، وصف المحللون الشركة الصينية بأنها “ملك الهواتف المحمولة الأفريقية”.
أشار تقرير حديث أعدته شركة ((ترانشين)) إلى أن شحناتها العالمية من الهواتف المحمولة، قد بلغت 137 مليون وحدة في عام 2019.
يشير تحليل من مؤسسة البيانات الدولية (IDC) إلى أن حصة ((ترانشين)) في السوق في أفريقيا، بلغت 52.5% في عام 2019.
ومقابل هذا، تجاوزت حصتها في سوق الهواتف الذكية في القارة، 40%، واحتلت المرتبة الأولى بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2020، وفقا للشركة.
إجراءات احتواء كوفيد-19
قال جورج تشو، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة ((ترانشين))، إن الشركة استثمرت لتعزيز، لضمان عدم تعطّل عملياتها في أفريقيا، بسبب الوباء.
وشرعت الشركة في حملة تسويقية جديدة وسط السعي لزيادة المبيعات في الأسواق غير المستغلة في أفريقيا.
إن نجاح ((ترانشين)) في أفريقيا يكمن في رؤيتها المستمرة وحلولها لـ”نقاط الألم” للمستهلكين المحليين، إلى جانب الترويج للابتكارات.
قال تشو “لدينا نظرة ثاقبة للعادات الاستهلاكية ونقاط الألم للمستخدمين المحليين، ونواصل تعديل المنتجات لتلبية الطلبات المتغيرة للمستهلكين”.
وجد فريق أبحاث ((ترانشين)) أن المستهلكين المحليين في إفريقيا يحبون التقاط الصور ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.
صورة أكثر وضوحا
قال تشو “لذلك، قمنا بالتعاون مع فريق البحث المحلي في أفريقيا لتحليل التفضيلات الجمالية للمستخدمين المحليين، وإيجاد فرص مبتكرة لتحسين الصورة، بحيث تكون الصور التي يلتقطها المستخدمون أكثر وضوحا وطبيعية وجمالا”.
وبالمثل، أصبح إطلاق الشركة للهاتف المحمول ثنائي الشريحة في أفريقيا، حدثا كبيرا بين الزبائن المحليين.
في الماضي القريب، زادت ((ترانشين)) استثماراتها في البحث والتطوير، لتعزيز قدرات الابتكار والحفاظ على ميزة تنافسية في السوق الأفريقية.
وتسارعت الثورة الرقمية في أفريقيا بفضل البنية التحتية الداعمة وروح المبادرة لشباب القارة.
في أكتوبر 2019، أطلقت ((ترانشين)) “مركز ترانشين للابتكار”، لدعم حضانة وتنمية المؤسسات الرقمية في القارة الأفريقية.
وقالت الشركة إنها شاركت في تطوير 7 تطبيقات للهاتف المحمول لديها أكثر من 10 ملايين مستخدم نشط شهريا في أفريقيا.
ومن بين هذه التطبيقات “بومبلاي – Boomplay“، وهي منصة بث موسيقى تم تطويرها بالاشتراك بين ((ترانشين)) و((نيت إيز – NetEase))، وتحظى بشعبية لدى الفنانين ورجال الأعمال الناشئين في أفريقيا.
التوطين لتعزيز الثورة الرقمية
لقد تحدى روكي وانغ الصعاب للوصول إلى كينيا، حاملا تصميما فريدا على النجاح، كبائع لمنتجات شركة ((ترانشين)) في سوق أفريقية أوسع، في وقت كان فيه المستهلكون لا يعرفون الكثير عن الهواتف الذكية الصينية (شينخوا).
قال “عندما وصلنا لأول مرة إلى أفريقيا، كان السؤال الأكثر تداولا هو “مقارنة بالعلامات التجارية الأخرى، ما الذي يجعل ((ترانشين)) مختلفة عن غيرها؟”.
وأضاف أنه هو وموظفو المبيعات المحليون كانوا يحملون حقائب ظهر في الشوارع لبيع هواتف ((ترانشين)) المحمولة، والتي أصبحت فيما بعد سلعة ثمينة في أجزاء كثيرة من أفريقيا.
الاستقرار الوظيفي
قال بابا ميدون ثيام، الذي انضم إلى فريق مبيعات ((ترانشين)) في كوت ديفوار في عام 2011، إن الشركة وفرت له منصة لتحقيق التنقل الوظيفي والاستقلال المالي.
وأضاف ثيام “لقد وفرت لي ((ترانشين)) وظيفة مستقرة بينما كانت تعدني لمواجهة تحديات الحياة بشجاعة وتصميم”.
عندما أنشأت ((ترانشين)) مصنعا في إثيوبيا في عام 2011، لإنتاج الهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية، وجد الشباب المحليون، مثل نيبرت أيالوي، فترة راحة، بعد أن عانوا من فترة بدون وظائف مستقرة.
انضم أيالوي إلى المصنع في أغسطس 2012، عندما كان فيه أقل من 40 موظفا محليا، ولكن العدد ارتفع إلى 1000 بفضل تنفيذ برنامج توطين قوي.
قال أيالوي إن ((ترانشين)) هي المكان الذي يمكنك فيه تحقيق أحلامك طالما أنك على استعداد للعمل الجاد.
لقد لبّت الهواتف الذكية التي تم إنتاجها في مصنع ((ترانشين)) بأثيوبيا، طلبا محليا وإقليميا متزايدا، مع إنشاء مراكز توزيع جديدة وخدمات ما بعد البيع، في جميع أنحاء القارة.
الثورة الرقمية
قال تشو إن ((ترانشين)) ستسعى للاستفادة من تواجدها القوي في أفريقيا لدفع الثورة الرقمية في القارة، والتي يتم دفعها بواسطة الهواتف الذكية والتواصل المتزايد.
واستثمرت ((ترانشين)) في التعليم الأساسي للأطفال الأفارقة إلى جانب برامج الحفاظ على البيئة والتخفيف من حدة الفقر بما يتماشى مع روح المسؤولية الاجتماعية للشركة.
وهناك شراكة بين ((ترانشين)) والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ستسهم في تحسين الحصول على التعليم الأساسي بين الأطفال المقيمين في مخيم داداب للاجئين، الواقع في شمالي كينيا.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.